الحرب التجارية على أشدّها… الصين وأوروبا تردان على رسوم ترامب الجمركية برسوم مقابلة

ردًا على الحزمة الجديدة من الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شملت تعريفات بنسبة 104% على السلع الصينية، ونسبة 20% على معظم الصادرات الأوروبية، فرضت الصين الأربعاء، رسومًا جمركية بنسبة 84% على الواردات الأمريكية، فيما وافقت بلدان الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم انتقامية تتراوح بين 10% و25% على الواردات الأميركية.
وقالت بكين في بيان حكومي إن الرسوم الصينية ستدخل حيّز التنفيذ بدءًا من الخميس، مطالبة واشنطن بـ”تصحيح ممارساتها الخاطئة فورًا، وإلغاء جميع الإجراءات الجمركية الأحادية ضد الصين، والتعامل مع الخلافات عبر الحوار المتكافئ على أساس الاحترام المتبادل”.
وقد انعكس التصعيد الجديد سريعًا على الأسواق، إذ تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.7%، وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 1.8%، فيما سجّلت الأسواق الأوروبية انخفاضات حادة، إذ هبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي الواسع النطاق بأكثر من 4%.
وكان ترامب قد كتب يوم الثلاثاء على موقع TruthSocial: “الصين أيضًا تريد إبرام اتفاق، لكنها لا تعرف كيف تبدأ ذلك. نحن في انتظار مكالمتها”.
وفي وقت لاحق، أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب سيُبدي مرونة كبيرة في حال تلقّى اتصالًا من الصين بشأن صفقة محتملة، مشيرةً أيضاَ إلى أن ترامب سيتصرف بما يخدم مصلحة الشعب الأمريكي أولًا.
بكين ستخوض المواجهة حتى نهايتها
من جهتها، أكدت بكين تمسكها بموقفها، إذ تعهدت يوم الثلاثاء بـ”خوض المواجهة حتى نهايتها”، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن “تبدو الولايات المتحدة غير مستعدة بعد للدخول في مفاوضات جدية”.
وأضاف: “على الولايات المتحدة إذا كانت ترغب فعلًا في الحوار، أن تُظهر استعدادًا للتعامل بندّية واحترام ومصلحة متبادلة”.
رسوم أوروبية انتقامية
في السياق، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية انتقامية تتراوح بين 10% و25% على الواردات الأميركية ستُطبق الأسبوع المقبل في 15 أبريل.
كما وافق الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، على فرض تعريفات على سلع أميركية بقيمة 21 مليار يورو. وأقرت المفوضية الأوروبية، حزمة رسوم مضادة على منتجات الألومنيوم والصلب الأميركية.
وصوّتت أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة، يوم الأربعاء لصالح التعريفات الجمريكة، والتي سيبدأ بعضها في منتصف أبريل.
وتستهدف الرسوم ولايات أميركية حساسة سياسياً، وتشمل منتجات مثل فول الصويا من ولاية لويزيانا، موطن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، بالإضافة إلى الماس والمنتجات الزراعية والدواجن والدراجات النارية، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.
تفاقم الحرب التجارية عبر الأطلسي
هذه الخطوة تزيد من تفاقم الحرب التجارية عبر الأطلسي، حيث فرضت الولايات المتحدة أيضاً رسوماً جمركية شاملة بنسبة 20% على جميع الصادرات الأوروبية تقريباً، بالإضافة إلى رسوم منفصلة بنسبة 25% على السيارات وبعض قطع غيار السيارات.
وصرح ترامب بأنه سيعلن عن رسوم جمركية إضافية على الأخشاب ورقائق أشباه الموصلات والمنتجات الصيدلانية. جميع التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب تطال حوالي 380 مليار يورو من سلع الاتحاد الأوروبي.
وستدخل بعض تعريفات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في منتصف أبريل، بينما سيتم فرض قائمة أخرى في منتصف مايو، وستبدأ قائمة ثالثة في الأول من ديسمبر، حسبما ذكرت بلومبرغ في وقت سابق. تواجه معظم السلع المستهدفة مستوى تعريفة بنسبة 25%، مع بعض الفئات التي من المقرر أن تواجه رسوماً بنسبة 10%.
وحدة عواصم الاتحاد الأوروبي
وأكد تصويت الأربعاء، وحدة عواصم الاتحاد الأوروبي في مواجهة النزاع التجاري المتصاعد لترامب. وتهدد الإجراءات الأميركية بمحو جزء كبير من توسع منطقة اليورو الذي يتوقعه البنك المركزي الأوروبي لهذا العام والعام المقبل.
بالإضافة إلى ما سبق، تُعدّ المفوضية، التي تُعنى بشؤون التجارة نيابةً عن الاتحاد، مجموعةً من التدابير المضادة للرد على ما يُسمى بالتعريفات الجمركية المتبادلة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وقال متحدث باسم المفوضية إنها تُخطط للإعلان عن خططها في أوائل الأسبوع المقبل، ثم تبدأ مشاورات مع الدول الأعضاء.
ودعت فرنسا وألمانيا ودول أخرى المفوضية إلى النظر في نشر أداة مكافحة الإكراه الخاصة بالكتلة – وهي أقوى أداة تجارية للاتحاد الأوروبي، والمصممة للرد على الدول التي تستخدم التدابير التجارية والاقتصادية قسراً.
فيما لا يزال الاتحاد الأوروبي يرغب في إيجاد حل تفاوضي للنزاع بشأن التعريفات الجمركية، لكنه فشل حتى الآن في الدخول في مفاوضات جادة مع الإدارة الأميركية.