الجيش التونسي ينشر قواته لحماية المنشآت العامة ومقرات السيادة
دائرة الاحتجاجات تتسع وسط أزمة اقتصادية كبيرة تضرب تونس
أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسي، محمد زكري، انتشار قوات الجيش أمام المنشآت العامة ومقرات السيادة في سليانة والقصرين بالشمال الغربي وبنزرت بالشمال الشرقي وسوسة وسط البلاد، تحسباً لأعمال الشغب التي من الممكن أن تستهدف هذه المنشآت.
وقال زكري في تصريح صحافي إن قوات الجيش الوطني بصدد المشاركة في دوريات مشتركة في كافة جهات البلاد.
إلى ذلك أفاد مصدر أمني بتمركز وحدات تابعة للجيش التونسي أمام المنشآت الحيوية ومقرات السيادة بولاية سوسة لتأمينها.
فيما اتسعت دائرة الاحتجاجات وأعمال الشغب، مساء الأحد، في العاصمة تونس وعدة مدن أخرى وسط مناخ سياسي متوتر وصعوبات اقتصادية لم يسبق لها مثيل تشهدها البلاد في الذكرى العاشرة لاندلاع ثورتها، وفق شهود عيان.
وشهدت مدينة سليانة شمال تونس عمليات كر وفر بين المحتجين، الذين استخدموا المولوتوف، والأمن الذي رد بالغاز المسيل للدموع، بحسب وسائل إعلام محلية. كما وقعت مناوشات بين الأمن ومحتجين في مدينة الكاف شمال غربي تونس.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في أحياء المنيهلة والتضامن والانطلاقة ومنعت المحتجين من الوصول إلى المنشآت والممتلكات العامة. وتجددت المواجهات في حي القصرين غرب تونس بين محتجين وقوات الشرطة.
كما نقلت وسائل إعلام محلية عن كاتب عام النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي في المنستير، مراد بن صالح، تأكيده إحباط عملية اقتحام لإحدى السلاسل التجارية الكبرى في المنستير، إضافة إلى عمليات كر وفر بين القوات الأمنية والمحتجين في المنستير وقصر هلال.
ولفت بن صالح إلى أن “الوضع خطير جداً في منطقة قصر هلال بعد محاولة مجموعة من المحتجين اقتحام مساحة تجارية كبرى ونهبها ومحاولة اقتحام المستودع البلدي بقصر هلال”.
ودارت مواجهات عنيفة أيضاً بمدينة باجة منذ بداية حظر التجول في الساعة 16.00 بالتوقيت المحلي. واندلعت مواجهات عنيفة في بلدة سبيطلة، حيث لاحقت قوات الأمن المحتجين وأطلقت قنابل الغاز.
وفي بلدة جلمة بمحافظة سيدي بوزيد، ألقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق شبان أغلقوا الطرقات وأحرقوا الإطارات احتجاجاً على الفقر والبطالة.
ووفق وسائل إعلام محلية، تصدت وحدات الأمن والحرس الوطني لمحاولات سلب ونهب استهدفت محلات تجارية كبرى بمناطق من ولاية منوبة.
كما أفاد مصدر أمني عن إصابة عنصر أمن وحرق سيارة إدارية في أعمال شغب بالهوارية. وفرقت القوات الأمنية مجموعات من الأفراد قامت بغلق شوارع رئيسية بمناطق مختلفة من ولاية المهدية.
من جانبه، أعلن الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن الوطني، وليد حكيمة، عن “إصابة 10 عناصر من الأمن وإيقاف 247 شخصاً خلال أحداث الشغب والسرقة والنهب في عدد من مناطق تونس”، لافتاً إلى نهب 3 مراكز تجارية ومستودع بلدي وفرع بنكي.
يشار إلى أن وزارة الداخلية التونسية كانت ذكرت في وقت سابق الأحد أنها اعتقلت أكثر من 240 شخصاً عقب مواجهات عنيفة مع الشرطة واندلاع أعمال شغب في مدن تونسية عدة السبت. وقال الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن الوطني، وليد حكيمة، إن قوات مكافحة الشغب اعتقلت 242 أكثرهم من الشبان والأطفال الذين عمدوا إلى تخريب ممتلكات وحاولوا سرقة متاجر وبنوك.
ولم تُعلن مطالب واضحة خلال احتجاجات السبت العنيفة والتي وصفتها السلطات ووسائل إعلام محلية بأنها أعمال شغب، لكنها تأتي مع تنامي الغضب بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وتمثل الاحتجاجات اختباراً حقيقياً لقدرة حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي على التعامل معها بينما يشهد الوضع توتراً كبيراً بين الفرقاء السياسيين.