الخارجية الروسية: نشاطات الناتو على الحدود الشرقية ترجع المنطقة إلى عصر الحرب الباردة
أعلن ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، أن نشاطات حلف الناتو العسكرية على حدوده الشرقية تقود إلى زعزعة الاستقرار في أوروبا وترجع المنطقة إلى عصر الحرب الباردة.
وعلى أبواب قمة دول الناتو المزمع عقدها في لندن في 3-4 ديسمبر، أكد غروشكو، اليوم الجمعة، استعداد موسكو لاستئناف لقاءات كانت تجرى في إطار “مجلس روسيا – الناتو”، في حال استعداد الطرف الآخر لذلك.
وأشار الدبلوماسي الروسي، أثناء مؤتمر صحفي عقده في بلغراد، مع وزير الخارجية الصربي، أيفيتسا داتشيتش، إلى أن ثمة قناة يبقيها الطرفان مفتوحة، هي اتصالات منتظمة بين رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي من جهة، والقائد العام لقوات الناتو في أوروبا وقائد اللجنة العسكرية للحلف من جهة أخرى. لكنه شدد على أن إخراج العلاقات بين الجانبين من أزمتها الراهنة “يتطلب جهودا من نوع مختلف تماما، وفي مقدمتها تخلي الناتو عن إجراء مناورات عسكرية في جناحه الشرقي، لأن ذلك يتسبب بتدهور الوضع في أوروبا وزعزعة استقراره، ويُرجعنا إلى أزمنة الحرب الباردة، بدلا عن ضمان بناء عمل مشترك في مواجهة التحديات الجديدة”.
وأكد غروشكو أن الناتو جمد كل تعاونه تقريبا مع روسيا في القضايا ذات المصالح المشتركة، وذلك إضافة إلى قيام الحلف بزيادة نشاطاته العسكرية عند الحدود الروسية، “على الرغم من حديثه الدائم عن ضرورة خفض التوتر ومنع الحوادث وسوء قراءة نوايا الآخر”.
وشهدت العلاقات بين الناتو وروسيا تدهورا حادا على خلفية حدثين من تبعات تغيير السلطة في أوكرانيا، في فبراير العام 2014، هما انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، بناء على نتائج استفتاء في المنطقة، في مارس 2014، واندلاع نزاع مسلح في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا)، حيث أبدت “الجمهوريتان الشعبيتان”، المعلن استقلالهما من جانب واحد في مدينتي دونيتسك ولوغانسك مقاومة للقوات الأوكرانية التي أرسلتها كييف لقمعهما.
واتهم الناتو، في سياق الموقف الغربي العام تجاه هذه الأحداث، موسكو بـ “ضم” القرم ومساندة “الانفصاليين” في دونباس. وأعلنت موسكو سابقا أن مسألة شبه جزيرة القرم “أغلقت نهائيا”. أما النزاع في دونباس، فأكدت روسيا مرارا أنها ليست طرفا فيه، محملة السلطات الأوكرانية المسؤولية عن استمرار المواجهات في المنطقة.