الصين تقرر تعيين مدير جديد لمكتب الارتباط مع هونغ كونغ
قررت الصين تعيين مدير جديد لمكتب الارتباط مع هونغ كونغ، على ما ذكر الإعلام الرسمي السبت، في أهم تغيير منذ اندلاع الاحتجاجات المنادية بالديموقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم ذاتي قبل سبعة أشهر.
وتأتي إقالة مدير مكتب الارتباط، الهيئة التي تمثل الحكومة المركزية في هونغ كونغ، فيما تعاني المدينة من أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.
وقال التلفزيون الحكومي الصيني إن “وانغ زيمين أقيل من المنصب الذي يشغله على رأس مكتب الارتباط” لشؤون هونغ كونغ منذ 2017، وتم تعيين ليو هوينينغ مكانه، بدون أن تضيف أي تفاصيل.
لكن المنطقة البالغ عدد سكانها حوالى سبعة ملايين نسمة تشهد منذ حزيران/يونيو تظاهرات عنيفة انطلقت ضد مشروع قانون تم التخلي عنه لاحقا، يسمح بتسليم مطلوبين الى الصين.
إلا أن التظاهرات اتسعت وباتت تطالب بمزيد الحريات الديموقراطية، في أكبر تحد لبكين منذ ان أعادت بريطانيا المستعمرة السابقة إلى الصين في 1997.
وتخللت التظاهرات في أغلب الأحيان اشتباكات عنيفة بين المحتجين والشرطة، ودان وانغ المتظاهرين ووصفهم بأنهم “مشاغبون” يجب محاكمتهم.
واستهدف المتظاهرون مرات عدة مكتب الارتباط الذي يرمز إلى وجود بكين في هونغ كونغ. ورُشق المبنى بالبيض وخطت على جدرانه رسوم، الأمر الذي اعتبرته بكين أعمالا “غير مقبولة إطلاقا”، داعية إلى “معاقبة المذنبين”.
ويقوم المكتب الذي يتخذ مقرا له في هونغ كونغ، بتمثيل سلطة بكين في المدينة.
وبعد سحب مشروع قانون تسليم المجرمين، رفضت الحكومة الصينية وإدارة هونغ كونغ تقديم مزيد من التنازلات.
وشهدت المدينة هدوءاً أواخر تشرين الثاني/نوفمبر بعد الفوز الساحق للحراك المطالب بالديموقراطية في الانتخابات المحلية التي اعتبرت بمثابة استفتاء حول إدارة الحكومة المحلية المدعومة من بكين للأزمة.
وبموجب مبدأ “بلد واحد ونظامان”، تتمتع هونغ كونغ نظريا حتى 2047 بشبه استقلال وبحريات واسعة جدا لا وجود لها في أماكن أخرى في الصين، مثل قضاء مستقل وحرية التعبير.
ويطالب المتظاهرون بإجراء انتخابات حرة تماماً لاختيار قيادة المدينة، والعفو عن الآلاف الذين قُبض عليهم خلال الاحتجاجات، والتحقيق في سلوك الشرطة.
ونفت الصين الاتهامات بأنها تشن حملة على الحريات في المدينة، ورفضت مطالب المحتجين السياسية، مصورة الحراك على أنه مؤامرة مدعومة من الخارج.
كما واصلت دعمها لرئيسة السلطة المحلية في هونغ كونغ كاري لام التي تولت منصبها في 2017 ، بعد أن عملت سابقاً في عدد من المناصب في مكتب الاتصال.
وقالت لام في تصريح إنه ليس لديها “أي شك” في أن المدير الجديد لمكتب الاتصال سيساعد على “تشجيع ادماج هونغ كونغ في التطوير الشامل للبلاد، والتطوير الايجابي للعلاقات بين الصين وهونغ كونغ”.
كما شكرت وانغ لما قدمه لحكومتها من “دعم قوي .. والكثير من الثقة والتشجيع” خلال الأزمة.
وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر، وبعد تقارير إعلامية أفادت بأن بكين تدرس احتمال استبداله، تعهد وانغ بالاستمرار، وقال انه سيقدم الدعم الثابت لحكومة هونغ كونغ وقوة الشرطة في مسعى لإنهاء الأزمة.
وعمل مدير مكتب الارتباط الجديد في السابق حاكما لمقاطعة كينغاي، وتولى عدة مناصب رفيعة في الحزب الشيوعي في ولايتي كينغاي وشانخي، بحسب صحيفة “تشاينا ديلي” الحكومية.
ويأتي تعيينه بعد أسبوع من تعيينه نائبا لرئيس مجلس إدارة لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في البرلمان الصيني، بحسب الصحيفة.