السيسي يؤكد تمسك بلاده بانجاز المصالحة الفلسطينية
رئيس المخابرات المصرية يلتقي قادة الفصائل في غزة
بالتزامن مع وصول رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، إلى قطاع غزة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، تمسك بلاده بإنجاز المصالحة الفلسطينية في أقرب وقت.
وشدد السيسي على أن مصر “تدعم الشعب الفلسطيني وقادته”، مؤكدا على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير.
وتقود مصر منذ أيام جهودا حثيثة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، وضمان عدم تكرار التصعيد، الذي حدث قبل أيام قليلة.
وقد وصل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل إلى قطاع غزة، صباح الإثنين، لإجراء محادثات مع قيادة حركة حماس لبحث جهود تثبيت وقف إطلاق النار المتزامن بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بالإضافة إلى جهود إعادة إعمار القطاع.
ترحيب بالوفد المصري
وتجمّع عدد من أبناء القطاع أمام معبر بيت حانون شمالي غزة، لاستقبال عباس كامل، الذي التقى، الأحد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر إقامته في القدس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، بالإضافة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس.
وزينت ملصقات كبيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأعلام مصرية الشوارع في أنحاء القطاع، واصطف مئات خارج المعبر، ملوحين بالأعلام المصرية لدى مرور موكبه.
تثبيت وقف إطلاق النار
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة يحيى السنوار إننا ناقشنا مع المصريين كل تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار وكبح العدوان عن شعبنا.
وأضاف السنوار عقب لقاء قيادة الحركة مع وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل بغزة، أكّدنا أنّ مقاومتنا بألف خير وأيديها على الزناد لصدّ أي عدوان.
ونوه السنوار بأن حماس دعت المصريين وزعماء العالم لنزع صواعق التفجير بالساحة الفلسطينية، وكبح الاحتلال عن ممارساته في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن المصريين ناقشوا مع حماس ملف الإعمار والمنح الدولية لغزة لإعادة الإعمار، مؤكدا أننا على موعد قريب لكسر الحصار عن غزة وتوفير فرصة حياة كريمة لشعبنا بالقطاع.
ولفت إلى أنه يجب استغلال المناخ الدولي والبيئة الدولية الداعمة لنا أحسن استغلال.
تبادل الأسرى
وبشأن صفقة تبادل الأسرى، شدد السنوار على رفض الحركة لأي اشتراطات بموضوع تبادل الأسرى، مبينا أنه لا علاقة لهذا الموضوع بأي تخفيف أو أي إعمار أو كسر حصار غزة.
ونبه أنه لا مانع لدينا أن يسير المساران بشكل متوازٍ، لكن أيّ ربط بينهما هو مرفوض رفضًا قاطعًا.
وأكد، أن “المقاومة فرضت نفسها على العدو، وستكون هناك صفقة للإفراج عن الأسرى”.
وأشار إلى أنّ ملف تبادل الأسرى شهد حراكات خلال الفترة الماضية، لكن توقف بسبب ما تعيشه (دولة) الاحتلال، وجاهزون لمفاوضات عاجلة.
وأضاف: “واثقون أننا قادرون على انتزاع حقوقنا وسجلوا على لساني رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيدًا”.
لقاءات فلسطينية في القاهرة
وحول المصالحة والحوار، أوضح السنوار أنه سيتم خلال الأيام القادمة دعوة للقاءات فلسطينية واسعة في القاهرة في الأيام القادمة لنبدأ في حوار فلسطيني عميق جاد لإنهاء حالة الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني.
وقال: لننهض مرة واحدة كفلسطينيين موحدين مجتمعين تجتمع فينا المقاومة المسلحة مع العمل السياسي والدبلوماسي مع شرعية مؤسسات السلطة لننتزع حقوق شعبنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتحقيق آمال شعبنا على طريق التحرير والعودة.
وعبر السنوار عن تفاؤله رغم الظروف الصعبة، مضيفا: فما بالكم والمقاومة اليوم تفرض نفسها، ونفرض نفسنا على طاولة العالم، ونفرض على الإدارة الأمريكية أن تغير جدول أعمالها وأولوياتها فتصبح القضية الفلسطينية الأولى على جدول أعمال العالم.
مدينة مصر السكنية
وقالت مصادر في غزة، الاثنين، إن “رئيس المخابرات المصرية، سيضع الحجر الأساس لمدينة مصر السكنية، التي ستبنيها الحكومة المصرية بواسطة شركات وطنية”.
وأشار إلى أن “المشروع يعد باكورة إعمار غزة، ويضم 3 مراحل، وهو عبارة عن 10 آلاف وحدة سكنية على مساحة 400 ألف متر مربع”.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة كامل، جزء من مساعي القاهرة، لإحياء عملية السلام المتوقفة بين إسرائيل والفلسطينيين، وهي الأولى لرئيس للمخابرات المصرية إلى القطاع، منذ أوائل الألفية.
وقالت مصادر مصرية، إن “كامل توجه إلى قطاع غزة، لعقد لقاءات مع القوى والفصائل الفلسطينية، مصطحباً معه وزراء من السلطة الفلسطينية”.
اجتماع الفصائل
وفي الشأن الداخلي، طالبت مصر الفلسطينيين بالتوافق على “تشكيل حكومة وحدة وطنية”، تشرف على إعادة الاعمار.
وقال مسؤول في السلطة، إن “رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المخابرات المصرية اتفقا خلال لقائهما الأحد، على أن تقوم مصر بدعوة الفصائل إلى اجتماع قريب في القاهرة، يليه اجتماع ثنائي بين حركتي فتح وحماس، لبحث إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وفاق وطني، ودخول حماس في منظمة التحرير”.
لكن مسؤولين في “فتح” و”حماس”، قالوا إن “فرص تحقيق تقدم في هذه الحوارات ما زالت ضعيفة”.