الغنوشي يدين عنف حلفائه من التيار الإخونجي في البرلمان التونسي
الكتلة الديمقراطية تعلن تعليق اعتصامها الاحتجاجي داخل البرلمان
بعد رفضه لادانة العنف وعمليات الترهيب التي يمارسها نواب من التيار الإخونجي تحت قبة البرلمان، اضطر أخيراً، راشد الغنوشي، وتحت وطأة الضغوط ، لادانة العنف الذي مارسته حلفائه في كتلة “ائتلاف الكرامة”، وذراعه البرلماني، ضد نواب من الكتلة الديمقراطية.
وقال الغنوشي رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة الإخونجية، في بيان صدر عنه، مساء الجمعة: “أن العنف المادي الذي صدر عن بعض نواب كتلة “ائتلاف الكرامة”، “يعتبر سابقة خطيرة يجب ألا تتكرّر”، وهو موقف يأتي استجابة لضغوط الكتلة الديمقراطية التي دخلت في اعتصام مفتوح منذ الشهر الماضي تطور إلى إضراب عن الطعام، احتجاجا على ممارسات رئيسه الغنوشي وتبنيه وتشريعه للعنف داخل المؤسسة التشريعية، أسفر عن تدهور صحة بعض النواب.
وتعود الحادثة، إلى جلسة يوم 7 ديسمبر المخصّصة لمناقشة قانون ميزانية 2021، عندما قام نواب كتلة “ائتلاف الكرامة” بالاعتداء على النائب بالكتلة الديمقراطية أنور بن الشاهد، ما تسبب له في إصابة بالرأس، ومهاجمة زميلاته سامية عبّو وأمل السعيدي، وما نتج عنها من تجاذبات وصدامات عرقلت المداولات وأدخلت المؤسسة التشريعية في حالة من الفوضى والخلافات التي انعكست على المشهد السياسي.
وبعد نجاحها في فرض مطالبها وإجبار الغنوشي على إصدار بيان يدين عنف كتلة “ائتلاف الكرامة”، أعلنت الكتلة الديمقراطية (40 نائبا) تعليق اعتصام نوابها داخل البرلمان.
وكانت كل من النائبتين التونسيتين منية العياري وسامية عبو، من نواب الكتلة الديمقراطية، اليوم الاثنين، أعلنتا عقب حادثة الاعتداء دخولهما في إضراب عن الطعام داخل البرلمان، احتجاجاً على العنف الذي يمارسه إخونجية تونس.
جاء إعلان النائبتين عن الاعتصام والإضراب عن الطعام في أعقاب رفض رئيس حركة النهضة الإخونجية راشد الغنوشي، إصدار بيان تنديد بالعنف الذي مارسه رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف مخلوف ضد النائب أنور بالشاهد
وكان مخلوف قد اعتدى بآلة حادة على النائب أنور الشاهد، ما تسبب له في جرح عميق وإصابات متفرقة في الجسد.
وجاء في بيان الكتلة الديمقراطية ( تضم كل من حركة الشعب القومية والتيار الديمقراطي ذي التوجهات الاجتماعية ) أن عنف تنظيم الإخونجية مثل صدمة للتونسيين داخل المجلس وخارجه، ووصمة عار في تاريخه.
وقال البيان أن عنف الإخونجية هو” تتويج لمنهج تدرجوا فيه من الاعتداء المعنوي على الدولة المدنية إلى تقسيم التونسيين على أساس عقائدي، إلى تهديد المخالفين لهم “بكسر الأنوف”، إلى منع مؤسسات المجلس من الانعقاد، وصولا إلى التعنيف الجسدي” .
واتهمت النائبة سامية عبو، إحدى مؤسسات حزب التيار الذي حصل على 22 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، راشد الغنوشي وسيف مخلوف بالقيام بعمليات تبييض الأموال .
وطالبت في تصريحات إعلامية السلطات القضائية التونسية إلى ضرورة التحقيق في ثروة الغنوشي وارتباطاته الخارجية.
من جهته، لم يستبعد النائب عن الكتلة الديمقراطية هشام العجبوني سحب الثقة من راشد الغنوشي، معتبرا في تصريحات صحافية أن ” الغنوشي أضر بسير عمل البرلمان من خلال مساندته اللامشروطة لكتلة ائتلاف الكرامة”.
ووصف كتلة ائتلاف الكرامة بالجناح المتطرف لحركة النهضة الإخونجية والذي تتمثل مهمته في القيام بالمهمات القذرة.
ويمثل اعتصام الكتلة الديمقراطية هو الثاني في العهدة النيابية الي انطلقت منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019، بعد اعتصام كتلة الدستوري الحر (16مقعدا ) ضد الغنوشي وتنظيمه الإخونجي.
ويبدو أن العنف هو السمة المشتركة لسلوك كل التنظيمات الإخونجية في العالم ،حيث هدد الغنوشي في أخر ظهور إعلامي له، التونسيين إما بقبول احركة لنهضة الإخونجية في الحوار الوطني أو الذهاب إلى الاقتتال .