الإرهابي الإسرائيلي بن غفير يريد إشعال حرب دينية

ويدعو إلى بناء كنيساً يهودياً في المسجد الأقصى

دعا وزير الوزير الإسرائيلي الإرهابي إيتمار بن غفير، إلى بناء كنيساً يهودياً في المسجد الأقصى والسماح لليهود بالصلاة في المسجد، ما أثار انتقادات حادة بسبب تأجيج التوتر في وقت يسعى فيه مفاوضون للتوصل إلى اتفاق لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة.

وقال بن غفير، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: “السياسة تسمح بالصلاة في المسجد الأقصى.. عندما انضممت إلى الحكومة، كان نتنياهو على علم بأنه لن يكون هناك أي تمييز، لماذا يسمح للمسلمين بالصلاة، بينما لا يسمح لليهودي أن يصلي؟”.

وعندما سئل عما إذا كان سيبني كنيساً في الموقع، رد بن غفير بقوله: “نعم، نعم”.

ولدى الإرهابي بن غفير، رئيس أحد الحزبين الدينيين القوميين المتشددين في حكومة نتنياهو الائتلافية، سجل طويل من التصريحات التحريضية التي تلقى استحسان أنصاره، لكنها تتعارض مع الخط الرسمي للحكومة.

اقتحامه المسجد الأقصى

تأتي تصريحات بن غفير اليوم بعد أقل من أسبوعين على اقتحامه المسجد الأقصى مع المئات من أنصاره الذين بدا أن العديد منهم يصلون علانية في تحد لقواعد الوضع القائم، ما أثار حالة من الغضب.

واقتحم بن غفير، المسجد الأقصى برفقة وزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلوف، المسجد الأقصى، في 13 أغسطس، لإحياء ما يسمى “ذكرى خراب الهيكل” وفق العقيدة اليهودية.

وقالت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية، إن أعداد اليهود الذين دخلوا إلى باحات المسجد وصل إلى أكثر من 1700 مقتحم، موضحة أن بعضهم أدى الصلاة في المكان، فيما رفع آخرون أعلام إسرائيل، ورددوا النشيد الوطني الإسرائيلي داخل الباحات.

ويوصف الزوار اليهود بالمقتحمين، لأنهم لا ينسقوا دخولهم مع دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، المسؤول عن الحرم القدسي، ولا يلتزموا بالسلوكيات المتفق عليها منذ الاحتلال عام 1967، ويدخلون من باب المغاربة والذي صادرت مفاتيحه الشرطة الإسرائيلية التي تشرف على إدخالهم وتقديم الحماية لهم.

وتعرض بن غفير لانتقادات تقول إن تصريحاته تضعف موقف إسرائيل في الوقت الذي يحاول فيه المفاوضون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة 109 رهائن إسرائيليين وأجانب، ومع تصاعد التوتر أيضا مع جماعة “حزب الله” اللبنانية.

حرب دينية ستحرق الجميع

وفي فلسطين قال المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن دعوات “المتطرف بن غفير لإقامة كنيس داخل المسجد الأقصى المبارك، خطيرة جداً، هذه الدعوات المرفوضة والمدانة للمساس بالمسجد الأقصى المبارك، هي محاولات لجر المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع”.

ودعا أبو ردينة، في بيان، المجتمع الدولي خاصة الإدارة الأميركية إلى التحرك الفوري لإجبار الحكومة الإسرائيلية على “الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم الشريف”.

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من دعوة بن غفير، وقالت في بيان، الاثنين: “تحمل الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التحريض الذي يمارسه هو وأمثاله، خاصة إدخال ساحة الصراع في دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها وربما لا تنتهي”.

وقالت حركة “حماس”، في بيان: “ندعو الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل المحتل للنفير العام والحشد في الأقصى والرباط في ساحاته، والتصدي لمخططات الاحتلال، كما ندعو مقاومتنا الباسلة وشبابنا الثائر في الضفة المحتلة إلى تصعيد اشتباكهم مع العدو المجرم وقطعان مستوطنيه”.

مصر تدين

وأدانت مصر تصريحات بن غفير لإقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، وحملت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، إسرائيل المسؤولية القانونية عن الالتزام بالوضع القائم في المسجد الأقصى، وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف التصريحات الاستفزازية التي تهدف إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.

وأكدت أن تلك التصريحات غير المسؤولة في حق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالأراضي الفلسطينية تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية تعقيداً واحتقاناً، وتعيق الجهود المبذولة للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتشكل خطراً كبيراً على مستقبل التسوية النهائية للقضية الفلسطينية القائم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية، تصريحات بن جفير، ووصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي وتحريض مرفوض يتطلب موقفاً دولياً واضحاً بإدانته والتصدي له.

وقال المتحدث الرسمي للوزارة، سفيان القضاة، إن المملكة ترفض بشكل مطلق، وتدين تصريحات الوزير الذي يغذي سياسة التطرف، ويعمل على تغيير الوضع التاريخيّ والقانوني في القدس المحتلة ومقدساتها عبر فرض وقائع وممارسات جديدة مدعومة بسردية إقصائية متعصبة.

وأكد أن المسجد الأقصى هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس المحتلة وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف كافة وتنظيم الدخول إليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى