السراج يمنح ترقيات لقادة الميليشيات في ليبيا
بالتزامن مع حصول المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية على ثقة البرلمان
أفادت مصادر سياسية مطلعة، الجمعة، أن فايز السراج قرر منح ما أسماه “ترقيات استثنائية” لـ19 من قيادات الميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية، وذلك بالتزامن مع حصول المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية على ثقة البرلمان.
وأكدت المصادر أن من بين القادة الذين حصلوا على الترقيات، إبراهيم بيت المال، وهو قائد ميداني للمليشيات المتمركزة غربي سرت، وسبق أن صرح مرارا الفترة الماضية برفض مخرجات الحوار السياسي الليبي، ولم يمتثل مع الباقين من آمري المليشيات المسلحة للقرارات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”.
تعطيل جهود اللجنة المشتركة
وبالحديث عن اللجنة المشتركة، ترى المصادر أن قرار السراج يهدف بالأساس إلى تعطيل جهودها، وضرب مساعي توحيد المؤسسة العسكرية، في ظل ترقية وتقديم قيادات محل جدل مثل بيت المال وغيره، من قيادات المليشيات التي حاربت الجيش الوطني الليبي في محاور العاصمة طرابلس.
أحد المتورطين في هجوم قاعدة الوطية
وتضمنت القائمة قائد ميليشيات آخر كافأه السراج بالترقية، وهو عبد الحميد أبو دربالة، أحد المتورطين في الهجوم على قاعدة الوطية الجوية في مايو من العام الماضي، تحت غطاء جوي وتخطيط تركي.
وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أن محمد الحداد، الذي عينه السراج رئيسا لأركان قوات الحكومة التي كان يرأسها، أصدر قرارا بتعيين أمحمد قوجيل كآمر لـ”الطيران الحربي”، رغم عدم امتلاك المليشيات لطائرات مقاتلة إلا المسيرات التي يشغلها الجيش التركي.
وتجاهل الحداد حظر اللجنة العسكرية تعيين أي قيادات لحين توحيد المؤسسة العسكرية، وخالف قرار رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، الذي منع الوزراء في حكومتي الوفاق والمؤقتة من اتخاذ إجراءات تخالف صلاحياتهم التسييرية التي تقتضيها مرحلة انتقال السلطة، ما يجعل قراره “باطلا ودون أثر قانوني”، وفق المصادر.
ترقيات مشبوهة
ووصف الباحث السياسي الهادي عبدالكريم قرارات السراج الأخيرة بأنها “باطلة” وأوصى بإعادة النظر فيها، وقال إنها تضمنت “ترقيات مشبوهة في توقيت مشبوه”.
وأوضح الباحث السياسي أن الهدف من تلك القرارات تخريب مساعي توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد، وأن السراج كشف بهذا القرار عمن سيؤدون هذا الدور خلال المرحلة المقبلة.