اتفاق وشيك بين واشنطن والسلطة الفلسطينية على إنهاء مخصصات الشهداء والجرحى
كشف مسؤولان في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن واشنطن والسلطة الفلسطينية، قد اقتربتا من الاتفاق على وقف دفع رواتب لعائلات لإنهاء مخصصات الشهداء والجرحى الذين تتهمهم إسرائيل بتنفيذ عمليات ضدها وتصفهم بـ”المخربين” حسب ما نقلته مجلة “بوليتيكو”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، أمس الجمعة، عن المسؤولين، قولهما، إن الخطوة تأتي ضمن “إصلاحات شاملة طالبت واشنطن بإجرائها في السلطة الفلسطينية، تحسبا لليوم التالي للحرب على غزة”.
وأضافا أن الولايات المتحدة الأمريكية ورام الله اقتربتا من الاتفاق بشأن وقف رواتب عائلات من تصفهم إسرائيل بـ”المخربين”، وتتهمهم بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وأكدا أن “هذا الملف شهد تقدما كبيرا خلف الكواليس، وأنه من المتوقع إجراء تلك التغييرات قريبا”.
وأوضحا أن “تلك النقطة من بين نقاط أخرى ضمن خطة إصلاحات أمريكية شاملة قدمتها واشنطن للسلطة الفلسطينية”.
وأشارا إلى أن مسودة الخطة الأمريكية، التي عُرضت على السلطة الفلسطينية “قدمت حلا بديلا بشأن مسألة الرواتب التي تدفعها لعائلات الفلسطينيين”.
ووفقا للخطة، فإن السلطة الفلسطينية قد تستبدل تلك التعويضات بمشروع آخر أو برنامج للرعاية الاجتماعية العامة.
ووفقا للصحيفة، فإن السلطة الفلسطينية حتى اليوم تدفع رواتب لعائلات فلسطينيين تورطوا في عمليات ضد إسرائيل، سواء قتلوا خلال تلك العمليات أو اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية وألقت بهم في السجون.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة ترحب بتعيين السلطة الفلسطينية حكومة جديدة.
وأعلن ماثيو ميلر المتحدث باسم الوزارة في بيان: “تجديد السلطة الفلسطينية أساسي لتحقيق نتائج للشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وغزة وتهيئة الظروف للاستقرار في المنطقة الأوسع نطاقًا”.
خطة الإصلاح الأمريكية
وتتكون خطة الإصلاح الأمريكية الأوسع للسلطة الفلسطينية من حوالي عشرين مقترحًا، وفقًا لشخص مطلع على هذه القضية.
وقالت “بوليتيكو” إن بعض الاقتراحات عبارة عن طلبات طويلة الأمد، مثل إنشاء آلية جديدة لمكافحة الفساد. والبعض الآخر أكثر تواضعاً ولكنه لا يزال مهمًا، مثل التغييرات في كيفية دفع أجور المتقاعدين وطرق توفير المال في نظام إحالة الرعاية الصحية الخاص بهم.
وتعتزم واشنطن أيضًا المساعدة في تدريب قوات الأمن الفلسطينية على العمل في غزة كجزء من جهود تحقيق الاستقرار على المدى الطويل.
وأكد مسؤولان أمريكيان مطلعان على ملف الشرق الأوسط وجود الخطة الأوسع وبعض تفاصيلها. وقال الشخص المطلع على القضية إن الخطة ليست ثابتة، وليست إملاءات للفلسطينيين. ومن نواح عديدة، فإن مقترحاتها هي نتيجة سنوات من التفكير والمحادثات.
ورئيس الوزراء الجديد محمد مصطفى تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وعمل في البنك الدولي ويعتبر من التكنوقراط. لكنه يُنظر إليه أيضًا على أنه قريب من عباس، وهناك تساؤلات حول دوره في الفساد المزعوم السابق للسلطة الفلسطينية، على حد تعبير “بوليتيكو”.
وأبدى بعض أعضاء إدارة بايدن، خاصة في وزارة الخارجية، تحفظات بشأن الاختيار، كما فعل بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين، ولكن العديد من المسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قالوا إن الأمر لا يستحق الخلاف مع عباس بشأن مصطفى. كما زعموا أن الولايات المتحدة يجب أن تتجنب الظهور كما لو أنها تفرض زعيماً على الفلسطينيين.
ولاحظت “بولتيكو” أن نفوذ واشنطن على السلطة الفلسطينية محدود، لأسباب ليس أقلها أن الدعم المالي الأمريكي للمؤسسة أصبح أقل بكثير مما كان عليه في السابق.