الحرائق تلتهم مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية
شهدت مناطق لبنانية وسورية اندلاع حرائق عدة، حيث التهمت النيران المستعرة مساحات واسعة من الأراضي، في الوقت الذي تكافح فيه فرق الدفاع المدني للحيلولة دون تمدد النيران.
وتجددت الحرائق بقرية الزويتينة في منطقة وادي النضارة غرب حمص وسط سوريا، الثلاثاء، بعد أن تم إخمادها ظهر اليوم بالكامل.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن العقيد عثمان جودا قائد فوج إطفاء حمص، قوله إن الرياح الشديدة أدت إلى تجدد اشتعال الحريق في القرية وبالقرب من مجمع الخير بعد أن تم إخماده بالكامل خلال فترة الظهيرة، لافتا إلى أن فرق الإطفاء تتعامل مع الحريق لمنع تمدده وأن الأمور تحت السيطرة.
وكانت فرق الإطفاء عملت خلال اليومين الماضيين على إخماد الحرائق التي شبت في عدد من قرى منطقة وادي النضارة وسيطرت عليها بالكامل، وقد اقتصرت الأضرار على حوالي 3 آلاف دونم زراعي حراجي.
وفي مدينتي اللاذقية وجبلة الساحليتين استجاب عدد من المتطوعين لنداء الطوارئ الذي أطلقته مؤسسة “طبيعة بلا حدود” عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” للمشاركة في إخماد الحرائق التي طالت الغابات والمواقع الحراجية بالمنطقة.
ونشبت خلال اليومين الماضيين بعض الحرائق في مناطق متفرقة وعرة بريف اللاذقية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الرياح.
وفي محافظة طرطوس، نشب أكثر من 100 حريق منذ الاثنين، وفق ما نقلت وكالة سانا عن المحافظ صفوان أبو سعدى، الذي أشار إلى السيطرة على معظم الحرائق، لافتا إلى تزامنها مع موسم قطاف الزيتون.
أما لبنان فقد استعان، الثلاثاء، بطائرات من دول في المنطقة لإخماد سلسلة حرائق مستمرة منذ يومين، التهمت مساحات حرجية واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم، في وقت بدت السلطات عاجزة عن احتواء الأزمة في ظل إمكانات محدودة.
وأحصى الدفاع المدني اللبناني اندلاع أكثر من 100 حريق، لم تتمكن فرقه من إخمادها طيلة الليل، قبل أن تتوسع رقعة النيران بفعل سرعة الرياح، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وتراجعت حدة الحرائق نسبيا مساء الثلاثاء، بعد تطويق عدد منها وبدء تساقط الأمطار في مناطق متفرقة.
وأوضح بيان للجيش اللبناني، أن قبرص أرسلت طائرتين شاركتا مع طوافات للجيش اللبناني في عمليات إخماد الحرائق.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن 4 طائرات بتقنيات متطورة ستصل إلى المطار من اليونان والأردن للمساعدة في عمليات الإطفاء، فيما نقلت وسائل إعلام محلية أن طائرات تركية ستصل أيضا.
وأكد الجيش الأردني في بيان، الثلاثاء، أن الملك عبد الله الثاني أمر بإرسال طائرتين للمساهمة في إخماد الحرائق في لبنان.
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد أعلن، ظهر الثلاثاء، عن اتصالات مع عدة دول لإرسال طوافات وطائرات إضافية لإطفاء الحرائق، قائلا: “لم نترك جهة إلا واتصلنا بها للمساعدة، وأجرينا اتصالات بالأوروبيين الذين سيرسلون وسائل مساعدة”.
ونشرت وسائل إعلام محلية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو مرعبة للنيران التي قضت على مساحات خضراء واسعة، وتركزت بشكل خاص في مناطق جنوب بيروت ومنطقة الشوف، قبل أن تتوسع لتطال مناطق في شمال وجنوب البلاد.
وقُتل مدني على الأقل في منطقة الشوف أثناء تطوعه لمساعدة فرق الإطفاء على إخماد حريق، وفق ما أعلنت عائلته.
وفي منطقة المشرف جنوب بيروت، أتت النيران، التي اندلعت منذ الاثنين، على عدد من المنازل وأحرقتها بالكامل، وأخلى سكان منازلهم “بسبب الاختناق الشديد الذي طال العشرات”. وغطت سحب الدخان مداخل بيروت والشوف وصيدا جنوبا.
وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني: “نتيجة الحرائق الكبيرة التي اندلعت في خراج البلدات التالية: جعيتا، القرنة الحمرا، بنشعي، مزيارة، المشرف والدبية – الشوف، قامت وحدات من الجيش بمؤازرة أربع طوافات تابعة للقوات الجوية ومساعدة طائرتين متخصصتين بإطفاء الحرائق استقدمتا من قبرص، وبالاشتراك مع عناصر من الدفاع المدني بمحاصرة هذه الحرائق ولا تزال تعمل على إخمادها، على الرغم من وجود بعض العوائق من دخان كثيف وخطوط التوتر العالي التي تمنع في بعض الأحيان التدخل السريع والفعال. وقد وضعت قيادة الجيش عددا من الطوافات في حالة جهوزية تامة في القواعد العسكرية كافة للتدخل عند حصول أي تطور في مختلف المناطق اللبنانية”.
وحذرت قيادة الجيش المواطنين من استخدام الطائرات المسيرة في المناطق اللبنانية كافة حتى إشعار آخر، وخاصة المناطق التي تشهد حرائق نظرا لتأثيرها المباشر على حركة الطوافات والطائرات أثناء الإطفاء، وفق ما نقلت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام.