الإمارات والصين تطلبان من مجلس الأمن نقاش اقتحام الإرهابي بن غفير للمسجد الأقصى
كشف دبلوماسيون مساء الثلاثاء، إن دولة الإمارات وجمهورية الصين قد طلبتا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع علناً، يوم الخميس على الأرجح، لمناقشة التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى لبحث مسألة اقتحام وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى الثلاثاء، في خطوة أثارت تنديداً عربياً ودولياً واسعاً.
ويعتبر المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية.
واعتبرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنه “من غير المرجح أن يسفر اجتماع مجلس الأمن بشأن الزيارة عن أي إجراء ملموس أو حتى إدانة رسمية”، مستدركة: “لكنه سيعمل على تسليط الضوء على رفض زيارة بن غفير، أحد أكثر أعضاء الحكومة الإسرائيلية المتشددة الجديدة تطرفاً”.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلَّف بعثة فلسطين في نيويورك بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى.
وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية
وبحث وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، الأوضاع في القدس، خلال اتصال هاتفي، مساء الثلاثاء، وأكدا ضرورة تفعيل جهود تحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد الوزيران على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، مشيرين إلى أن “اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحة المسجد الأقصى، يعد خرقاً للقانون الدولي وتصعيداً خطيراً”.
وتشغل الإمارات عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، في حين تتولى الأردن سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المجلس القدس.
وفي وقت سابق الثلاثاء، استدعت الخارجية الأردنية، السفير الإسرائيلي في عمّان، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية إقدام بن غفير على “اقتحام” المسجد الأقصى، لنقلها على الفور لحكومته.
إثارة العنف
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في تصريح منفصل، إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” بعد خطوة بن غفير.
وأكد برايس أن “الزيارة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وإثارة العنف”، وأعلن أن واشنطن أجرت “محادثات مباشرة اليوم مع ممثلين عن مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بشأن هذه الزيارة”.
وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أن “أي تحرك أحادي يقوض الوضع القائم للمواقع المقدسة في القدس غير مقبول”، مضيفاً أن واشنطن “تؤيد بقوة الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدسة في القدس”.
ونبه سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، توم نيدز، أن واشنطن تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة.
بدوره، قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، عبر تويتر، إن “الوضع الراهن في المواقع المقدسة ووصاية ملك الأردن، المتفق عليهما دولياً، ضروريان للسلام الإقليمي والاستقرار والتوازن بين الأديان الرئيسية في القدس، وهو مصدر قلق كبير لنا جميعاً”.
The status quo on the #HolySites and the custodianship by the King of #Jordan, internationally agreed, are essential to regional peace, stability and the equilibrium between the major religions in #Jerusalem, of great concern to us all.
— Sven Koopmans (@EUSR_Koopmans) January 3, 2023
مكتب نتنياهو
في المقابل، قال مسؤول بمكتب بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ملتزم “بالحفاظ بصرامة على الوضع القائم بمجمع المسجد الأقصى”.
وأضاف المسؤول أن “الوزراء زاروا المجمع في الماضي بما لا يخرق الوضع القائم الذي يسمح للمسلمين بممارسة شعائرهم في الموقع المقدس، بينما لا يسمح لغيرهم إلا بالزيارة”.
من جانبه، كتب بن غفير على تويتر: “جبل الهيكل مفتوح للجميع”، مستخدماً الاسم اليهودي للإشارة إلى مجمع المسجد الأقصى. ونشر مع التغريدة صورة له وهو يتجول في محيط المجمع وسط حراسه وبجواره يهودي متشدد آخر.
الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام الوزير الإرهابي بن غفير المسجد الأقصى واعتبرته استفزازاً غير مسبوق وتصعيداً خطيراً للنزاع.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى “يشكل تحدياً خطيراً لمشاعر جميع أبناء شعبنا الفلسطيني”.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة “تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على عدوانها بحق مدننا، وبلداتنا، وقرانا، ومخيماتنا، وما يرافق تلك الاقتحامات من عمليات قتل، وهدم، واعتقال”.