الآلاف من أنصار إصلاحي فتح يتظاهرون تنديداً بالهجمات الإرهابية على الفلسطينيين في الضفة
تظاهر آلاف من أنصار إصلاحي حركة فتح، اليوم الإثنين، في قطاع غزة، تنديدا بالجرائم الإسرائيلية البشعة التي اقترفتها عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة حوارة جنوبي نابلس، ليلة أمس، والتي أسفرت عن استشهاد مواطن واصابة نحو 390 آخرين، وخلفت خسائر مادية فادحة بفعل الحرائق الكبيرة التي أشعلها المتطرفون اليهود.
وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتها في لجم جرائم الاحتلال ومستوطنيه واعتبار عصابات تلك الجماعات إرهابية معادية لكل القيم الأخلاقية والإنسانية.
وطالب تيار الإصلاح الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من خلال رسالة سلمت للمنسق الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط “تور وينسلاند” بضرورة العمل الفوري والجاد للجم جرائم الاحتلال والمستوطنين واعتبار جماعات المستوطنين جماعات وكيانات إرهابية معادية لكل القيم الإنسانية والأخلاقية.
نداء إنساني
ووجه تيار الاصلاح في رسالته نداءً إنسانيا للمنظمة الدولية بالعمل على إنقاذ النساء والشيوخ والأطفال الذين يذبحون بدم بارد من قبل قطعان المستوطنين الذين يقتحمون منازلهم وأراضيهم بهدف القتل وبهدف طردهم من أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم.
وأكد على ضرورة أن تقوم المؤسسات الدولية بدورها وواجبها الإنساني تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لابشع الانتهاكات والجرائم الإرهابية اليومية المتواصلة والتي كان آخرها حرق بلدة “حوارة” جنوب نابلس.
وقال التيار في رسالته لوينسلاند: “منذ عقود وشعبنا يتعرض لكافة أشكال العنف والقتل وتدمير منشآته الحيوية. تستخدم أقوى ترسانات الأسلحة المتطورة ضد المواطنين العزل والأبرياء، في محاولة من قبل الجيش الإسرائيلي لمنع أي تطور إيجابي في مجتمعنا الفلسطيني”.
وأضاف: لقد حاولنا من خلال رسائل السلام والتسامح والتعايش أن ننادي بها العالم الحر لمساعدتنا في تجاوز آثار العدوان المستمر وأن تأخذ بأيدينا نحو التعافي من كل العقبات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام دعواتنا. السلام الذي أرسلناه لجميع ضمائر البشرية”.
إرهاب دولة
وتابع التيار الإصلاحي في رسالته: “الليلة الماضية في نابلس ومخيم حوارة بالضفة الغربية، قتلٌ واعتداء على مواطنين وممتلكاتهم لا يمكن إلا أن يصنف في إطار إرهاب الدولة المنظم، هذا النهج العدائي والظالم لن يخدم الإنسانية ولن يبني مجتمعات مستقرة ولن يساهم في بناء القيم الإنسانية”.
وحذر تيار الإصلاح من أنه إذا لم ينتصر العالم على نهج القوة والقمع والعدوان والقتل، فستكون النتائج كارثية على الإنسانية والعدالة، لأن دورة العنف غير المبرر ستحرق كل المبادئ الإنسانية في طريقها.
وتابع: ما زالت المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة على الأراضي الفلسطينية التي صودرت من أصحابها دون أي مبرر أخلاقي أو قانوني، تشكل بؤر توتر وعنف وكراهية عقائدية ودينية وأيديولوجية، بينما ندعو جميع شعوب العالم الأحرار إلى التعاون معًا من أجل عالم يسوده السلام والتسامح، ولكن للأسف رسائلنا لم تجد تجاوباً مع مؤسسات نعتبرها الآن عالمًا ظالمًا بمعايير مزدوجة في قياس دعمها للظالم ضد المظلوم.
من خلال رسالتنا نناشد منظمتكم وجميع منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة، التحرك العاجل لإنقاذ شعبنا في مخيمات وقرى ومدن الضفة الغربية، لوضع حد للمستوطنين المتعطشين للدماء وإعلان المستوطنات على أنها انتهاك للقانون الدولي والشرعية التي ينادي بها كل الأحرار فى العالم.
وفي السياق، أكد تيار الإصلاح في بيان صحفي، على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والتعاضد في مواجهة الهجمة الإسرائيلية المجنونة على الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدراته ومقدساته، ومن أجل الاستعداد لمواجهة التحديات والمخاطر الكبيرة للحكومة الإسرائيلية المتطرفة بزعامة نتنياهو وبن غفير.
انتقد ضعف السلطة
وانتقد تيار الاصلاح مواقف السلطة الفلسطينية الضعيفة أمام جرائم المستوطنين، متهماً إياها بالذهاب “لمربع التراجع وأصبحت أداة أمنية تنصاع لمشاريع أمريكية وإسرائيلية، هدفها القضاء على المقاومة في الضفة الغربية، وتحقيق الأمن والهدوء للاحتلال الإسرائيلي، من خلال المشاركة في اجتماعات أمنية، سُرعان ما يتملص الاحتلال الإسرائيلي من نتائجها، بالرد على تلك الاجتماعات، بالمزيد من الجرائم والاقتحامات اليومية”.
وقال تيار الإصلاح: “لقد باتت كل التعهدات التي يقطعا المسؤولون الإسرائيليون في اجتماعاتهم مع السلطة الفلسطينية خلف ظهر حكومة نتنياهو الذي أعلن بعد اجتماع العقبة أن بناء المستوطنات وشرعنة البؤر ستستمر دون تغيير، ولن يكون هناك أي تجميد، وهو أمر أكده المتطرف بن غفير” .
ودعا التيار الإصلاحي الديمقراطي، الجماهير الفلسطينية إلى مناصرة ومساندة أبناء الضفة الغربية والقدس، والوقوف في وجه الإرهاب الذي يمارسه الاحتلال ومستوطنوه.
وطالب القوى الوطنية والإسلامية، للتصدي بحزمٍ لاعتداءات المستوطنين، والدفاع عن أبناء شعبنا في وجه إرهاب الاحتلال، وتشكيل لجانٍ شعبيةٍ في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية لصد هجمات المستوطنين المجرمين، فهذا واجبهم المقدس الذي لا يعلو عليه واجب، وهذه أمانتهم التي ينبغي الحفاظ عليها مهما كلّف الثمن.