الاستخبارات الأميركية: الصين هي التهديد الأساسي للولايات المتحدة
"لديها القدرة على محاولة تغيير النظام العالمي القائم وستواصل تعاونها العسكري مع روسيا"
ذكر تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، أن التهديد الأساسي للولايات المتحدة هو الصين، التي “لديها القدرة على محاولة تغيير النظام العالمي القائم على القواعد في كل مجال وعبر مناطق متعددة.
وأكد تقرير الاستخبارات “بأن الصين ستحافظ على تعاونها مع روسيا، بهدف مواصلة محاولة تحدي الولايات المتحدة، على الرغم من المخاوف الدولية بشأن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وقالت الوكالة في تقريرها السنوي بشأن التهديدات التي تواجهها واشنطن، إنه “على الرغم من رد الفعل العالمي العنيف من الهجوم الروسي على أوكرانيا، فإن الصين ستحافظ على تعاونها الدبلوماسي والدفاعي والاقتصادي والتكنولوجي مع روسيا لمواصلة محاولة تحدي الولايات المتحدة، حتى لو كانت ستحد من الدعم العلني (لروسيا)”.
صدر التقرير بالتزامن مع شهادة مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، الأربعاء.
ركز التقرير إلى حد كبير على التهديدات من الصين وروسيا، وخلص إلى تقييم أن بكين ستستمر في استخدام أصولها العسكرية وغيرها من الأصول لتهديد منافسيها في بحر الصين الجنوبي، وأنها ستبني على الإجراءات التي اتخذت العام الماضي، والتي يمكن أن تشمل المزيد من العبور في مضيق تايوان أو خرق المجال الجوي للجزيرة.
السنوات المقبلة حاسمة
وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز، مستشار الاستخبارات الرئيسي للرئيس جو بايدن، إنه “ربما لا داعي للقول إن جمهورية الصين الشعبية، التي تتحدى الولايات المتحدة بشكل متزايد، اقتصادياً وتكنولوجياً وسياسياً وعسكرياً، في جميع أنحاء العالم، تظل أولويتنا القصوى”.
وأضافت هاينز في إفادتها أمام مجلس الشيوخ، الأربعاء، أنه لتحقيق رؤية الرئيس الصيني شي جين بينج لجعل الصين قوة كبرى على المسرح العالمي، فإن الحزب الشيوعي الصيني “مقتنع بشكل متزايد بأنه لا يمكنه فعل ذلك إلا على حساب القوة والنفوذ الأميركيين”.
وتابعت: “السنوات القليلة المقبلة حاسمة إذ تشتد المنافسة الاستراتيجية مع الصين وروسيا خاصة حول كيفية تطور العالم، وما إذا كان يمكن كبح والتصدي لصعود الاستبداد”.
وأضافت رئيسة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أن روسيا ربما لا تسعى إلى صراع مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن الحرب في أوكرانيا تنطوي على “مخاطر كبيرة” لحدوث ذلك، وأن هناك “احتمالاً حقيقياً” لأن تؤدي الإخفاقات العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى إلحاق الضرر بمكانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محلياً، مما يزيد من احتمالية التصعيد.
الوقت يعمل لصالح بوتين
ووصفت هاينز الحرب في أوكرانيا بـ”حرب استنزاف طاحنة”، وقالت إن المخابرات الأميركية لا تتوقع أن يتعافى الجيش الروسي بدرجة كافية هذا العام لتحقيق مكاسب كبيرة على الأرض.
واستبعدت هاينز أن يتمكّن الجيش الروسي من مواصلة القتال بنفس المستوى الحالي في أوكرانيا، وقالت إنه من غير المرجّح أن يسيطر على مزيد من المناطق الاستراتيجية هذا العام.
وقالت هاينز إنه بعد نكسات كبرى وخسائر فادحة في ساحات المعارك “لا نتوقّع أن يستعيد الجيش الروسي بالشكل الكافي هذا العام قدرته على تحقيق مكاسب ميدانية كبرى”.
لكن مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يعتبر على الأرجح أن الوقت يعمل لصالحه”.
