اغتيال رئيس الوزراء الياباني الأسبق واعتقال المنفذ
أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) الجمعة، وفاة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، بعد تعرضه لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي بمدينة نارا غربي البلاد، كما أفادت الهيئة باعتقال السلطات لمشتبه به (42 عاماً) في مكان الحادث، وتحصلت على السلاح المستخدم في إطلاق النار وهو من صناعة يدوية
وأكد مستشفى “نارا الجامعي” وفاة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الساعة 8.30 صباحاً بتوقيت جرينتش.
وقال طبيب في المستشفى، حيث كان يعالج رئيس وزراء اليابان السابق: “لم يكن لدى آبي أي علامات حيوية عند وصوله للمستشفى، كان ينزف بشدة ولم نستطع إنقاذه”، مشيراً إلى “وجود جرحين أحدهما في الجانب الأيمن من عنقه، والثاني كان عميقاً بما يكفي للوصول إلى قلبه”.
وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أعلن أن شينزو آبي في “حالة حرجة” بعد تعرضه لإطلاق نار. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في طوكيو: “أصلي ليبقى رئيس الوزراء السابق آبي على قيد الحياة”.
عمل همجي
وقال إنه “عمل همجي خلال الحملة الانتخابية التي تشكل أساس الديمقراطية. عمل لا يغتفر إطلاقا وأدينه بأشد العبارات”.
وتعرض شينزو آبي لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في “نارا” غربي اليابان، بحسب ما أفادت طوكيو، وذكرت وسائل إعلام محلية أنه لم يكن يظهر أي مؤشرات حيوية بعد تعرضه هذا الهجوم.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو، فإن آبي تم إطلاق النار عليه قرابة الساعة 11,30 صباحاً بتوقيت اليابان، وأوقف رجل يشتبه بأنه مطلق النار، وأضاف: ” أيا كان السبب، لا يمكن التسامح مع عمل همجي من هذا النوع ونحن ندينه بشدة”.
تجمع انتخابي
وكان رئيس الوزراء السابق (67 عاماً) يلقي خطاباً في تجمع انتخابي قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى الأحد عندما سمع أزيز رصاص، حسبما أوردت هيئة “NHK” ووكالة كيودو للأنباء.
وبثت هيئة الإذاعة والتلفزيون مقطع فيديو يظهر فيه آبي وهو يدلي بكلمة في إطار حملة انتخابية خارج محطة للقطارات عندما سُمع دوي طلقتين. ويصبح المشهد بعد ذلك مبهماً لفترة وجيزة ثم يظهر مسؤولو الأمن، وهم يتعاملون مع شخص على الأرض.
وأظهرت صورة لوكالة كيودو آبي راقداً على الأرض في الشارع ووجهه للأعلى، ودماء على قميصه الأبيض. وكان الناس متجمعين حوله، وقام أحدهم بتدليك للقلب.
وذكر تلفزيون تي.بي.إس أن آبي أصيب في الجانب الأيسر من الصدر، وأيضاً في العنق على ما يبدو.
وأفادت شابة كانت في مكان الحادث للهيئة ذاتها، بأن آبي “كان يلقي كلمة ووصل رجل من خلفه”، وأضافت أن “الطلقة الأولى بدت وكأنها لعبة، ولم يسقط وسمع دوي انفجار كبير. الطلقة الثانية كانت أكثر وضوحاً، وتمكنا من رؤية الشرارة والدخان. وبعد الطلقة الثانية أحاط به الناس وأنعشوا قلبه”.
وقال مصدر من الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم لوكالة “جيجي برس” للأنباء إن آبي وقع أرضاً وكان ينزف من رقبته.
وذكرت وكالة كيودو للأنباء وهيئة الإذاعة والتلفزيون أن قلب آبي، الذي يبلغ من العمر 67 عاماً، كان متوقفاً على ما يبدو في أثناء نقله إلى المستشفى بعد أن كان محتفظاً بوعيه واستجابته في البداية.
اعتقال المشتبه به
وأفادت NHK باعتقال السلطات لمشتبه به (42 عاماً) في مكان الحادث، كما تحصلت على السلاح المستخدم في إطلاق النار وهو من صناعة يدوية، فيما ذكرت محطة “فوجي تي في” أن المتهم عضو سابق في قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية.
وقالت الهيئة إن الرجل المشتبه في تورطه في إطلاق النار على رئيس الوزراء السابق شينزو آبي أبلغ الشرطة بأنه كان يشعر بالاستياء تجاه آبي، وكان ينوي قتله.
وذكرت الهيئة أن عناصر من الشرطة اليابانية داهمت منزل المعتقل، وأظهرت مشاهد بثتها الهيئة عدداً من عناصر الشرطة المزودين بالمعدات الواقية وحاملين الدروع وهم يدخلون مبنى قالت إنه منزل رجل اعتقل بعد الهجوم بشبهة محاولة القتل.
