السيسي يدعو لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم في غزة ونتنياهو يتوعد بمواصلة الإبادة للفلسطينيين

خلال احتفال نظمته وزارة الأوقاف المصرية، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أن “القاهرة تبذل كل ما بوسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة، فيما توعد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، بمواصلة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لتحقيق مزيد من الضغط على حركة حماس.
وقال السيسي في كلمته، إن مصر ستواصل السعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة والمضي بتنفيذ باقي مراحله، داعيًا الشركاء والأصدقاء لحشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
وكان الرئيس المصري، قد شدد أمس الثلاثاء، على “رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم”.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، مشيرةً إلى أن الاتصال استعرض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار، وتناول الأوضاع في سوريا ولبنان.
وشدد الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسباني على “رفضهما القاطع للعمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في القطاع”، مؤكدين “ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء التوغل الإسرائيلي البري في القطاع، وحتمية إنفاذ المساعدات الإنسانية”.
وأعرب رئيس الوزراء الإسباني عن ترحيب بلاده بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيراً إلى “توافق بلاده الكامل مع الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، وأهمية تنفيذ حل الدولتين كضمان وحيد لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب الشرق الأوسط”.
وتواصل مصر وقطر بالتعاون مع الولايات المتحدة جهود الوساطة لدفع إسرائيل وحركة “حماس” إلى الاستمرار في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في منتصف يناير.
القاهرة والدوحة تبحثان جهود تثبيت وقف إطلاق النار
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، إن وزيري خارجية مصر بدر عبد العاطي ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحثا جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.
وأضافت في بيان أن الوزيرين أكدا أهمية استمرار التنسيق المشترك لخفض التصعيد بالمنطقة.
وتبادل الوزيران، بحسب البيان، الرؤى بشأن سبل تهيئة الظروف لإعادة الإعمار في غزة، ونجاح مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أراضيهم.
مقترح مصري
وقالت مصادر أمنية لـ”رويترز”، الاثنين الماضي، إن مصر أجرت اتصالات الأسبوع الماضي، بخصوص مقترح جديد للتوصل إلى توافق لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت أن مصر اقترحت تحديد جدول زمني لإطلاق سراح جميع المحتجزين، مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أميركية.
وأشارت المصادر إلى أن المقترح المصري ينص على أن تطلق “حماس” كل أسبوع سراح 5 محتجزين، بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
وقالت المصادر الأمنية إن الولايات المتحدة و”حماس” وافقتا على الاقتراح، لكن إسرائيل لم ترد بعد.
نتنياهو يتوعد بمواصلة الإبادة
من جهته، توعد رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي الفاشي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، بمواصلة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة لتحقيق مزيد من الضغط على حركة حماس من أجل إطلاق أسراه هناك.
وقال نتنياهو في كلمة أمام الكنيست (البرلمان): “القتال في غزة مستمر. كلما أصرت حماس على رفضها إطلاق سراح رهائننا، زادت قوة الضغط الذي سنستخدمه أكثر”.
وأضاف: “أقول لحماس هذا (الضغط) يشمل الاستيلاء على أراض، ويشمل أشياء أخرى لن أسهب في الحديث عنها هنا” دون مزيد من التفاصيل.
وفي إشارة إلى عزمه مواصلة الإبادة في قطاع غزة قال نتنياهو مهددا: “عازمون على تحقيق كل أهداف الحرب، والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإعادة كل رهائننا”.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى الأربعاء 830 فلسطينيا وأصابت 1787 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأصدرت “أوامر الإخلاء”.
وترتكب إسرائيل مدعومة أمريكياً منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء.