الصين تستعد قتالياً في مضيق تايوان
أعلن جيش التحرير الشعبي الصيني، السبت، بدء مناورات عسكريّة تستمرّ ثلاثة أيّام في مضيق تايوان، تُشكّل “تحذيراً صارماً” موجّهًا إلى “القوّات الانفصالية” في الجزيرة.
وجاءت المناورات الصينية بعد أقل من 24 ساعة من عودة رئيسة تايوان تساي إينغ وين وين من الولايات المتحدة حيث التقت رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي الأربعاء، وسط معارضة من بكين التي هددت بـ”إجراءات انتقامية”، لكنها لم تتخذ رد فعل قوي حتى السبت.
وذكر المتحدّث باسم الجيش شي يي في بيان أنّ “هذه العمليّات هي بمثابة تحذير صارم ضدّ التواطؤ بين القوى الانفصاليّة الساعية لاستقلال تايوان والقوى الخارجيّة، وضدّ أنشطتها الاستفزازيّة”.
الاستعداد القتالي
وكشف الجيش الصيني السبت، أنّ الهدف من التدريبات العسكريّة التي تستمرّ ثلاثة أيّام هو “الاستعداد القتاليّ” في مضيق تايوان وسط توتّر مع الجزيرة بعد اجتماع الرئيسة التايوانيّة تساي إنج-وين مع رئيس مجلس النوّاب الأميركي.
وقالت قيادة المسرح الشرقي في جيش التحرير الشعبي الصيني إنّ مناورات “السيف الحادّ المتّحد” ستستمرّ من 8 إلى 10 أبريل وهدفها “الاستعداد القتالي”.
في بيان لجيش التحرير الشعبي، قال المتحدّث باسم المسرح الشرقي الكولونيل شي يي، إنّ مناورات “السيف الحادّ المتّحد” ستشمل تدريبات دوريّة للشرطة في مضيق تايوان.
ويُجري الجيش الصيني الاثنين تدريبات بالذخيرة الحيّة في مضيق تايوان قرب ساحل مقاطعة فوجيان (شرق) المُواجهة للجزيرة، حسبما أعلنت السلطات البحريّة المحلّية السبت.
وتقع المنطقة المعنيّة حول بينغتان، وهي أقرب نقطة في البرّ الرئيسي الصيني إلى تايوان، وفقًا للإحداثيّات التي أعطتها السلطات البحريّة في فوجيان الجمعة.
والتقت تساي السبت، مع وفد الكونغرس الأميركي برئاسة ماكول. وقالت إن الجزيرة تواجه “توسعاً استبدادياً مستمراً”، وفق “فرانس برس”.
وقالت تساي “واجهنا في السنوات الأخيرة نزعة توسعية استبدادية مستمرة”، مؤكدة أن تايوان “ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والدول الأخرى ذات العقلية المماثلة للدفاع بشكل مشترك عن قيم الحرية والديموقراطية”.
وتعتبر الصين جزيرة تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءا لا يتجزأ من أراضيها ولا تستبعد استعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
وزارة الدفاع التايوانية
من جهتها، دانت وزارة الدفاع التايوانية “الأفعال المتهورة (المناورات الصينية)”، متعهدة بالدفاع عن الأمن القومي للجزيرة بـ”استعداد قتالي عال”.
وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية على “تويتر” أنها أعطت أوامر للسفن البحرية وأنظمة الصواريخ بالرد على هذه الأنشطة. وقالت الوزارة إن تدريبات جيش التحرير الصيني، طوقت الجزيرة، مشيرة إلى أنها تراقب الوضع، وسترد باستخدام مواردها للدفاع عن البلد.
عقوبات صينية
وتأتي المناورات الصينية المكثفة، بعد رد فعل اعتبر “أقل حدة” على توقف تساي إينغ وين في الولايات المتحدة ولقائها مع رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي.
وفرضت الصين، الجمعة، عقوبات اعتبرت رمزية على مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في كاليفورنيا والتي احتضنت اللقاء بين تساي ومكارثي، ومعهد هدسون الذي استضاف تساي في 30 مارس لدى توقفها في نيويورك، وكذلك المندوبة التايوانية في واشنطن هسياو بي خيم. ولا تربط تلك المنظمات علاقات مع الصين يمكن للعقوبات التأثير عليها.
وأرسلت الصين، الجمعة، سفناً حربية إضافية، ومروحية، ومقاتلة إلى محيط تايوان، وجابت 3 سفن حربية صينية المياه المحيطة بالجزيرة، كما أفادت وزارة الدفاع التايوانية، مضيفة أنَّ طائرة مقاتلة ومروحية مضادَّة للغواصات عبرتا منطقة الدفاع الجوي في تايوان.
والأربعاء، قبل ساعات على اللقاء في كاليفورنيا بين تساي ومكارثي، المسؤول الثالث في الولايات المتحدة، عبرت حاملة الطائرات الصينية “شاندونج” مياه جنوب شرقي تايوان باتجاه غرب المحيط الهادئ.