العالم يرفض خطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطينيي

والفلسطينيون يرفعون شعار" فلسطين ليست للبيع"

جوبهت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين والسيطرة الأمريكية على قطاع غزة، برفض فلسطيني وعربي ودولي واسع، لما في ذلك من مساس بحق الشعب الفلسطيني بالعيش فوق أرضه، ويفتح الباب أمام انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني..

وكان ترامب قد أعلن رغبته في “إعادة تشكيل” قطاع غزة الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، وذلك عبر تهجيرهم إلى دول مجاورة مثل الأردن أو مصر، تمهيدا لإعادة تطوير القطاع عسكريا واقتصاديا، و”تحويله إلى ريفييرا الشرق الأوسط”، على حد تعبيره.

تهجير دائم أم مؤقت؟

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الاقتراح لا ينص على “ترحيل دائم”، بل هو “خروج موقت” للفلسطينيين، ريثما تتم إزالة الأنقاض والقنابل غير المنفجرة في القطاع المدمر بسبب الحرب، ومن ثم إعادة إعمار البنى التحتية، وخلق آلاف فرص العمل هناك.

ووصف روبيو هذه الخطوة بأنها “سخية جدا”، رأى روبيو أنها قد تمهد لإرساء استقرار طويل الأمد في المنطقة.

وعلى الرغم من دعوات الإدارة الأمريكية لإعادة إعمار غزة، أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الولايات المتحدة “لن تمول” أي عمليات إعادة بناء في القطاع.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، للصحافيين إن ترامب أبلغ المسؤولين بأن واشنطن ستركز على “التخطيط والإشراف” لا أكثر.

كما لفتت إلى عدم اتخاذ قرار بنشر جنود أمريكيين على الأرض في غزة “في الوقت الحاضر”.

وقوبل المقترح بسيل من ردود الفعل المنددة في مختلف أنحاء العالم، لا سيما بعدما أعلن الرئيس الأمريكي أن “الجميع يحبون” هذه الخطة، متجاهلا الاعتراض الحاد الذي أبداه الفلسطينيون ودول عربية وإسلامية عديدة.

غوتيرش

من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، مما وصفه بـ”تطهير عرقي” إذا مضت خطة السيطرة على غزة وترحيل سكانها قدما.

وأشار غوتيريش، في كلمة أمام لجنة أممية معنية بحقوق الفلسطينيين، إلى أن “جوهر ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف يكمن في حقهم في أن يعيشوا على أرضهم”، معتبرا أن أي مساس بهذا الحق يخرق القانون الدولي.

الأمم المتحدة

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إن البحث عن حلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب ألا يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

وأكد المتحدث نقلاً عن غوتيريش في نيويورك أنه لا بد من تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي للفلسطينيين، مشدداً على أن أي حلول للصراع يجب أن تكون في إطار القانون الدولي.

البرازيل

وقال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، إنه لا يمكن للعقل أن يستوعب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لتهجير فلسطينيي قطاع غزة وإعادة توطينهم في دول أخرى.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الأربعاء لإذاعة محلية، انتقد فيها خطة ترامب في الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

وأفاد أن “هذه الخطة لا تحمل أي معنى، لا يمكن لإنسان أن يستوعب ما قاله ترامب، وأتساءل فيما إن كان قد فكر أين سيعيش الفلسطينيون بأي بلد غير بلدهم؟”.

وأضاف أن الفلسطينيين هم من يمكنهم إعادة بناء منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم بغزة والعيش فيها بكرامة.

وأكد أن “الولايات المتحدة شاركت إسرائيل في جرائمها في قطاع غزة، ولذلك لا تحمل تصريحات ترامب بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول احتلال غزة واستيلائهم عليها، أي معنى”.

الرئيس الكولومبي

وانتقد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بشدة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة.

وقال بيترو -على منصة إكس- “سيبدؤون أسوأ الحروب، وذلك لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله، ولكن شعب الله ليسوا من البيض الأميركيين أو الإسرائيليين، فشعب الله هم البشرية”.

كندا

بدورها، قالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، في منشور عبر منصة “إكس”، الأربعاء، إن موقف كندا الثابت بشأن غزة لم يتغير، وإنها متمسكة بتحقيق “حل الدولتين”.

واقترح الرئيس دونالد ترمب، الثلاثاء، أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة وتجعل منها “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى.

الاتحاد الأوروبي

وقال متحدث باسم السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إن قطاع غزة يتعين أن يكون جزءا أساسياً من الدولة الفلسطينية المستقبلية، مضيفاً أن التكتل ملتزم بحل الدولتين.

وأضاف المتحدث: “اطلعنا على تعليقات الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب.. الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزماً بقوة بحل الدولتين، ويرى أنه المسار الوحيد للسلام طويل الأمد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”.

ملك الأردن

وأفاد الديوان الملكي الأردني، الأربعاء، بأن الملك عبد الله الثاني أكد للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال اتصال هاتفي، على ضرورة دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة.

وكان الملك عبد الله ناقش، في وقت سابق الأربعاء، “الأوضاع الخطيرة” في قطاع غزة وضرورة إيجاد مسار للسلام يقوم على مبدأ “حل الدولتين” خلال اتصالات هاتفية عدة مع زعماء في المنطقة.

السيسي

وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لدعم تنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الضمانة الأساسية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.

