الرئيس الصيني: استقلال تايوان أكبر خطر على تجديد شباب البلاد
إعادة التوحد مع تايوان يجب أن تتحقق وستتحقق
قال الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم السبت، أن “استقلال تايوان، أكبر عقبة أمام تحقيق إعادة توحيد الوطن الأم، وأكبر خطر خفي على تجديد شباب البلاد.
وأضاف بينج، إن “إعادة التوحد” مع تايوان يجب أن تتحقق وستتحقق، معتبراً أنها تتفق مع المصالح الأساسية للشعب التايواني، في وقت دعت تايبيه الصين إلى وقف “الاستفزازات”.
وتعهد الرئيس الصيني بتطبيق ذلك، من دون أن يشير بشكل مباشر إلى استخدام القوة، وذلك بعد أسبوع من التوتر مع الجزيرة التي تطالب بكين بالسيطرة عليها.
وقال بينج خلال حديثه في الذكرى السنوية للثورة التي أطاحت بآخر سلالة إمبراطورية في 1911، إن “الشعب الصيني لديه عادة مجيدة، بمعارضة النزعة الانفصالية”، مشيراً إلى أن “استقلال تايوان، أكبر عقبة أمام تحقيق إعادة توحيد الوطن الأم، وأكبر خطر خفي على تجديد شباب البلاد”، وتابع:”يجب تحقيق الواجب التاريخي بإعادة التوحيد الكامل للوطن الأم، وسيتحقق بالتأكيد”.
وردت الرئاسة التايوانية في بيان السبت قائلة، إن مستقبل الجزيرة يقع بين أيدي شعبها، مشددة على أن الرأي العام في تايوان واضح حيال رفض نظام “دولة واحدة ونظامين”.
وفي بيان منفصل، دعا مجلس شؤون البر الرئيسي في تايوان الصين إلى التخلي عن “خطواتها الاستفزازية من التدخل والمضايقة والتخريب”.
وتأتي تلك التطورات بعد يوم من الكشف عن وجود قوات أميركية تعمل “سراً” في تايوان منذ سنة على الأقل، لتدريب القوات العسكرية وتعزيز قدراتها الدفاعية.
150 طائرة عسكرية صينية
ويتزايد الضغط العسكري والسياسي الذي تمارسه بكين على تايوان ذات الحكم الديمقراطي للقبول بسيادتها عليها، لكن تايبيه تعد بالدفاع عن حرية البلاد، وأن “شعب تايوان فقط هو من يمكنه تقرير مستقبله”.
ومنذ الجمعة الماضي، أبلغت تايوان عن دخول قرابة 150 طائرة عسكرية صينية منطقة دفاعها الجوي، إذ تعتبر الصين تايوان أرضاً تابعة لها.
وتشكو تايوان منذ أكثر من عام من تلك الأنشطة، وترى أنها “تستهدف إرهاق القوات المسلحة التايوانية، واختبار قدرتها على الرد”.
وذكرت رئيسة تايوان تساي إينج وين الجمعة، إن بلادها “لا تسعى إلى مواجهة عسكرية، ولكنها ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن حريتها”، وذلك في ظل زيادة التوتر مع الصين.
وذكرت تساي خلال منتدى أمني، في العاصمة تايبيه، إن “تايوان لا تسعى إلى مواجهة عسكرية، وتأمل في تعايش سلمي ومستقر يمكن التنبؤ به، وتتبادل فيه المنفعة مع جيرانها”. وأضافت: “لكن تايوان ستفعل أيضاً كل ما يلزم للدفاع عن حريتها، وحياتها الديمقراطية”.
وأكدت تساي أن تايوان ستعمل مع الدول الأخرى، في المنطقة لضمان الاستقرار، مشيرة إلى أنها “ملتزمة تماماً بالتعاون مع الأطراف الإقليمية، لمنع نشوب صراع مسلح في بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي وفي مضيق تايوان”.
زيادة الإنفاق على قطاع الدفاع
وفي 16 سبتمبر، اقترحت حكومة تايوان زيادة الإنفاق على قطاع الدفاع بقيمة 240 مليار دولار تايواني (8.69 مليار دولار)، على مدى السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى ميزانية الدفاع المعلنة سابقاً، بهدف تعزيز القدرات العسكرية لمواجهة “أي تهديد عسكري من الصين”.
وقالت وزارة الدفاع يومها إن الأموال مخصصة لصواريخ دقيقة وسفن بحرية وأسلحة لسفن خفر السواحل.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الجمعة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن وحدة من العمليات الخاصة، وأخرى من مشاة البحرية تابعتين للولايات المتحدة، تعملان “سراً” في تايوان منذ سنة على الأقل، لتدريب القوات العسكرية هناك، كجزء من جهود تعزيز دفاعات تايوان، في ظل تزايد القلق بشأن أنشطة الصين.
اختبار الخطوط الحمر
في المقابل دعت الصين، الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من تايوان، وحثتها على “احترام اتفاقياتها الموقعة مع بكين”، وفقاً لما ذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية.
واعتبرت “بلومبرغ” أن هذه التدريبات “تشكل اختباراً للخطوط الحمر لدى الصين”، التي سبق أن وضعت نشر قوات أجنبية، في تايوان ضمن شروطها الستة لشن ضربة عسكرية، وفقاً لتقرير إعلامي رسمي نُشر في أبريل 2020 نقلاً عن باحث متقاعد من قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني.
وتعتبر بكين أنها تتصرف لحماية أمنها وسيادتها، وألقت باللوم في التوترات الأخيرة على واشنطن، أهم داعم دولي، ومورّد للأسلحة لتايوان.