الصين تتوعد بالرد على الاستفزازات التجارية الأميركية
توعدت الصين بالرد على أي إجراءات أميركية تستهدفها، بما في ذلك آلية تستهدف تقييد الاستثمارات الأميركية في الكيانات الصينية، والتي تعمل الولايات المتحدة على تحضيرها، وشددت أنها “لن تقف مكتوفة أمام الاستفزازات التجارية الأميركية”.
وقال السفير الصيني واشنطن شيه فنج، خلال “منتدى أسبن الأمني” في كولورادو الأميركية، إن الصين “لا يمكنها البقاء صامتة” فيما تفرض الولايات المتحدة عقوبات وقيود على التصدير تصعب على بلاده تأمين احتياجاتها من التكنولوجيا الأميركية المتقدمة، بما في ذلك الرقائق الأكثر تطوراً، وفق ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وأضاف: “الحكومة الصينية لا يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي. نحن لن نقوم باستفزازات، ولكننا لن نتراجع أمام الاستفزاز، لذا، فإن الصين بالقطع ستقوم بالرد”.
تحديث قيود التصدير
وجاءت تصريحات السفير الصيني بينما تضع الإدارة الأميركية اللمسات الأخيرة على آلية لفحص الاستثمارات الأميركية في الكيانات الصينية، والمصممة للتدقيق في كمية رأس المال الأميركي المستثمر في كيانات صينية تعمل في مجالات أشباه الموصلات، والحوسبة الكمية، والذكاء الاصطناعي، والتي يمكنها مساعدة الجيش الصيني.
وشددت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، على “النطاق المحدود” لخطط القيود الأميركية، في مقابلة مع “بلومبرغ”، الاثنين، قالت خلالها إن القيود ستكون “محدودة الاستهداف”، مشيرة إلى أن هذا سيكون بمثابة تخفيف للقيود بالنسبة للشركات التي تسعى إلى الانفتاح على السوق الصينية أو المستثمرين المهتمين بتحقيق نمو اقتصادي أكبر”.
وتحضر وزارة التجارة الأميركية كذلك لتحديث مجموعة واسعة من قيود التصدير التي أصدرتها العام الماضي لإغلاق ثغرات، ما يصعب على شركات مثل “Nvidia” بيع أشباه الموصلات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين.
واتخذت الصين مؤخراً خطوات تم تفسيرها على أنها رد انتقامي على الولايات المتحدة وحلفائها، إذ قامت بكين عقب تحقيق بشأن شركة “مايكرون” الأميركية، بمنع بعض الكيانات الصينية في مايو، من شراء أشباه الموصلات التي تنتجها الشركة، في خطوة نظر إليها المسؤولين الأميركيين على أنها رد فعل انتقامي.
الستار الحديدي
وقال السفير الصيني شيه فنج خلال المنتدى الأمني: “نحن لا نأمل في اتخاذ إجراءات انتقامية كرد فعل. لا نريد حرباً تجارية أو تكنولوجية. نريد أن نودع الستار الحديدي، وستار السيليكون”.
وكان شيه يشير هنا إلى مصطلح الستار الحديدي الذي كان يصف الحدود المتخيلة بين الاتحاد السوفيتي والعالم الغربي.
وبشأن محاولات إحباط الجهود الصينية للحصول على الرقائق الأكثر تقدماً، قال السفير الصيني: “هذه القيود هي بمثابة إجبار الطرف الآخر على ارتداء بذلة سباحة قديمة في سباق سباحة، بينما ترتدي أنت نفسك بذلة من نوع سبيدو (بذلة سباحة حديثة)”.
وفي سياق متصل، رفض السفير الصيني محاولات جره للتعليق على غياب وزير الخارجية الصيني تشين جانج، والذي لم يظهر علناً منذ 25 يونيو الماضي.
وقال لدى سؤاله عن مكان الوزير: “شكراً لاهتمامكم”.
وكانت وزارة الخارجية الصينية ذكرت بعد نحو أسبوعين من غياب الوزير، أنه مريض، من دون الإدلاء بأي تفاصيل إضافية.
وسأل صحافيون أجانب في بكين وزارة الخارجية مراراً، عن موعد عودة تشين إلى العمل، ولكن المسؤولين كانوا يجيبون بأنهم ليس لديهم معلومات للإفصاح عنها.
وعند الإلحاح على شيه بشأن العلاقات الصينية مع روسيا، ورفض بكين إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، قال السفير الصيني: “إن من الطبيعي أن يحافظ البلدين الجارين على علاقات ودية”.
وفي سؤال عن الصفات الشخصية الجيدة التي يراها في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إنه لم يلتق الزعيم الروسي، ولكنه مازح الصحافيين بالقول إن الرئيس الأميركي السابق جورج دابليو بوش (2001 – 2009) قال مرة إنه نظر إلى عيني بوتين وأنه “وجده مباشراً وجديراً بالثقة”.
وتابع: “الرئيس بوش قال إنه نظر إلى عيني السيد بوتين، ورأى روحه، واعتقد أنه شخص موثوق”، قبل أن ينفجر السفير ضاحكاً.