السلطات الأمنية المصرية تنجح في الوصول إلى الخلايا الإخونجية الخاملة
مصادر تكشف مخطط الفوضى والشغب الذي أعده التنظيم الإخونجي
كشف مصدر أمني مصري، الأحد، إن السلطات الأمنية على علم بكل خطط تنظيم الإخونجية، وأنها نجحت في الوصول إلى الخلايا الخاملة أو النائمة التي بدأت تنشط ويتم الترتيب معها للخروج في مظاهرات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مضيفًا أنه سيتم التعامل مع أي أنشطة معادية بحزم وقوة وفق ما يقره القانون والدستور”.
وأضاف المصدر الأمني، “كل تحركات هذا التنظيم تصلنا أولًا بأول من داخل التنظيم، وبالتالي لا يوجد أي احتمال لأعمال شغب إلا وأجهزة الأمن ترصدها وتستعد للتعامل معها وللخارجين على القانون بشكل عام”.
ولفت إلى أن دعوة تنظيم الإخونجية الإرهابي لن تلقى أي قبول في الشارع، فالمصريون الذين خرجوا على الإخوان لا يمكن أن يتعاطفوا معهم تحت أي صورة وبأي شكل، فضلًا عن أن المواطنين يقفون خلف قيادتهم، ويدعمونها لاستكمال كافة الإنجازات في كافة المجالات.
وأكد أن التنظيم الإرهابي لا قبول له في الشارع ولا يمكن أن يسمح له المواطنون بأن بإثارة أي فوضى، كما أن تحركات عناصره مرصودة وسيتم القبض على كل خلايا التنظيم النشطة والخاملة في هذا اليوم.
مخطط الفوضى والشغب
وحول التفاصيل النهائية لمخطط الفوضى والشغب التي أعلن عنها “الإخونجية“، أفادت مصادر مطلعة، أن التنظيم أبلغ قواعده وخلاياه بالتحرك في الحزام العمراني غير الآهل بالسكان أو يصعب على أجهزة الأمن تعقبهم فيه، وحددت الهدف من ذلك في التقاط عدد كبير من الصور المرئية والصامتة والهتاف ضد الدولة والرئيس.
وتم تعميم خطة التنظيم على كل خلاياه داخل مصر من خلال نقلها عبر البرامج المشفرة والتواصل المباشرة بين الأفراد، كما تم الاتفاق على أن يغير المتظاهرون أماكن تجمعاتهم بحيث تكون بعيدة عن أماكن سكنهم بواسطة الإحلال والتوافق.
وعلى سبيل المثال يتظاهر سكان حي عين شمس في مصر الجديدة والعكس كذلك، وهما اثنان من أحياء العاصمة المصرية القاهرة.
خطة الهروب
أوصت لجان التنظيم المتظاهرين بالخروج بكثافة في المناطق الزراعية في سلاسل بشرية متباعدة، ورسمت طرقا للهروب في حالة وصول قوات الأمن بشكل سريع للأماكن التي يتظاهر فيها الإخونجية حتى يتمكن الجميع من الهرب بعد أن يتم التقاط عدد من الصور، ثم الانتقال إلى منطقة أخرى يتم تحديدها في وقت سابق لتكرار نفس الأمر.
شددت قيادة المظاهرات على ضرورة خروج أعداد كبيرة من الأشخاص في محافظات الوجه القبلي في الصعيد، وسط حماية عائلية أو قبلية بهدف حدوث صدام بين بعض العوائل والقبائل وأجهزة الأمن لإضفاء نوع من الزخم على تحركاتهم المريبة في هذا اليوم.
وأوصت قيادة المظاهرات بألا يبيت المتظاهرون في بيوتهم نهاية هذا الأسبوع تحسبًا لأي حملات أمنية تستهدف القبض عليهم، كما وفر التنظيم مبلغ مليون جنيه للإعاشة والإنفاق على اللوجستيات الخاصة بالمظاهرات من كتابة لافتات أو إعداد بعض الأسلحة البيضاء أو الخشبية وغير ذلك، مما يطلبه المتظاهرون في كل منطقة.
ميزانية مفتوحة
كما وضع التنظيم ميزانية مفتوحة خاصة بإعطاء أموال سائلة لكل من يريد التظاهر كنوع من التشجيع، حسب تقدير عضو الجماعة أو مورد المتظاهرين. كما تعهدت برعاية أسر المتظاهرين في حال تم القبض عليهم.
وأبلغ التنظيم أنصاره أنهم كلما تظاهروا في مناطق متطرفة من الحيز العمراني أو يصعب على أجهزة الأمن الوصول إليها، أغرى ذلك بانضمام أعداد أكبر من المواطنين للانضمام إلى هذه المظاهرات، فضلًا عن أن قيادة هذه المظاهرات في تركيا وضعت هدفًا استراتيجيًا لها من خلال بث عدد من الفيديوهات المثيرة عن خروج أعداد كبيرة، حيث اعتبرت إنتاج هذه الفيديوهات أهم من الحشود نفسها.
