الأطباء الأتراك يضربون عن العمل احتجاجاً على تردي ظروف العمل وتدني الأجور
في وقت تكافح فيه أغلب الأسر التركية لتغطية نفقاتها وسط ضائقة مالية تعصف البلاد، فاقهما ارتفاع التضخم بأعلى معدل منذ 20 عاما والارتفاعات الأخيرة في أسعار الطاقة والأغذية والسلع الأساسية الأخرى، بدأ الأطباء في أنحاء تركيا اليوم الخميس، إضرابا عن العمل يستمر يومين، احتجاجا على تردي ظروف العمل وتدني الأجور.
وأعلنت نقابة الأطباء المحلية أن أعضاءها، بما في ذلك أطباء الأسرة وأطباء الطوارئ، توقفوا عن العمل، ونشرت صورا لمنشآت طبية فارغة في العديد من المدن والولايات، على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتبت النقابة على موقع تويتر :”الأطباء مضربون لأنهم لا يعملون في ظروف إنسانية”، مشيرة إلى أن الرواتب التي يتقاضونها تجعلهم تحت خط الفقر، فضلا عن عبء العمل وتزايد حالات العنف الجسدي التي يتعرضون لها من جانب المرضى.
190 هجوم
ووفقا لبيانات نقابية، فقد جرى استهداف 316 من العاملين في المجال الصحي خلال 190 هجوما منفصلا في عام 2021 في تركيا.
ودفعت ظروف العمل والظروف الاقتصادية المزيد من الأطباء الأتراك إلى الهجرة. ووفقا للجمعية الطبية التركية فقد غادر أكثر من 1400 طبيب تركيا في 2021، مقابل 59 فقط قبل عِقد.
ولا يرى الأطباء الشباب على وجه الخصوص مستقبلًا في تركيا، ولذلك فهم يُهاجرون حالما تسنح لهم الفرصة بذلك. وفي الشهر الأول من عام 2022، لوحظ أن عدد الأطباء الذين تقدموا للحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك للسفر إلى الخارج وصل إلى 197، وقد يصل عدد الأطباء الراغبين بترك البلاد، الذي كان 1405 أطباء في عام 2021 ، إلى نحو ألفي طبيب هذا العام.
وكشف رئيس الجمعية الطبية التركية (TTB) د.شبنم كورور فينكانجي إنه في يناير الماضي، وفي شهر واحد مع حلول العام الجديد، وصل عدد الأطباء الذين تقدموا بطلبات للحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك إلى 197 طبيبا ممن لم يروا مستقبلا في بلدهم، وذلك بهدف البحث عن آفاق لهم في مناطق جغرافية أخرى، فيما كان عدد الطلبات 59 طلبا فقط في عام 2012 بأكمله.
وحذّر فينكانجي الحكومة في هذا الصدد “هل أنتم على دراية بحقيقة أننا نفقد أطبائنا الذين يتعيّن عليهم التعايش مع العنف كل يوم ولا يمكنهم العثور على مقابل مناسب لجهودهم؟ “.
هجرة الأطباء
وقال فينكانجي إن الرقم يشير إلى زيادة خطيرة للغاية، “إذا استمرت الطلبات بهذه الكثافة في جميع الأشهر، فهذا يعني أن عدد الأطباء المهاجرين سيصل إلى ألفين بحلول نهاية العام”.
وأوضح أن وثائق حسن السيرة والسلوك مطلوبة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، لكنها ليست مطلبًا لبعض البلدان، لذا فإن عدد الأطباء الذين غادروا تركيا أكبر من ذلك بالتأكيد. هذا فضلا عن أن دورات اللغات الأجنبية مليئة بالأطباء الذين يشعرون بالإحباط في هذا البلد.
واعتبر فينكانجي، أن الأطباء يغادرون إلى الخارج بسبب العنف الذي يتعرضون له باستمرار، وانخفاض قيمتهم المهنية، فضلا عن ساعات العمل الطويلة جدا التي لا تتناسب مع دخلهم.
وقال مسؤول في نقابة الأطباء الأتراك إن أكثر من 3000 طبيب غادروا بلادهم للعمل في الخارج خلال العامين الماضيين، وأن حوالي 8000 طبيب وطلاب طب يخططون للقيام بذلك.
وقال الدكتور سليمان كاينك، عضو مجلس إدارة غرفة الأطباء في إزمير، إن الأطباء يهاجرون إلى بلدان أخرى بحثًا عن راتب أعلى وحياة أفضل وإنجازات أكثر فائدة.