الاتحاد الأوروبي لا يريد إقحام نفسه في الجدل بين بكين وواشنطن بشأن كورونا
قال جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي : “إن بروكسل لا تريد أن توجيه أصابع الاتهام إلى الصين التي تتهم من قبل الولايات المتحدة بأن فيروس كورونا نشأ في مختبر بالصين”. مضيفا أن “أوروبا لا تريد إقحام نفسها في الجدل الذي ينحي باللائمة على من يقف وراء استشراء الفيروس بقدر ما تريد البحث عن السبل الكفيلة لكبح انتشار الوباء الذي ستعقبه أوبئة أخرى” على حد تعبيره.
كما أوضح جوزيب بوريل أن الصين قوة عالمية في عديد المجالات و”هي ترتبط بأوروبا بعلاقات اقتصادية وتجارية فالوضع الحالي يدفعنا فعلا للتقرب من الصين بدلا من الابتعاد عنها مع الوضع بنظر الاعتبار أنه ينبغي علينا أن نقول للصين ما نريد التعبير عنه دون أي مانع يصدنا عن ذلك” مضيفا : ” أن العلاقة ما بين الصين وأوروبا اكثر تعقيدا”.
وبشأن الاتهامات التي تطول الصين من أنها أخفت معلومات بشأن الوباء حين تفشى لأول مرة في ووهان قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي: إننا نشرنا تقريرا يتحدث عن التضليل وإخفاء المعلومات بشأن كورونا واعتبرنا بعض المعلومات القادمة من الصين جزءا من التضليل” مضيفا : “قضية التضليل التي تواجهنا بشكل عام في الاتحاد الأوروبي ليست مرتبطة بالصين وحسب بل بروسيا أو حتى من مصادر أخرى لا يمكننا بأي حال من الأحوال تحديد مراجعها”. مضيفا “إننا نعاني اليوم من وباء المعلومات المضللة التي تربك الجميع وتتطلب جهدا كبيرا لتفسير الآليات التي ينبغي اتخاذها لقول الحقيقة بشأن ما حصل”.
وجدير أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر لم تسمِّها في الخامس والعشرين من الشهر الماضي إن الصين سعت لمنع تقرير للاتحاد الأوروبي يقول إن بكين نشرت معلومات مغلوطة عن تفشي فيروس كورونا. تقول إحدى فقراته ” إن “الصين تواصل شنّ حملة تضليل عالمية للتملص من المسؤولية عن تفشي الجائحة وتحسين صورتها الدولية، وانتُهجَت أساليب علنية وسرية”.
وبشأن أفق العلاقات والتعاون ما بين بروكسل وواشنطن قال جوزيب بوريل “إن الاتحاد الأوروبي يرتبط بعلاقات مع الولايات المتحدة من أجل بناء أسس للتعاون المشترك في ضوء الاتفاقيات المبرمة ما بين الجانبين على الرغم من اختلاف وجهات النظر بشأن بعض القضايا”.
كما أوضح أن النظام العالمي تضرر بشدة قبل الوباء وأن العالم حسب رأيه ” يعيش في عالم مضطرب” منوها إلى “أن الحاجة أضحت ماسة إلى إعادة بناء تعددية جديدة يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلعب فيها دوراً مهما”.
وبشأن دور الاتحاد الأوروبي في ظل استشراء الوباء، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية “إن بروكسل تلعب دورا مهما وبالغا للغاية في مواجهة فيروس كورونا من خلال تقديم أيادي المساعدة لدول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وتزويدها بالموارد الضرورية التي تحتاجها” مشيرا من جانب آخر إلى” تخصيص الاتحاد الأوروبي ميزانية بملايين الدولارات لتمويل البحث العلمي المتعلق بالوباء” .
بروكسل- الأوبزرفر العربي