وخصص التنظيم قناة على التليجرام في حال فشلها في الحصول على إشارة بث، وإرسال هذه المواد من خلال لجنة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما طالبتها بالتواصل مع قنوات فضائية دولية وعربية، وأعدت عددا من كوادرها للحديث في بعض القنوات داخل مصر وخارجها، بعد تضخيم هذه الاحتجاجات.
المواجهة الأمنية
وذكرت المصادر أن تجمعات الإخونجية في كل المظاهرات تم تدريبهم على المواجهة الأمنية (عمليات الطعن وإيقاف سيارة الشرطة ومواجهة الغاز المسيل للدموع)، وبعض هذه الدورات تم إعطاؤها بشكل نظري وعملي من خلال تجمعات الأعضاء في الأماكن المفتوحة، حيث يصعب القبض عليهم، والبعض الآخر من خلال غرف “الكلوب هاوس”.
وعقد التنظيم لقاءات موسعة على غرف سرية على نفس تطبيق برنامج “كلوب هاوس” لطرح أي تساؤلات بخصوص مظاهرات 11 نوفمبر/تشرين الثاني، تحت عنوان “وضوح الرؤية”، وسمى التنظيم من يقتل من متظاهري الإخونجية بأنهم شهداء، قائلاً: “إن الخروج في هذه المظاهرات فرض عين وغير مسموح بالتخلف عنها”.
ودعا التنظيم إلى خروج نساء الإخونجية للمظاهرات ضمن حلقات وسلاسل بشرية من الرجال تحميهن، كما أوصت بأن يرتدين زيًا تستطيع من خلاله الحركة بسهولة ويسر وتستطيع معه الفرار إذا حضرت قوات الأمن سريعًا في أماكن تجمعهم.
وقام أعضاء التنظيم بإعداد زجاجات المولوتوف المقرر استخدامها في هذه المظاهرات، كما أنها أعدت بعض الأسلحة البيضاء والخشبية لمواجهة أي قوة أمنية، أو شعبية لهؤلاء المتظاهرين، كما أفتى التنظيم لهم بقتل كل من يقترب منهم بزعم الدفاع عن النفس.
وأوصت قيادة هذه المظاهرات بضرورة تكثيف خروج المحتجين، وأبلغت بأنه تم التنسيق مع التنظيمات المتطرفة في سيناء وبخاصة داعش، موضحة أن خروجا متزامنًا بعدد من العمليات من قبل هذه الحركة المتطرفة سيتم في بعض المدن الساحلية والحدودية مثل سيناء والإسماعيلية على سبيل المثال.
ولكن قيادة المظاهرات ربطت تنفيذ الأعمال الإرهابية بخروج أعداد كبيرة من المتظاهرين، وأن الهدف من التفجيرات التي يقوم بها هؤلاء هو تخفيف الضغط الأمني عليهم في حال نجاحها.
بث بديل
أما بخصوص نشر الفيديوهات المصورة للمظاهرات فإن تنظيم الإخونجية، نجح في استغلال إحدى إشارات البث التي حصل عليها الهارب والمزور أيمن نور في عقد مع الشركة الفرنسية “يوتلسات” عندما تم توقيع عقد “قناة الشرق”، حيث نجح في الاتفاق معها بأن له ثلاث إشارات للبث على أن يدفع مبلغ 35 ألف دولار بشكل آجل، وليس عاجلا في حال استخدام الإشارة الواحدة.
وقد قام أيمن نور ببث قناة باسم “لا” منذ فترة إلا أنه تم غلقها، وبالتالي سيستخدم نفس إشارة البث بعد أن تم إلغاء إشارة البث التي تم شراؤها في لبنان من خلال إحدى الدول الصديقة، والصحيح أن إشارة البث كان معدا لها أن تكون في لبنان وليس فيتنام.
ونجحت السلطات في مصر في التشويش على إشارة البث لقناة “الحراك” والتي تغير اسمها لـ”الحرية”، وهو ما اضطر الجماعة للبحث عن قناة بديلة على تليجرام، والتنسيق مع أعضاء التنظيم الذين يعملون في قنوات الجزيرة وبعض القنوات الدولية لنشر المواد المفبركة التي أعدت سلفًا للإيحاء بتحركات في الشارع المصري.
ويمكن لإشارة البث على شركة يوتلسات أن تظهر الإشارة على تردد مواز للمدار على القمر المصري “النيل سات”، وبالتالي يمكن للمصريين والعرب مشاهدة بث القناة، غير أن السلطات المصرية نجحت في التشويش على القناة قبل أن تخرج للنور، وهو ما أصاب قيادة هذه المظاهرات بالإحباط.
وتسعى قيادة هذه المظاهرات في إيجاد طرق بديلة لظهور إشارة البث يوم الثلاثاء المقبل بعد أن تم تحديد موعد الأول من نوفمبر/تشرين الثاني تاريخا لخروج القناة للنور.
يذكر أن أغلب دول المنطقة تقوم بمواجهة أي إشارة يسعى الإخونجية لشرائها، خاصة وأن التنظيم يسعى لتحريك المتظاهرين في عدد من الدول منها لبنان والعراق وسوريا والسودان وتونس، وهو ما يُهدد أمن هذه الدول.