وأضافت أن “بوتين يعتقد على الأرجح أن إطالة أمد الحرب مع وقف متقطّع للقتال، قد يكون أفضل ما تبقى له من مسارات لكي يحمي في نهاية المطاف المصالح الاستراتيجية الروسية في أوكرانيا”.
وتابعت هاينز أن بوتين بعد مرور عام على بدء الهجوم على أوكرانيا، وإخفاقه في تحقيق الأهداف الرئيسية للعملية، بات على الأرجح أكثر إدراكاً لمحدودية قدرات قواته.
وأشارت هاينز إلى أن القدرات العسكرية لموسكو باتت مقيّدة بشكل كبير، جراء خسارة العديد من الجنود، ونضوب الأسلحة، وأيضاً القيود التجارية والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وقالت هاينز أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن تركيز بوتين “يبدو منصباً حالياً على تحقيق أهداف عسكرية أكثر تواضعاً”.
وتابعت “إن لم تطلق روسيا تعبئة إلزامية، وتؤمن إمدادات ذخيرة كبيرة من طرف ثالث، ستزداد صعوبة حفاظها حتى على المستوى الحالي من العمليات الهجومية”.
وأشارت إلى أن القوات الروسية “قد تتحوّل بالكامل” بسبب ذلك إلى “الاكتفاء بالحفاظ على مواقعها والدفاع عن الأراضي التي تحتلها حالياً”.
التهديد الأساسي هو الصين
وقاومت الصين جهود الولايات المتحدة لإجبارها على الامتثال للعقوبات الغربية ضد روسيا، مما أدى إلى تعميق تحالفها مع موسكو، تقرير الاستخبارات المركزية الأميركية، في حين يقول مسؤولو إدارة بايدن إن “الصين تدرس ما إذا كانت ستقدم مساعدة عسكرية لروسيا في عمليتها ضد أوكرانيا”.
ويسلط التقييم الاستخباراتي الأميركي، المؤلف من 39 صفحة والمؤرخ في 6 فبراير، الضوء على كل شيء، بدءاً من التهديدات الوطنية، إلى مخاطر الهجمات الإلكترونية، ومخاطر تغير المناخ، والجريمة المنظمة.
لكن، من الواضح أنه حتى في الوقت الذي يتحدى فيه الهجوم الروسي على أوكرانيا الولايات المتحدة، فإن التهديد الأساسي هو الصين، التي “لديها القدرة على محاولة تغيير النظام العالمي القائم على القواعد في كل مجال وعبر مناطق متعددة”.
ويستشهد التقييم الاستخباراتي بالقدرة العسكرية المتنامية للصين، وتراكمها في الفضاء وأسلحة الدمار الشامل، وهيمنتها في كل شيء من سلاسل التوريد العالمية إلى المعادن الهامة ومن المستحضرات الصيدلانية إلى الألواح الشمسية.
أسلحة أرضية وفضائية مضادة للأقمار الصناعية
كما قدم تقرير مكتب رئيس الاستخبارات الوطنية، تحذيرات جديدة بشأن القدرات العسكرية الفضائية الصينية والروسية، التي تهدف إلى مهاجمة الأقمار الصناعية الأميركية.
ووفقاً للتقرير، عمليات الفضاء “ستكون جزءاً لا يتجزأ من الحملات العسكرية المحتملة لجيش التحرير الشعبي”، في إشارة إلى الجيش الصيني. وقال إن الصين تنشر أسلحة أرضية وفضائية مضادة للأقمار الصناعية.
وأفاد بأن “الصين لديها بالفعل قدرات أرضية مضادة للفضاء بما في ذلك أنظمة الحرب الإلكترونية، وأسلحة الطاقة الموجهة”، وكذلك الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية “التي تهدف إلى تعطيل وإتلاف وتدمير الأقمار الصناعية المستهدفة”.
وبالمثل، تواصل روسيا تدريب قوتها الفضائية العسكرية ونشر أسلحة جديدة مضادة للأقمار الصناعية “لتعطيل وتقويض القدرات الفضائية للولايات المتحدة وحلفائها”.
كذلك، لفت الجنرال بول ناكاسوني قائد وكالة الاستخبارات الوطنية في إفادته، إلى أن الصين تأخذ “درجة مخاطرة” أعلى في الاستيلاء على حقوق الممتلكات الفكرية الأميركية.