الغرب يرسل أسلحة منتهية الصلاحية إلى أوكرانيا وبلدان لم تلتزم بتعهداتها
كشف السفير الأوكراني في بريطانيا فاديم بريستايكو، بأن الدول الغربية يرسل إلى أوكرانيا أسلحة منتهية الصلاحية، فيما أكدت مصادر أخرى أن الولايات المتحدة والبلدان الغربية لم تلتزم بتزويد كييف بالأسلحة التي وعدت بها.
وقال بريستايكو: “بعض المعدات منتهية الصلاحية، نحن نمزح حين نقول إذا كنت تريد التخلص منها، فأعطونا إياها، وسنرسلها في الاتجاه الصحيح.. في وقت السلم لن يتحدث أحد عن ذلك، لكن الآن لماذا لا؟”.
وأشار بريستايكو، إلى حدوث تطورات إيجابية مؤخرا في تزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية، ووفقا له، فإن شحنات أنظمة الدفاع الصاروخي “باتريوت” لم تكن متوقعة في كييف.
وقال: “لم نتوقع قط منظومة باتريوت.. في الواقع، هذه قمة الأنظمة المضادة للصواريخ.. لم تتم مناقشة هذا حتى، أعتقد أن الدبابات والمروحيات والطائرات ستكون أسهل بكثير الآن”.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت فرنسا عن إمداد أوكرانيا وألمانيا والولايات المتحدة بالدبابات الخفيفة (مركبات مشاة)، كما أعلنت ألمانيا عزمها إرسال منظومة “باتريوت” إلى كييف، بالإضافة إلى منظومة أخرى سبق أن وعدت بها الولايات المتحدة.
البنتاغون وعد ولم يلتزم
وعلى الرغم من حزم المساعدات الأميركية التي لا تتوقف إلى كييف، إلا أن ممثلين عن إدارة الرئيس جو بايدن، كشفوا أن البنتاغون يواجه صعوبات في تزويد أوكرانيا بأنظمة استطلاع وضرب نموذجية للتصدي للطائرات المسيرة من طراز Vampire.
وأضافت المصادر أن واشنطن كانت وعدت بتوريد هذا النوع من الأسلحة في أغسطس/آب من العام الماضي.
وبناء عليه، وقّع البنتاغون عقدا مع شركة التصنيع L3Harris Technologies في ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.
ومع ذلك، يبلغ حجم العقد حوالي 40 مليون دولار، وهو ما لا يكفي للكميات الكبيرة، وفقا لما ذكره تقرير لـ”وول ستريت جورنال”.
وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة ستسلم 4 مجمعاتVampire إلى أوكرانيا، في موعد لا يتجاوز منتصف هذا العام، كما ذكر أن 10 أنظمة أخرى ستكون من نفس النوع تحت تصرف كييف بحلول نهاية عام 2023.
أما أنظمة Vampire، فهي معدات صاروخ منفصلة معيارية للمركبات، وعبارة عن مجمع صغير الحجم مزود بوحدة استشعار مراقبة كروية وقاذفة لأربعة صواريخ صغيرة.
ووفقا لمطوري النظام، يتم تثبيت Vampire على منصة سيارة في غضون ساعتين فقط.
كما يمكن التحكم فيها بواسطة شخص واحد، ويمكن أيضاً للصواريخ المجهزة بالسلاح أن تصيب أهدافا جوية وبرية.
يشار إلى أن قيمة المساعدات الأميركية للجهود الحربية الأوكرانية كانت ارتفعت خلال الآونة الأخيرة إلى مليارات الدولارات.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت قبل أشهر، أن المساعدة الأميركية ستدعم العمليات الحكومية الأساسية، وتساهم في تخفيف معاناة الشعب الأوكراني، وستعزز المقاومة الأوكرانية.
تحفظ إيطالي
أفادت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، الاثنين، بأن روما لن تتخذ أي قرار بشأن تقديم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا قبل فبراير، بسبب “توترات سياسية واعتبارات تتعلق بالتكلفة ووجود نقص في المعدات العسكرية”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أسبوعين إن إيطاليا تدرس إمداد بلاده بدفاعات جوية، بعد مكالمة هاتفية مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني أعادت فيها تأكيد “دعم حكومتها الكامل” لأوكرانيا.
لكن، بعد ذلك بفترة وجيزة، جاءت لهجة وزير الدفاع الإيطالية جويدو كروزيتو متحفظة بشأن ما إذا كانت بلاده قادرة على إمداد أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تحددها، قولها إن ميلوني، الداعمة بشدة لكييف تواجه معارضة في ما يتعلق باعتماد قرار لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا من حليفيها اليمينيين ماتيو سالفيني وسيلفيو برلسكوني اللذين يرتبطان بعلاقات طويلة الأمد مع روسيا.
إلا أن مصادر من حزبي “الرابطة” الذي ينتمي له سالفيني و”إيطاليا إلى الأمام” الذي ينتمي إليه برلسكوني، نفت وجود أي مشكلة تتعلق بالقرار.
وكتبت “لا ريبوبليكا” أن هناك مشكلة أخرى تعرقل القرار تتمثل في السحب من منظومات الدفاع الجوي الخاصة بالجيش الإيطالي، إذ إن 2 من أصل 5 بطاريات صواريخ منها، مخصصة بالفعل للكويت وسلوفاكيا.
وهناك مبعث ثالث للقلق، وفقاً للصحيفة اليومية، هو تكلفة الأسلحة التي من المفترض إرسالها إلى كييف.
ويضغط زيلينسكي على حلفاء أوكرانيا الغربيين لتكثيف المساعدات العسكرية للمساعدة في التصدي لهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية على البنية التحتية المدنية.
وأرسلت إيطاليا تحت قيادة رئيس الوزراء السابق ماريو دراجي 5 حزم مساعدات إلى كييف تضمنت إمدادات عسكرية.
ولطالما أشارت تقارير غربية إلى أن الأزمة في أوكرانيا أدت إلى استنفاد مخزون الأسلحة في دول “الناتو”، مما لا يجزم إمكانية بقاء مسيرة تدفق المساعدة العسكرية لكييف على نفس الوتيرة.