الاحتلال الإسرائيلي يطلق سراح مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة
نتنياهو يتنصل من مسؤولية الإفراج عن أبو سلمية ويأمر بالتحقيق
تنصل رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، الاثنين، من مسؤولية إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية، وأمر بفتح تحقيق بهذه القضية، فيما أعلن مكتب وزير الحرب يوآف غالانت أنه لم يكن يعرف مسبقا بالإفراج عنه.
وأفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين، عن مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية، المعتقل منذ نوفمبر الماضي.
وعلق مكتب نتنياهو على الإفراج عن أبو سليمة بالقول إن “قرار إطلاق سراح السجناء يأتي بعد جلسات استماع في محكمة العدل العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في مركز الاعتقال الميداني، ويتم تحديد هوية السجناء المفرج عنهم بشكل مستقل من قبل مسؤولي الأمن وفقا لاعتباراتهم المهنية”.
وأضاف أن “نتنياهو أمر بإجراء تحقيق فوري في الأمر”.
وتأتي هذه التصريحات بعد انتقادات من وزراء الحكومة الذين طلبوا منه توضيحا بشأن إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء.
إقالة من اتخذ هذا القرار
ووصف الإرهابي إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، ذلك بأنه “انعدام أمني” وأنه يجب “منع غالانت ورئيس الشاباك من تنفيذ سياسة مستقلة”.
وأضاف وزير الاتصالات شلومو كري أن “إسرائيل بحاجة إلى قيادة أمنية جديدة”.
من جهته، قال الوزير المستقيل من المجلس الحربي بيني غانتس، إنه “يجب إقالة من اتخذ هذا القرار”.
وأضاف غانتس، أن “الحكومة التي تطلق سراح أولئك الذين رعوا قتلة 7 أكتوبر وساعدت في إخفاء مختطفينا قد ارتكبت حادثا عملياتيا وأخلاقيا.. كل من اتخذ القرار يفتقر إلى السلطة التقديرية ويجب طرده اليوم”.
وتابع متوجها إلى نتنياهو بالقول: “رئيس الوزراء، إذا أغلقت العديد من الوزارات الحكومية، فأنا متأكد من أنه سيتم توفير المساحة والميزانية لأماكن الاحتجاز. لا يمكنك الاستمرار في شن الحرب بهذه الطريقة، لقد حان الوقت لتحديد موعد متفق عليه للانتخابات”.
من جهة أخرى، استغرب مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية، في مؤتمر صحفي من كلمات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية حول عدم معرفتهم بأنني غادرت السجن، حيث تم إطلاق سراحي رسميا”.
وأشار أنه “كان هناك تعذيب كل يوم تقريبا في السجون الإسرائيلية، وقد أخبرتني المحكمة الإسرائيلية أنه لا توجد تهم ضدي، وأنني محتجز حتى إشعار آخر”، كاشفا أنه “لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يوميا”.
أسرى ماتوا من التعذيب
وبعد إطلاق سراحه، قال أبوسلمية إن “إسرائيل تعتقل الجميع، بما في ذلك الفرق الطبية. وهناك أسرى ماتوا من التعذيب، وهناك أطباء وأعضاء من الطاقم الطبي ما زالوا محتجزين ويحتاجون إلى العلاج”.
وكان مدير مستشفى الشفاء قد تم اعتقاله قبل أكثر من سبعة أشهر، وذلك خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للمجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة.
وتزعم إسرائيل إن حركة حماس استخدمت العديد من موارد المستشفى، بما في ذلك الكهرباء، لتشغيل نظام الأنفاق الذي بنته تحت المبنى، وتخزين الأسلحة والمعدات القتالية داخل المكان وحوله، وهو ما نفته الحركة.
ومؤخرا، نشرت صحف وقوات أمريكية تحقيقات حصرية من داخل قاعدة “سديه تيمان”، التي تحولت لسجن إسرائيلي تحتجز فيه الفلسطينيون الذين اعتقلتهم من قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتظهر تلك التحقيقات صنوفا مختلفة من التعذيب الذي يتعرض له الأسرى داخل هذا السجن.