وأوضحت الرئاسة المصرية، في بيان، أن الرئيسين تبادلا خلال الاتصال الرؤى حول تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض السيسي الجهود المصرية لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، فضلاً عن جهود إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بهدف إنقاذه من المأساة الإنسانية التي يواجهها.

كما شدد الرئيس المصري على ضرورة التخطيط للبدء بشكل عاجل في جهود إعادة إعمار القطاع بما يسهم في استعادة الاستقرار لأهالي القطاع وجعله قابلاً للحياة، مؤكداً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لدعم تنفيذ “حل الدولتين”، الذي يمثل الضمانة الأساسية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.

أردوغان

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد قال الأربعاء، إنه يجب الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويتعين على المجتمع الدولي مواصلة الجهود من أجل حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأضاف أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير في أنقرة، أن تركيا ستواصل العمل مع ألمانيا في ما يخص ملفات إقليمية، مثل التطورات في سوريا وغزة وحرب أوكرانيا.

الإمارات

وأكد رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، خلال اتصال هاتفي، مع ملك الأردن عبد الله الثاني، على ضرورة إيجاد مسار للسلام العادل والشامل الذي يقوم على أساس “حل الدولتين” بما يضمن السلام والاستقرار الإقليميين، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام).

وأوضحت الوكالة أن الزعيمين بحثا أيضاً التطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، كما أكدا ضرورة تكثيف الجهود من أجل تعزيز أسباب الأمن والاستقرار في المنطقة ومنع توسيع الصراع فيها.

كما أكد الجانبان حرصهما المشترك على مواصلة التشاور الأخوي وتبادل وجهات النظر خاصة في ظل التطورات التي تمر بها المنطقة.

السعودية

وأكدت السعودية أنها “لن توافق على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل” ما لم تحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، بينما وصفت أبوظبي المقترح بأنه “مخالف تماما للقانون الدولي”، ورفضته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية باعتباره “ترويجا لسيناريو تهجير” مرفوض عربيا ودوليا.

المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين

واعتبر المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن مشروع السيطرة على غزة “مفاجئ جدا”.

بالمقابل، تعهد الإرهابي بتسلئيل سموتريتش الذي يشغل منصب وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، العمل على أن يتم “بشكل نهائي دفن الفكرة الخطرة” المتمثلة بإقامة دولة فلسطينية.

من جهتها، وصفت منظمة بتسيلم الإسرائيلية غير الحكومية خطة ترامب للقطاع بأنها “مجنونة”.

أما منظمة العفو الدولية “أمنستي”، فاعتبرت أن خطة ترامب “مروعة” و”غير قانونية”، معربة عن قلقها إزاء الطابع “التحريضي” لتصريحات سيد البيت الأبيض.

“هيومن رايتس ووتش

وقال عمر شاكر، مدير المكتب المعني بإسرائيل والفلسطينيين في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الأربعاء، إن تهجير الفلسطينيين سيكون عملاً شنيعاً من الناحية الأخلاقية، وذلك في رد فعل على الاقتراح الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة.

وقال المسؤول في المنظمة غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان لوكالة “رويترز”: “سيكون ذلك عملاً شنيعاً من الناحية الأخلاقية”.

فرانشيسكا ألبانيز

المقررة الأممية المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، قالت إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة “منافية للقانون وغير أخلاقية وغير مسؤولة على الإطلاق”، فيما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أن ذلك “سيكون ذلك عملاً شنيعاً من الناحية الأخلاقية”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالدنمارك، الأربعاء، أوضحت فيه أن الخطة الأمريكية من شأنها أن تزيد الوضع سوءًا.

ووصفت ألبانيز مقترح الرئيس الأمريكي بأنه “مجرد هراء”، مشددة أن ذلك “تحريض على جريمة التهجير القسري التي تعتبر جريمة دولية”.

ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أقوى، مضيفة: “لفترة طويلة، نظر المجتمع الدولي إلى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية يمكن حلها من خلال التنمية والحوافز الاقتصادية والمساعدات الإنسانية، وبصراحة هذا لم ينفع”.

“فلسطين ليست للبيع”

ميدانيا، أشعلت تصريحات ترامب الغضب في غزة، إذ أكد العديد من سكان القطاع رفضهم ما أسموه “مخطط التهجير”.

وقال حاتم عزام من مدينة رفح: “الشعب متجذر بأرضه”، فيما شدد الشاب أحمد الميناوي (24 عاما) على أن “فلسطين ليست للبيع”.

في إسرائيل، اعتبر النائب العربي في الكنيست منصور عباس، أن تنفيذ خطة الترحيل سيعني ارتكاب “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، داعيا إلى البحث عن بدائل تفضي إلى حل عادل يرسخ المصالحة والسلام بين الشعبين.

ويتضح أن التباين إزاء خطة ترامب للسيطرة الأمريكية على غزة لا يقتصر على موقف الفلسطينيين وحدهم، إذ تتوالى ردود الفعل الدولية المشككة في جدوى الخطوة، وسط تحذيرات من خطورة تهديد الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

وفي وقت تبدي فيه إدارة ترامب تمسكا بما تصفه بـ”الحل التنموي”، يظل مصير هذه المبادرة رهنا بتوازنات إقليمية وضغط دولي متصاعد لاحترام المعايير الإنسانية والقانونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى