الأسباب التي قد تدفع روسيا لاستخدام سلاح الردع النووي
1 مارس، 2022
على الرغم من أن استخدام السلاح النووي أمر مستبعد، ولم يطرحه أي طرف خلال الصراع الحالي على نحو جدي، إلا أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 27 فبراير وضع “قوة الردع النووي” في حالة التأهب القصوى، أثار تساؤلات بشأن الظروف القاهرة التي قد تدفع موسكو لاستخدام هذا السلاح الفتّاك الذي تمتلك منه أكثر من 4 آلاف رأس نووي.
وأقرت موسكو بالفعل في 2 يونيو 2020 وثيقة وقعها بوتين بنفسه ونشرها الكرملين على موقعه الرسمي، تتضمن “المبادئ الأساسية” لسياسة الاتحاد الروسي الرسمية بشأن الردع النووي.
وحددت الوثيقة الروسية 4 حالات تبرر استخدام الأسلحة النووية، تتمثل في “إطلاق صواريخ بالستية ضد روسيا أو حليف لها، واستخدام الخصم للسلاح النووي، ومهاجمة موقع أسلحة نووية روسي، أو التعرض لعدوان يهدد وجود الدولة”.
جوهر الردع النووي
وبحسب “المبادئ الأساسية” التي تتضمنها الوثيقة الروسية، يهدف الردع النووي إلى أن “يعي الخصم المحتمل حتمية الانتقام من قبل الاتحاد الروسي في حالة وقوع اعتداء عليه و/أو على حلفائه”.
وتلفت أيضاً إلى أن “الردع النووي مكفول باستمرار في وقت السلم، وفي فترات التهديد المباشر بالعدوان، وأيضاً في وقت الحرب، وصولاً إلى الاستخدام الفعلي للأسلحة النووية”.
تهديدات عسكرية
وتحدد الوثيقة المخاطر العسكرية الرئيسية التي يمكن أن تتطور إلى تهديدات عسكرية (تهديدات بالعدوان) على الاتحاد الروسي، بموجب تغيرات في الوضع العسكري السياسي والاستراتيجي، والتي يجب تحييدها عن طريق تنفيذ الردع النووي، وهي:
الحشد من قبل عدو محتمل لمجموعات قوات الأغراض العامة التي تمتلك وسائل إيصال الأسلحة النووية إلى داخل أراضي الدول المتاخمة للاتحاد الروسي وحلفائه، وأيضاً في المياه المجاورة.
نشر الدول التي تعتبر الاتحاد الروسي عدواً محتملاً، لأنظمة ووسائل دفاع صاروخي، أو لصواريخ كروز وباليستية متوسطة وقصيرة المدى، أو لأسلحة غير نووية عالية الدقة وتفوق سرعة الصوت، أو لطائرات بدون طيار، أو لأسلحة الطاقة الموجهة.
تطوير ونشر أنظمة دفاع صاروخي وأنظمة هجوم في الفضاء الخارجي.
ملكية الدول لأسلحة نووية و (أو) أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل التي يمكن استخدامها ضد الاتحاد الروسي و/ أو حلفائه، وكذلك وسائل إيصال هذه الأسلحة.
الانتشار غير المنضبط للأسلحة النووية، ووسائل توصيلها، وتكنولوجيا ومعدات تصنيعها.
نشر الأسلحة النووية ووسائل توصيلها في أراضي الدول غير النووية.
ينفذ الاتحاد الروسي ردعه النووي المتعلق بالدول، والتحالفات العسكرية (التكتلات والتحالفات) التي تعتبر الاتحاد الروسي خصماً محتملاً، وتمتلك أسلحة نووية و/أو أنواعاً أخرى من أسلحة الدمار الشامل، أو قدرات قتالية كبيرة لدى قوات الأغراض العامة الخاصة بها.
أثناء تنفيذ الردع النووي يأخذ الاتحاد الروسي في اعتباره قيام الخصم المحتمل بنشر أسلحة هجومية (صواريخ كروز أو باليستية، أو طائرات تفوق سرعة الصوت، أو طائرات بدون طيار)، أو أسلحة طاقة موجهة، أو أنظمة دفاع صاروخية، أو أنظمة إنذار مبكر، أو أسلحة دمار شامل أخرى يمكن استخدامها ضد الاتحاد الروسي و/أو حلفائه، في أراضي دول أخرى.