الجرائم الإسرائيلية تمتد من رفح جنوب غزة إلى بيت حانون شمالاً
قصف همجي وأوامر إخلاء للمدنيين وعمليات نزوح جماعي لآلاف الفلسطينيين
في اليوم ال 218 من عمليات الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها على المدنيين والبيوت في القطاع، وأمرت بإجلاء سكان مناطق جديدة في رفح وشمال غزة.
وتركزت عمليات القصف والغارات على حي الزيتون وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وتل الزعتر في شمال القطاع، وكذلك في مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى، بينما يصعّد جيش الاحتلال من عدوانه في رفح جنوبا، مطالبا السكان بإخلاء مناطق سكنية واسعة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، إن ما لا يقل عن 34971 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 78641 منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ولليوم الثالث على التوالي، يواصل جيش الاحتلال تكثيف عملياته العسكرية في حي الزيتون بمدينة غزة، الواقعة في الجزء الشمالي من القطاع، ما أسفر عن مزيد من الشهداء والجرحى.
وتتوغل دبابات جيش الاحتلال في حي الزيتون للمرة الثالثة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال جيش الاحتلال، اليوم السبت، إن قوات لواء الناحال الإسرائيلية تواصل توسيع عمليتها العسكرية في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
عدد كبير من الضحايا
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن الاحتلال يواصل عملياته فى منطقة الزيتون، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الشهداء والجرحي والمصابين تحت الأنقاض وفى المنازل وفى الطرقات.
وتابع قائلا: «لا يمكن لطواقم الدفاع المدني الدخول للمنطقة بسبب استهداف الاحتلال لطواقمنا».
ولم يقتصر القصف الإسرائيلي على حي الزيتون، بل امتد إلى مناطق أخرى في شمال قطاع غزة، إذ قال مراسلنا إن عددا من الفلسطينيين قد أصيب جراء استهداف إسرائيلي بمنطقة البراوي في بيت لاهيا.
كما أفاد مراسلنا بنزوح مئات الأشخاص من شمالي قطاع غزة.
وأشار مراسلنا إلى أن المناطق الشمالية شهدت قصفا عنيفا، وخصوصا في محيط تل الزعتر، كما شهدت المنطقة الشرقية للقطاع قصفا عنيفا اليوم السبت ما أسفر عن شهداء ومصابين.
وكان طيران الاحتلال قصف عددا من منازل الفلسطينيين شرقي مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، لإجبار الفلسطينيين على إخلاء منازلهم.
وامتد القصف الإسرائيلي إلى مناطق وسط قطاع غزة، إذ أفاد مراسلنا باستشهاد 3 فلسطينيين، بينهم طفل، وأصيب آخرون من جراء استهداف خيمة بمنطقة الزوايدة.
جنوب القطاع
أما في جنوب القطاع، فقد شهدت منطقة رفح تصعيدا جديدا من جانب قوات الاحتلال، بعد أن طالبت السكان بإخلاء مناطق من المدينة.
وقال مراسلنا إن 9 شهداء ارتقوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلة الحشاش في شمال غربي رفح. كما استقبل مستشفى الكويت 3 شهداء جراء استهداف الاحتلال لحي السلام شرقي المدينة.
وقال مراسلنا إن أكثر من 17 شهيدا قد ارتقوا في قصف إسرائيلي على رفح منذ ليل أمس.
وتعاني رفح التي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح، من غياب الخدمات الصحية، بعد أن عطلت قوات الاحتلال العمل في مستشفى أبو يوسف النجار، مع بدء التوغل البري في المدينة، الأسبوع الماضي.
كما أجبر جيش الاحتلال عددا من الصحفيين في محيط مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح على إخلاء أماكنهم بعدما صنف جيش الاحتلال أحياءً سكنية قريبة من المستشفى بأنها مناطق قتال.
ووصف مدير مستشفى الكويت التخصصي صهيب الهمص الوضع في محافظة رفح بالكارثي، مطالبا بتوفير حماية دولية للمستشفى في ظل تهديد الاحتلال بتوسيع عملياته العسكرية واجتياح رفح.
نزوح متكرر
في سياق متصل، قالت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة (الأونروا)، إن هناك عائلات نزحت للمرة التاسعة داخل قطاع غزة، في محاولة لإيجاد أماكن آمنة.
وأكدت المسؤولة أنه ليس هناك مكان آمن في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية. فيما روى عدد من النازحين للغد معاناتهم من تكرار عمليات نزوحهم من مكان لآخر.
وأصدر جيش الاحتلال، اليوم السبت، أوامر بإخلاء أحياء سكنية في شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ودعا جيش الاحتلال سكان مخيمَيْ رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس إلى التوجه على الفور إلى المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي.
كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يعمل على إخلاء حيين آخرين في مدينة رفح تمهيدا لتوسيع الهجوم، رغم معارضة الولايات المتحدة.
وقالت وكالة الأونروا إن أوامر الإخلاء الجديدة أثرت على ما لا يقل عن 300 ألف شخص في جميع أنحاء قطاع غزة، وقدرت أعداد النازحين من مدينة رفح حتى الآن بـ 150 ألف شخص.