الأمير تركي الفيصل: السعوديون يشعرون بالإحباط والخذلان من الولايات المتحدة
قال الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، أن “إزالة الرئيس الأمريكي جو بايدن للحوثيين من قائمة الإرهاب شجعتهم وجعلتهم أكثر عدوانية في هجماتهم على المملكة العربية السعودية، وكذلك على الإمارات”، ملمحاً بذلك إلى قيام الإدارة الأمريكية الجديدة في 12 فبراير 2021 بإلغاء تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية.
وأضاف الأمير الفيصل، إن السعوديون يشعرون بأن الولايات المتحدة خذلتهم، ويعتقدون أنه كان عليها أن تواجه مع السعودية التهديدات لمنطقة الخليج.
وفي تصريح لموقع “عرب نيوز”، أشار الأمير تركي الفيصل، إلى أن “السعوديين يشعرون بالإحباط في الوقت الذي يعتقدون فيه أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يجب أن تواجها معا التهديدات لاستقرار وأمن منطقة الخليج”، موضحا أن “هذه التهديدات هي نفوذ إيران في اليمن واستخدامها للحوثيين كأداة ليس فقط لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية، ولكن أيضا للتأثير على أمن واستقرار الممرات البحرية الدولية على طول البحر الأحمر والخليج والعربي”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان السعوديون يشعرون بالخيانة من قبل أحد أقرب حلفائهم، قال تركي الفيصل: “لطالما اعتبرنا علاقتنا مع الولايات المتحدة استراتيجية”، مضيفا: “قال الرئيس الأمريكي (بايدن) في حملته الانتخابية، إنه سيجعل المملكة العربية السعودية منبوذة. وبالطبع، استمر في ممارسة ما بشر به عبر وقف العمليات المشتركة التي قامت بها أمريكا مع المملكة لمواجهة تحدي تمرد الحوثي في اليمن ضد الشعب اليمني. وثانيا الإعلان علنا أنه لن يجتمع مع ولي العهد السعودي”.
وعن الصراع اليمني، أوضح الفيصل أن “المملكة العربية السعودية كانت طوال الوقت تدعو إلى حل سلمي للصراع اليمني، لكن للأسف لم يستجب الحوثيون دائما لتلك الدعوة، أو تجاهلوها، أو عارضوها ببساطة، والحوثيون اليوم يواصلون التعدي على وقف إطلاق النار المعلن”.
إنتاج النفط
وتجاهل الفيصل الادعاء بأن المملكة العربية السعودية لم تتزحزح بشأن قضية مشاكل النفط التي تواجهها الولايات المتحدة، وواجهها الأمير بحجة أن واشنطن نفسها “هي السبب بما تمر به بسبب سياستها في مجال الطاقة”، وقال: “لقد قلص بايدن إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة عندما كانت، في السنوات القليلة الماضية، أكبر منتج لهما”.
وأكد الفيصل أن الرياض لا تريد أن تكون “أداة أو سببا لعدم الاستقرار في أسعار النفط، ولهذا السبب فإن المملكة وأعضاء أوبك الآخرين ملتزمون بحصص الإنتاج التي حددوها لأنفسهم”.
من جهة أخرى، رفض الأمير تركي الاتهام بأن الرياض اختارت الوقوف إلى جانب موسكو في نزاع أوكرانيا، مشيرا إلى أن “المملكة أعلنت وصوتت لإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن “السعودية عرضت الوساطة بين روسيا وأوكرانيا”.
وتابع قائلا :”بصفتها (السعودية) وسيطا، يتعين عليها الحفاظ على الارتباط والقدرة على التحدث مع الطرفين، ونحن كانت لدينا علاقات جيدة مع كلا البلدين على مر السنين”، مشددا على أن “المملكة ضد العملية العسكرية، وساهمت في الصندوق الذي أنشأته الأمم المتحدة لتقديم الدعم للاجئين الأوكرانيين في أوروبا. هذا هو المكان الذي تقف فيه المملكة”.