واليابان بلد بها بعض أكثر قوانين الأسلحة صرامة بين الاقتصادات الرائدة، كما أن حوادث إطلاق النار بها نادرة.
إدانات دولية
وأثار اغتيال آبي ردود فعل وإدانات يابانية وعالمية. وفي السياق، أعرب رئيس الوزراء الياباني كيشيدا عن شعوره بـ”خيبة أمل شديدة لا يستطيع وصفها” نتيجة خبر وفاة سلفه آبي. وقال: “أدين مرة أخرى هذا العنف بأشد العبارات.. كان آبي زعيماً قاد هذا البلد بأسلوب قيادي”.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن بلاده تقف إلى جانب اليابان في هذا الوقت المظلم بعد “الأخبار المحزنة للغاية” بشأن وفاة شينزو آبي.
وأضاف: “أنباء حزينة بشكل لا يصدق عن شينزو آبي. سوف يتذكر الكثيرون قيادته العالمية عبر الأوقات العصيبة. قلوبنا مع عائلته وأصدقائه والشعب الياباني، إن المملكة المتحدة تقف معكم في هذا الوقت المظلم والحزين”. ووصف جونسون الهجوم على رئيس الوزراء الياباني بـ”الخسيس”.
وأعرب المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا تقف إلى جانب اليابان. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز على تويتر إنه “مصدوم وحزين” بوفاة آبي.
قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا تعرب عن تضامنها الكامل مع اليابان بعد مقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي.
وأكد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي صدمته بخبر الوفاة. وكتب على تويتر: “لقد صدمت بشدة بنبأ اغتيال آبي شينزو. قلوبنا مع عائلة صديقنا الياباني الذي كان دائمًا لطيفًا جدًا مع بولندا. أتمنى أن يرقد بسلام”.
الولايات المتحدة
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق إن الولايات المتحدة “تشعر بقلق عميق” بعد الهجوم بالرصاص على آبي.
وصرح بلينكن للصحافيين على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بالي: “إنها لحظة حزينة جداً”، مؤكداً أن الولاياتٍ المتحدةَ “حزينةٌ جداً وقلقة جداً”.
وأكدت الصين أنها “صدمت” من الهجوم على آبي. وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن صدمته وشعوره بالحزن بسبب “الهجوم الجبان” على آبي الذي وصفه بأنه “صديق حقيقي ومدافع شرس عن التعددية النظامية والقيم الديمقراطية”.
وكتب ميشيل على تويتر أن “الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب شعب اليابان وفوميو كيشيدا في هذه الأوقات الصعبة” معبرا عن “تعازيه الصادقة لعائلته”.
الناتو
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج في تغريدة “صُدمت بشدة من الهجوم الشنيع على شينزو آبي وهو يخاطب الناخبين وأفكاري تتجه إليه ولعائلته”، مؤكدا أن الحلف “يقف إلى جانب شعب شريكتنا المقربة اليابان ورئيس وزرائها فوميو كيشيدا”.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن حزنه الشديد لإطلاق النار على آبي، واصفاً رئيس الوزراء الياباني السابق بأنه “صديق عزيز”.
وكتب مودي على تويتر: “حزين جدا جراء الهجوم على صديقي العزيز آبي”، مؤكدا أن “أفكارنا وصلواتنا معه ومع أسرته وشعب اليابان”.
من جهته، صرح وزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي لصحافيين في بانكوك أن رئيس الوزراء برايوت تشان أو تشا “مصدوم جداً لما حدث لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي”. وأشار إلى أن “برايوت وآبي صديقان وتربط بينهما علاقة وثيقة نسبيا”.
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيز تعرض آبي لإطلاق الرصاص بأنه “صادم”، قائلاً على تويتر: “أخبار صادمة من اليابان عن إطلاق النار على رئيس الوزراء السابق شينزو آبي.. قلوبنا مع عائلته وشعب اليابان في هذا الوقت”.
أصغر من تولى المنصب
وتولى آبي رئاسة الوزراء لأول مرة في عام 2006 وكان أصغر من تولى المنصب في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد عام شهد فضائح سياسية وغضب الناخبين بسبب فقد سجلات خاصة بمعاشات التقاعد وهزيمة تكبدها حزبه الحاكم في الانتخابات، استقال آبي عازياً قراره لاعتلال صحته.
وتولى المنصب من جديد في 2012 ثم تنحى في 2020 أيضا لاعتلال صحته، وهو أطول رئيس وزراء في اليابان بقاء في المنصب. وظل حاضراً ومهيمناً على الحزب الديمقراطي الحر الحاكم، إذ يسيطر على أحد فصائله الرئيسية.