البرهان يؤكد استعداد الجيش للابتعاد عن “المعترك السياسي” في السودان
قوى الحرية والتغيير تعتذر عن المشاركة في الحوار الذي أطلقته الآلية الثلاثية
أكد رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، التزام المؤسسة العسكرية التام بالعمل مع الجميع حتى نصل بالمرحلة الانتقالية إلى نهاياتها بأسرع ما يمكن، وهي انتخابات حرة وشفافة يختار فيها الشعب من يحكمه”، فيما أعلنت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، الاثنين، اعتذارها عن المشاركة في الحوار الذي أطلقته الآلية الثلاثية.
كما تعهد البرهان في خطاب بثه التلفزيون الرسمي السوداني، بالتزام المكون العسكري بتطبيق مخرجات الحوار الذي أطلقته الآلية الثلاثية لتيسير الحوار السوداني، وشدد على استعداد الجيش للنأي بنفسه عن “المعترك السياسي”.
ومن المقرر أن ينطلق الأربعاء الحوار الذي تطلقه الآلية الثلاثية لتيسير الحوار السوداني المكونة من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي و”الإيقاد”، بهدف حل الأزمة السياسية في السودان، فيما اعتذر تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) عن المشاركة في الحوار.
وتابع: “في سبيل ذلك، وافقنا ودعمنا العملية التي دعت إليها الآلية الثلاثية، وسنقدم التسهيلات اللازمة لتسهيل بيئة الحوار”.
وقال رئيس المجلس السيادي “نحن في المنظومة العسكرية والأمنية، نجدد التزامنا بالعمل على إنفاذ مخرجات الحوار. كما نجدد مسبقاً حرصنا على النأي بالمؤسسة العسكرية عن المعترك السياسي، فور توفر التوافق الوطني الذي ستيسره المجموعة الثلاثية، أو الانتخابات التي هي الأداة الشرعية لتداول السلطة”.
سنقدم التسهيلات اللازمة
وحذر البرهان من أن غياب التوافق خلال المرحلة الانتقالية التي يمر فيها السودان “نجم عنه ما يهدد أمن وسلامة الوطن والمواطن”.
ودعا جميع القوى السياسية إلى “الاستجابة لمتطلبات المرحلة” من خلال الانخراط في الحوار الذي تسيره الآلية الثلاثية. وقال: “كمكون عسكري، تعهدنا منذ أبريل 2019 بالعمل مع كل مكونات الشعب السوداني من أجل ضمان تحقيق أحلامه وتطلعاته في بناء دولة الديمقراطية والكرامة”.
وتابع: “نؤكد التزامنا التام بالعمل مع الجميع حتى نصل بالمرحلة الانتقالية إلى نهاياتها بأسرع ما يمكن، وهي انتخابات حرة وشفافة يختار فيها الشعب من يحكمه. وفي سبيل ذلك، وافقنا ودعمنا العملية التي دعت إليها الآلية الثلاثية، وسنقدم التسهيلات اللازمة لتهيئة بيئة الحوار”.
واعتبر رئيس المجلس السيادي أن “الحوار الذي سينطلق، الأربعاء، يعد فرصة تاريخية لإكمال الفترة الانتقالية” في السودان.
وقال: “لذا أطالب المكونات المختلفة المعنية بهذا الحوار أن تبادر بالاستجابة، وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي”.
⭕️ رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يوجه خطابا للأمة السودانية، يؤكد فيه إلتزامه بالعمل مع كل مكونات الشعب من أجل بناء دولة الديمقراطية والكرامة pic.twitter.com/vVCzLFx4nQ
— مجلس السيادة الإنتقالي – السودان (@TSC_SUDAN) June 7, 2022
الأمم المتحدة ترحب والحرية والتغيير تعتذر عن المشاركة
جاءت تصريحات البرهان بعد يوم من إعلان تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، الاثنين، اعتذاره عن المشاركة في الحوار.
وبرر التحالف الاعتذار بـ”عدم الالتزام الكامل والصحيح (من جانب المجلس السيادي) بإجراءات تهيئة المناخ الديمقراطي التي طالب بها، والمتمثلة في رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين وإنهاء العنف والقمع وحماية المدنيين”.
وأضاف التحالف أن الإجراءات “لم تشمل وقف القرارات الارتدادية التي ألغت قرارات لجنة التفكيك (نظام الرئيس السابق عمر البشير) وأعادت منسوبي نظام المؤتمر الوطني (المنحل)”.
وأوضح التحالف أن طبيعة الاجتماع الذي دعت له الآلية الثلاثية الأربعاء بحضور أطراف عسكرية ومدنية، “لا تخاطب طبيعة الأزمة الحالية المتمثلة في انقلاب 25 أكتوبر، والذي يجب أن تؤدي أي عملية سياسية لإنهائه بصورة كاملة وإقامة سلطة مدنية ديمقراطية”.
وتعتزم الآلية الثلاثية عقد اجتماع مباشر الأربعاء، لجمع الفرقاء السياسيين في السودان بهدف حل الأزمة السياسية.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بجهود الآلية الثلاثية لتسهيل التوصل إلى حل للأزمة السياسية في السودان.
وذكر بيان لستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، أنه في الوقت الذي “يستعد أصحاب المصلحة للانخراط في محادثات مباشرة”، فإن غوتيريش “يشجعهم على المشاركة بحسن نية ومواصلة العمل من أجل تهيئة بيئة مواتية لحوار بناء لصالح الشعب”.
من جانبها، قالت السفارة الأميركية في الخرطوم إن المناقشات مع ما وصفته بأطراف معنية في السودان تعمل على تحقيق الانتقال إلى الديمقراطية بقيادة مدنية كانت “مثمرة”.