السلطات السودانية تستعد لمواجهة محتملة مع الإخونجية خلال مليونية الثلاثين من يونيو
تستعد السلطات السودانية لسيناريو مواجهة محتملة مع فلول جماعة الإخونجية خلال مليونية الثلاثين من يونيو التي دعت لها قوى الثورة السودانية.
تأتي الاستعدادات في ظل بروز مؤشرات على مخطط تعده مجموعات إخونجية بهدف تسلق المسيرة وتغيير مسارها السلمي واستخدام العنف لخلق فوضى أمنية تتيح لهم العودة إلى السلطة مجددا.
وفيما أظهرت بيانات ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات مباشرة من مجموعات إخونجية للحكومة والثوار، أكد عدد من الناشطين قدرتهم على التحكم في المسار السلمي للمسيرة، وتفويت الفرصة على عناصر الإخونجية.
وفي الجانب الآخر، أكد يوسف آدم الضي والى ولاية الخرطوم رئيس لجنة تنسيق أمن الولاية، اتخاذ كافة الترتيبات لتأمين المسيرة حتى تخرج بسلمية تامة.
وقال إن اللجنة وضعت خطة أمنية محكمة إشتملت على عدة محاور أكدت من خلالها على التنسيق التام بين كافة الأجهزة الأمنية والنظامية. وشدد على جاهزية القوات الأمنية من حيث توفر المعلومات عن مخططات “المتربصين والمندسين” الذين يخططون لجر المسيرة الى هاوية التخريب والفوضى.
وشملت الخطة قفل الأسواق التجارية، وكافة الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم الثلاث لمدة 48 ساعة.
وسخر ناشطون سياسيون من محاولات المجموعات الإخونجية الرامية لتسلق قطار الثورة. وقال الناشط السياسي محمد ابراهيم قرض ردا على مطالبة الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي باستقالة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك قبل المسيرة.
وقال قرض إن المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني هما وجهان لمنظومة الإخوان التي ثار ضدها الشعب السوداني، لذلك لا يحق لأيا منهما الحديث عن الثورة السودانية ومسيراتها السلمية.
وأبدى قرض استغرابه من حديث رحمة، مستهجنا عدم فهمه لمقاصد مسيرة الشباب التي تهدف لدعم حكومة حمدوك وليس إقالتها.
وطالب قرض المؤتمر الشعبي وجميع مكونات تنظيم الإخونجية بالاعتراف بفشلهم وفسادهم طوال الأعوام الثلاثين الماضية وترك الشعب السوداني ليقرر مستقبله.
من جانبه، أكد محمد عصمت القيادي في قوى الحرية والتغيير أن 30 يونيو تهدف إلى دعم الحكومة الانتقالية والمطالبة باستكمال مهام الثورة، مشيرا إلى أن شباب لجان المقاومة قادرون على إخراجها بالشكل السلمي القوي الذي يحقق طموحات السودانيين.
وحذر عصمت فلول الإخونجية من محاولة تسلق المسيرة وتجييرها لصالح أجندتهم المبنية على العنف، وقال إن على الأجهزة الأمنية الارتقاء لمستوى الحدث والعمل بمهنية عالية من أجل منع أي محاولة تفلت قد تقدم عليها فلول النظام السابق بكافة اشكالها، مؤكدا أن عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء.
تقطع الناشطة السياسية سارة سعد بأن أي محاولة من قبل فلول الإخونجية لإخراج المسيرة من محتواها ومسارها المقصود ستكون فاشلة لأن شباب الثورة ظلوا يقدمون نموذجا مختلفا أذهل العالم وغير صورة السودان الدموية التي رسمها الإخونجية إلى الأبد، مشيرة إلى أن الإخونجية لم يستطيعوا حتى الآن فهم قوة الشعب السوداني وثورته.
وأضافت أن شعار السلمية كان وما زال هو السلاح الفتاك الذي أطاح بأجندة فلول الإخونجية.
وتشير سعد إلى أن مليونية ٣٠ يونيو تعتبر امتداد لثورة ديسمبر المجيدة وتهدف لتصحيح مسار الحكومة الانتقالية وتحقيق أهداف الثورة من حرية وسلام وعدالة.
ومن جانبه، بدا الكاتب الصحفي طه النعمان أكثر حذرا ودعا لوقف المسيرة وتفويت الفرصة على عناصر النظام السابق.
وقال النعمان إن الوقت ليس مناسبا لتسيير المسيرات، لأن فلول الإخونجية يريدون تنفيذ مخططات “جهنمية” ظلوا ينسجون خيوطها من الإطاحة بهم.
وطالب النعمان شباب الثورة بالتسلح بالوعي والذكاء السياسي والتدابير الحكيمة، مشيرا إلى أن بإمكان الشباب الجلوس مع الحكومة ووضع مطالبهم على الطاولة.