اختبارا كبيرا في نهاية الأسبوع يواجه الحركة المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ
الخطوط الجوية في هونغ كونغ "كاثي باسيفيك" تعلن استقالة مديرها التنفيذي
تواجه الحركة المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ اختبارا كبيرا في نهاية الأسبوع إذ تسعى مرة جديدة لحشد تظاهرة ضخمة في أعقاب انتقادات لتظاهرة تخللتها أعمال عنف في مطار المدينة وسط تصاعد المخاوف إزاء خطوات بكين المقبلة.
وتسببت عشرة أسابيع من الاحتجاجات في إغراق المدينة التي تعد مركزا تجاريا دوليا في أزمة، فيما اتخذ البر الصيني الشيوعي مواقف متشددة معتبرا التظاهرات الأكثر عنفا أفعالا “شبه إرهابية”.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية صورا لعسكريين وناقلات جند مدرعة في شينزين قرب حدود هونغ كونغ، فيما حذرت الولايات المتحدة بكين من مغبة إرسال جنود، وهي الخطوة التي يقول العديد من المحللين إنها ستسيء إلى سمعة الصين وستكون بمثابة كارثة اقتصادية عليها.
وقالت صحيفة “غلوبال تايمز” القومية الصينية إنه لن يكون هناك تكرار لحملة القمع في ساحة تيان انمين التي يعتقد أن المئات بل حتى الالاف قتلوا فيها، في حال تحركت بكين لقمع التظاهرات.
بدأت التظاهرات في هونغ كونغ باحتجاجات على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية، لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديموقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وتشهد هونغ كونغ تظاهرات مستمرة منذ عشرة أسابيع متتالية، حيث نزل الملايين إلى الشوارع فيما اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومجموعات صغيرة من المتظاهرين المتشددين.
وقد بدأت تظاهرات نهاية أسبوع الجمعة مع تجمع الآلاف في حديقة في الحي المركزي بالمدينة لمطالبة الدول بفرض عقوبات على المسؤولين الرسميين.
وقال المتظاهر براين لونغ الذي فر من هونغ كونغ بعد مشاركته في احتلال مقر البرلمان في حزيران/يونيو في رسالة مسجلة للحشد “لقد ابتلينا بكل الاشكال، لكننا لم نسحق … آمالنا في العدالة والحرية لن تنتهي”.
ولم يتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأزمة الا مؤخرا مشيرا إلى أن أي اتفاق تجاري محتمل مع بكين يمكن أن يطيح به رد عنيف من الحكومة الصينية.
وفي تصريحات الخميس حض ترامب نظيره الصيني شي جينبينغ على الاجتماع بالمحتجين وحل الأزمة “إنسانيا”.
– مسيرة حاشد مقررة الأحد –
يعتزم النشطاء تنظيم تجمع حاشد الأحد وُصف بأنه تظاهرة “عقلانية وغير عنيفة” تهدف للإثبات بأن الحركة الاحتجاجية لا تزال تتمتع بدعم شعبي واسع بعد تعرضها لانتكاسة في وقت سابق هذا الأسبوع.
فيوم الثلاثاء منع متظاهرون مسافرين من الوصول إلى رحلاتهم في مطار المدينة، ولاحقا اعتدوا على رجلين اتهما بأنهما جاسوسان للصين.
وأساء انتشار الصور والمشاهد، إلى الحركة التي لم تستهدف حتى ذلك الوقت سوى الشرطة أو مؤسسات حكومية، ودفعت بالمتظاهرين للتفكير مليا بأهدافهم.
واستغلت آلة الدعاية الصينية أعمال العنف، وفاضت وسائل الإعلام الرسمية بالمقالات والصور والفيديوهات المنددة.
ومسيرة الأحد تنظمها “الجبهة المدنية لحقوق الإنسان” وهي مجموعة احتجاجية لاعنفية كانت في السابق القوة المحركة للتظاهرات الحاشدة التي سجلت مشاركة قياسية في حزيران/يونيو وتموز/يوليو عندما نزل مئات آلاف الأشخاص إلى الشارع.
وكتبت العضو في مجلس هونغ كونغ التشريعي كلاوديا مو على فيسبوك “الأحد القادم يجب أن يكون مسيرة مليونية أخرى. شعب هونغ كونغ لا يمكن أن يُهزم، يا أهالي هونغ كونغ استمروا بإصرار”.
تعهد النشطاء أن يتجمعوا السبت في هونغ هون وتو كوا وان، وهما حيّان يقصدهما السياح القادمين من الصين، علما بأن الشرطة حظرت تلك التجمعات.
وفيما سمحت الشرطة بتنظيم تظاهرة الأحد في متنزه كبير، منعت المتظاهرين من السير في شوارع المدينة.
وسبق أن تجاهل المتظاهرون قرارات حظر سابقة في الأسابيع الماضية ما أدى إلى مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب.
وقالت السلطات إنها أُجبرت على حظر التظاهرات الأخيرة بسبب تزايد أعمال العنف من جانب متظاهرين متشددين استهدفوا مراكز الشرطة على امتداد مسيراتهم بالحجارة والمقاليع وقنابل المولوتوف.
– “خطوات مباشرة” –
تتمتع هونغ كونغ بحريات غير معروفة في البر الصيني بموجب اتفاقية بدأ تطبيقها عندما أعادت بريطانيا مستعمرتها السابقة إلى الصين في 1997.
ويقول العديد من أهالي هونغ كونغ إن الحريات تتضاءل ونزلوا إلى الشارع بأعداد ضخمة في السنوات الماضية احتجاجا على ذلك.
غير أن مطالباتهم بانتخاب قادتهم ووقف تراجع الحريات، لم تلق آذانا صاغية.
وتعد التظاهرات الحالية أكبر تهديد تواجهه سلطة بكين منذ إعادة هونغ كونغ إليها، ومع تصاعد العنف شدد القادة الصينيون مواقفهم.
كما طلبت بكين من شركات هونغ كونغ والاثرياء البقاء موالين لها.
والجمعة، أعلنت الخطوط الجوية في هونغ كونغ “كاثي باسيفيك” استقالة مديرها التنفيذي روبرت هوغ بشكل مفاجئ، بعد أيام على فرض بكين قيودا عليها بسبب دعم بعض موظفيها الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في المدينة.
كما نشر العديد من كبار رجال الأعمال بيانات تدعو إلى وضع حد للاحتجاجات، كان آخرها من أغنى رجل في المدينة لي كا شينغ الذي وضع إعلانات في سبع من صحف هونغ كونغ.