السيسي يناقش مع لافروف أزمة سد النهضة
ويؤكد إن حقوق مصر في مياه النيل مسألة أمن قومي
أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الإثنين، إن عدم التوصل لحل لأزمة سد النهضة يؤثر بالسلب على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في القاهرة، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وقال السيسي “نولي قضية سد النهضة أقصى درجات الاهتمام في إطار الحفاظ على حقوقنا في مياه النيل وباعتبارها مسألة أمن قومي”.
وأضاف: “عدم الوصول لحل بشأن قضية سد النهضة من شأنه أن يؤثر بالسلب على أمن واستقرار المنطقة بالكامل”، وفق البيان ذاته.
وأوضح الرئيس المصري لوزير الخارجية الروسي “الموقف الاستراتيجي الثابت لمصر لإرساء الأمن في دول المنطقة المتأثرة بالنزاعات وإعادة بناء مؤسساتها”.
كما أكد على “ضرورة إخلاء ليبيا من المرتزقة وتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي تساهم في تأجيج الأزمة”.
موقف موسكو
بدورهأ أكد وزير الخارجية الروسي: “على موقف موسكو الثابت برفض المساس بالحقوق المائية التاريخية لمصر في مياه النيل ورفض الإجراءات الأحادية في هذا الصدد”.
وعبر لافروف عن تطلع بلاده إلى التوصل إلى حل لأزمة سد النهضة “يحقق مصالح كافة الأطراف من خلال المفاوضات وفي أقرب وقت ممكن”.
ووفق البيان، فإن مباحثات السيسي ولافروف تناولت عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ومنها التعاون على الصعيدين العسكري والأمني، بما فيها آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
كما تناول اللقاء الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر والمشاورات الجارية في هذا الإطار، فضلاً عن مشروع محطة الضبعة النووية، والإعداد للدورة القادمة للجنة الاقتصادية المشتركة.
وتعتزم إثيوبيا ملء السد للمرة الثانية خلال موسم الأمطار المقبل في يوليو/تموز وهو ما ترفضه دولتا المصب بشدة.
ومؤخرا تبادلت إثيوبيا الاتهامات مع مصر والسودان عقب إعلان فشل جولة مباحثات في كينشاسا بالكونغو الديمقراطية التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي.
الموقف الإثيوبي
قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، إن مصر والسودان أظهرا لبقية العالم أنهما مستمران في تسييس قضية سد النهضة وإضفاء الطابع الأمني عليها رغم أنها مسألة تقنية في الأساس.
وتابعت الوزارة في مقالة، عبر منصة “A Week in the Horn” التابعة لها، أن إثيوبيا تتفاوض مع طرف واحد هو مصر والسودان مجتمعين، لافتة إلى أنه لا فرق بين البلدين في تسييس وإضفاء الطابع الأمني على قضية سد النهضة، وكلاهما عازم على إنكار الحقوق السيادية للإثيوبيين اليوم، وليس هذا فحسب بل وأيضًا للجيل القادم، بحيث يتعين على إثيوبيا انتظار إحسان مصر والسودان لتنمية مواردها المائية.
وذكرت الخارجية أنه رغم كل المرونة التي أظهرتها إثيوبيا، لم يكن هناك أي مرونة من مصر والسودان، والواقع أن البلدين أعلنا فشل هذه الجولة في الرابع من أبريل الجاري بينما كان من المقرر أن تنتهي في اليوم التالي، لأنهم جاؤوا إلى كينشاسا بقرار مسبق بإجهاضها قبل أن تنتهي، بحسب المقالة.
وتابعت “لا تزال إثيوبيا تأمل وستظل تأمل في المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي من أجل حل النزاع على سد النهضة فقط على أساس الاستخدام العادل ورفض أي مطالبة بحقوق تاريخية (لمصر والسودان)”.
واختتمت المقال بأن “العالم الآن يرى قيادة مصر والسودان في وضع الترويج للحرب وتهديد إثيوبيا بأن جميع خياراتهما مطروحة على الطاولة، لكن هناك مقولة عربية تقول الهنجمة نصف القتال (مثل يقال لمن يتحدث عن نفسه وعن قوته كثيرا قبل دخول معركة) لكن في إثيوبيا لدينا مقولة مختلفة مفادها أنك لا تموت من الخوف بل تموت أثناء القتال، لذا فإن إثيوبيا لديها أيضًا جميع خياراتها على الطاولة”.
سامح شكري
وكان سامح شكري وزير الخارجية المصري، قد قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بالقاهرة إن الجانب الروسي يتفهم أهمية قضية سد النهضة بالنسبة لمصر.
وأضاف أن الدور الروسي في قضية سد النهضة مؤثر من خلال العلاقات الثنائية مع الدول الثلاث وما تملكه من ثقل دولي.
وأشار شكري إلى أن مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي تناولت أيضا الحديث عن أزمة سد النهضة والمباحثات الجارية والمفاوضات المؤخرة، واستمرار التنسيق للتوصل لاتفاق قانوني ملزم يحقق مصالح الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان وينزع فتيل الأزمة وأي عواقب من إجراءات أحادية تتخذ لها تأثيرات ضارة على دولتي مصر والسودان.