القاهرة تتحدث عن “مؤشرات إيجابية” لتمديد الهدنة في غزة
إسرائيل تصعّد من حربها على الفلسطينيين في الضفة
قال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، السبت، إن اتصالات مكثفة تجريها القاهرة حالياً مع إسرائيل وحركة حماس، لتمديد فترة الهدنة التي بدأ سريانها الجمعة ولمدة أربعة أيام، لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من الأسرى، موضحاً أن القاهرة تلقت حتى الآن “مؤشرات إيجابية” من كافة الأطراف.
فيما أكد مسؤول مطّلع إن وفداً قطرياً زار إسرائيل السبت، لبحث إمكانية تمديد الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، مشيراً إلى أن فريق العمليات القطري نسّق أيضاً مع مسؤولين إسرائيليين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين دون عوائق.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن مسؤولين قطريين وإسرائيليين بحثوا التوصل إلى صفقات مستقبلية بين “حماس” وإسرائيل في الأيام المقبلة، ولم تذكر الهيئة مزيداً من التفاصيل.
بينما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول مشارك في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، قوله إن التقارير المتعلقة بتمديد الهدنة القصيرة بين الطرفين بـ”غير صحيحة”.
وأضاف أنه “من غير المرجح إلى حد كبير أن يتم الانتهاء من أي اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت، قبل يوم أو حتى ساعات من انتهاء الهدنة”.
وتعهد كلا الطرفين بالعودة إلى القتال، وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح المسلح لحماس في رسالة مصورة إن هذه “هدنة مؤقتة” ودعا إلى”تصعيد المواجهة… على كل جبهات المقاومة” بما في ذلك الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت باللهجة نفسها قائلاً “ستكون هذه فترة توقف قصيرة، وفي نهايتها ستستمر الحرب والقتال بقوة كبيرة”.
تبادل الأسرى
وبموجب شروط الهدنة المؤقتة، سيُفرج عن 50 من النساء والأطفال من الرهائن على مدى أربعة أيام مقابل 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين من بين آلاف المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل إن الهدنة ربما يجري تمديدها إذا أُفرج عن مزيد من الرهائن بمعدل 10 رهائن يومياً.
وأطلقت حركة حماس الجمعة، سراح 24 من الأسرى لديها، بينهم 13 من الجنسية الإسرائيلية بعضهم من مزدوجي الجنسية، بالإضافة إلى 10 مواطنين تايلنديين ومواطن فلبيني الجمعة، فيما أفرجت إسرائيل عن 39 أسيراً من النساء والأطفال كانوا محتجزين في سجونها.
وباغتت حركة “حماس” إسرائيل بهجوم كبير في السابع من أكتوبر، أدى إلى سقوط 1200 شخص، واحتجزت نحو 240 رهينة، وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة على مدار 48 يوماً، وقتل نحو 14800، ألفاً من سكان القطاع منهم نحو 40 بالمئة من الأطفال.
واستدعى عدد الضحايا المدنيين في غزة تنديدات دولية واحتجاجات حتى في الولايات المتحدة الحليفة الوثيقة لإسرائيل.
تصعيد إسرائيلي في الضفة
وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، اليوم الأحد، بارتفاع عدد ضحايا الاقتحامات في الضفة الغربية المحتلة وقصف بطائرة مسيرة في جنين نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى ستة شهداء بينهم طفل.
وقالت الوكالة إن شابا فلسطينيا قتل وثلاثة آخرون أصيبوا فجر اليوم إثر قصف بطائرة مسيرة إسرائيلية استهدف منزلا في مخيم جنين، ونقلت عن شهود عيان أن صاروخا واحدا على الأقل أطلق على المنزل الواقع في محيط مستشفى خليل سليمان الحكومي.
وقالت الوكالة إن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان لنقل المصابين.
وذكرت أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ترافقها جرافة عسكرية اقتحمت مدينة جنين من عدة محاور وسط إطلاق أعيرة نارية وحاصرت المستشفى الحكومي ومقر جمعية الهلال الأحمر ومستشفى ابن سينا، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة.
كما أضافت أن القوات جرّفت عدة شوارع في أحياء المدينة وأطراف مخيم جنين وداهمت عدداً من المنازل في منطقة الجابريات والهدف وطلعة الغبز وأطراف المخيم.
وأشارت إلى مقتل أربعة مواطنين آخرين بينهم طفل وإصابة ستة آخرين بالرصاص الحي الليلة خلال اقتحام القوات جنين.
وكان المركز الفلسطيني للإعلام أفاد بوقوع انفجار وصفه بالضخم في المخيم واندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، ونشر عبر حسابه على تليغرام لقطات تظهر تصاعد دخان.
ونقلت الوكالة عن مصادر أن سماء المدينة شهدت تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع، إضافة إلى انتشار مكثف للقوات في أحياء جنين ومنطقة شارع حيفا غربا.