احتجاجات مليونية في فرنسا ضد قانون التقاعد والشرطة تشتبك مع المتظاهرين
خلال احتجاجات مليونية شهدتها فرنسا ضد قانون إصلاح نظام التقاعد، الخميس، اندلعت اشتباكات واحداث عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة الفرنسية في باريس، كما قام مئات المحتجين، بتحطيم واجهات المتاجر.
وقدرت وزارة الداخلية الفرنسية، أعداد المتظاهرين في كافة أنحاء البلاد بـ 1.08 مليون شخص، في حين قال مصدر نقابي إن أعداد المتظاهرين في احتجاجات الخميس، وصلت إلى 3.5 مليون متظاهر.
وأعلنت الشرطة، توقيف 14 شخصاً قبيل الساعة 17.00 بالتوقيت المحلي (16.00 بتوقيت جرينتش)، وقالت إن “نحو ألف” ممن وصفتهم بـ”العناصر المتطرفة” متواجدون في التظاهرة، وأضافت أن الحوادث محصورة في موكب فرعي، فيما موكب النقابات يتقدم “بشكل طبيعي”.
وأغلقت مواقع سياحية في باريس ومنطقتها، من بينها برج إيفل وقصر فرساي، أبوابها، مجدداً أمام الزوار، الخميس، في اليوم التاسع للتحركات الاحتجاجية التي تشهدها فرنسا رفضاً لإصلاح نظام التقاعد الذي أُقرّ دون تصويت الجمعية الوطنية (البرلمان).
وأغلق محتجون غاضبون طريق الوصول إلى مبنى أحد المطارات، وجلسوا على سكة قطارات واشتبكوا مع الشرطة وألقوا مقذوفات على مركز للشرطة.
وتصدت الشرطة بالغاز المسيل للدموع للمحتجين في مدينة نانت غربي البلاد. وأظهرت لقطات لقناة “بي إف إم” التلفزيونية، استخدام الشرطة لمدافع المياه في مدينة رين.
وفي الغرب أيضاً في لوريان، قالت صحيفة “ويست فرانس” إن المقذوفات تسببت في حريق لفترة وجيزة في ساحة مركز للشرطة.
ومن المعالم الباريسية التي امتنعت كذلك عن استقبال الزوار قوس النصر الواقع عند أعلى جادة الشانزليزيه.
وضع متفجر
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد صمت امتد لأسابيع من الاحتجاجات، قال في مقابلة تلفزيونية، الأربعاء، إنه سيصمد، وإن القانون سيدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية العام. وشبّه ماكرون الاحتجاجات الفرنسية باقتحام مقر الكونجرس الأميركي في السادس من يناير 2021.
وأوضح الموقع الإلكتروني لبرج إيفل أن الموقع “مغلق راهناً بسبب حركة الإضراب الوطني”، مشيراً إلى أن الوصول إلى ساحة المتنزه المحيط به يبقى متاحاً مجاناً.
ودعا “حملة تذاكر الدخول الإلكترونية، الخميس، إلى التحقق من صندوق رسائلهم الهاتفية”.
أما موقع قصر فرساي على الإنترنت فأعلن إغلاق القصر والحدائق المحيطة “يوم الخميس 23 مارس 2023 بسبب تحرك اجتماعي وطني”.
كذلك أُلغي النشاط المسائي في متحف أورسيه الذي حُددت الساعة السادسة مساءً موعداً لإغلاقه، فيما أبقي متحف اللوفر مفتوحاً إلى التوقيت نفسه.
وقال فيليبي مارتينيز زعيم الكونفيدرالية العامة للشغل في بداية تجمع حاشد في باريس “هناك كثير من الغضب، وضع متفجر”. ودعا زعماء النقابات العمالية إلى التزام الهدوء، لكنهم عبروا عن غضبهم مما وصفوه بـ”تصريحات ماكرون الاستفزازية”.
وأظهرت استطلاعات للرأي منذ فترة طويلة أن غالبية الناخبين عارضوا تمديد سن التقاعد عامين إلى 64 عاماً.
أكبر تحد لماكرون
وقالت لوسيل بيدي (27 عاماً)، وهي مسؤولة برمجة في الخطوط الجوية الفرنسية، أمام حشد في نانت إنها تشارك في الإضراب “للاحتجاج على تعديلات نظام التقاعد، وأيضاً ضد ما يحدث في الحكومة”.
وأضافت “إنهم لم يعودوا يستمعون إلى الناس”.
وقالت سيلين فيرزيليتي من الكونفيدرالية العامة للشغل، والتي تعد أحد أبرز الداعين للاحتجاجات، لمحطة راديو “فرانس إنتر”، إن ماكرون هو “من أشعل النار في البلاد”.
واجتذبت الاحتجاجات ضد تعديلات قانون التقاعد، حشوداً ضخمة في مظاهرات نظمتها النقابات العمالية في فرنسا منذ يناير.
وتمثل أحدث موجة من الاحتجاجات، أكبر تحد لسلطة الرئيس منذ احتجاجات “السترات الصفراء” قبل أربعة أعوام.
وقال ويلي مانسل (42 عاماً)، وهو عامل في برنامج ترفيهي، في مسيرة نانت “الشارع له شرعية في فرنسا. إذا كان السيد ماكرون لا يتذكر هذه الحقيقة التاريخية، فأنا لا أعرف ما الذي يفعله هنا”.
وقال أوليفييه دوسوبت وزير العمل الفرنسي، إن الحكومة لا تنكر حالة التوتر بالبلاد لكنها تريد المضي قدماً في التغييرات.