القوات السورية تعلن استعادة السيطرة بشكل كامل على معظم مناطق الغوطة الشرقية
أعلن الجيش السوري السبت بسط سيطرته بشكل كامل على معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية وأنه مستمر في حملته العسكرية ضد دوما وهي آخر معقل للمعارضة في المنطقة. وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد عن اتفاق جزئي لإجلاء مدنيين من دوما.
قالت قيادة الجيش السوري السبت إن قواتها استعادت السيطرة على أغلب المدن والبلدات في الغوطة الشرقيةبريف دمشق، وأنها تواصل عملياتها العسكرية ضد آخر معقل للمعارضة بالمنطقة، مدينة دوما.
ونقل التلفزيون السوري بيانا للجيش، قال إن “الحملة التي استمرت لأسابيع نجحت في تحقيق الأمن للعاصمة وأدت أيضا إلى تأمين الطرق السريعة، بين دمشق والمناطق الوسطى والشمالية والساحلية وكذلك مع المنطقة الشرقية عبر البادية وصولا إلى الحدود العراقية“.
وكانت آخر دفعة من المقاتلين وعائلاتهم قد خرجت من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في وقت سابق، بعد سقوط مدن أخرى في قبضة النظام، ولم يتبق تحت سيطرة مقاتلي المعارضة سوى مدينة دوما. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي كبار قادة الجيش يسلكون الطريق نفسه الذي استخدمته قافلة المسلحين وعائلاتهم.
وترك عشرات الآلاف المنطقة التي كانت تمثل مركزا تجاريا وصناعيا مهما وتعج بالحركة في ريف دمشق الشرقي، والتي كان يقطنها قبل تفجر الصراع نحو مليوني نسمة.
وتحاصر قوات الحكومة السورية دوما. ولا يزال هناك عشرات آلاف المدنيين في المدينة. وقالت القيادة إن العمليات العسكرية في ضواحي مدينة دوما، الخاضعة لسيطرة فصيل “جيش الإسلام”، مستمرة.
اتفاق جزئي حول دوما!
وتوصل فصيل “جيش الإسلام” وروسيا إلى أول اتفاق يقضي بإجلاء مدنيين من مدينة دوما، آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة حول مستقبل المقاتلين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان . الأحد
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “الاتفاق الجزئي يقضي بإجلاء مئات المدنيين الراغبين فقط بالخروج إلى إدلب” في شمال غرب سوريا.
وأعلنت اللجنة المدنية المشاركة في المفاوضات مع روسيا مساء السبت عن اتفاق لـ” إخراج الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري“، من دون أن توضح ما هي تلك الحالات وموعد بدء تنفيذ الإجلاء.
ولم يتضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستمهد الطريق أمام التوصل لاتفاق أوسع لإجلاء المقاتلين في ترتيب مماثل لاتفاق توصلت إليه فصيل “فيلق الرحمن” مع موسكو وسمح لمعظم مقاتليها بمغادرة المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.
وقال رئيس المكتب السياسي لفصيل “جيش الإسلام” ياسر دلوان مساء السبت إن المفاوضات مستمرة لكن “لم يتم التوصل إلى اتفاق”، مشيرا إلى أن “الأجواء إيجابية”.
وقال بيان الجيش “تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما لتخليصها من الإرهاب”.
حملة ضد المدنيين؟
ومن شأن استعادة الحكومة السيطرة على دوما أن تلحق أكبر هزيمة بمقاتلي المعارضة منذ2016 وتطردهم من آخر معقل كبير لهم قرب العاصمة. وكانت المدينة المركز الرئيسي للاحتجاجات في ريف دمشق ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي أشعلت الصراع قبل سبع سنوات.
ويقول الجيش إن المئات من مسلحي المعارضة قتلوا في الهجوم الشرس، بينما تشير المعارضة إلى أن الجيش السوري شن حملة جوية بلا هوادة استخدم خلالها القنابل الحارقة وغاز الكلور، لإضعاف معنويات المعارضة باستهداف مناطق المدنيين.
ويؤكد مسلحو المعارضة أن القصف العشوائي أجبرهم على الإذعان والموافقة على اتفاقات تضطرهم إلى الموافقة على السلام أو المغادرة إلى مناطق أخرى خاضعة للمعارضة، بعد أسابيع من القصف والحصار الذي منع الغذاء من الوصول للمنطقة.
حزام أمني حول دمشق!
وأكد الجيش من جديد أن استرداد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة سيوقف الهجمات الصاروخية على العاصمة. وينفي مقتل عدد كبير من المدنيين في القصف، ويقول مسعفون وسكان إن القصف حول أحياء كاملة إلى ركام في مناطق كثيفة السكان حيث كان يعيش ما لا يقل عن350 ألف شخص.
ويقول محللون عسكريون إن الهدف الرئيسي للحملة كان استكمال حزام أمني حول العاصمة. وقال الأسد في الآونة الأخيرة إن تأمين الغوطة الشرقية أحبط مؤامرات خصومه الأجانب لإسقاطه.
وقال بيان الجيش “استعادة القرى والبلدات تحققت بعد أن قضت وحدات الجيش على مئات الإرهابيين ودمرت مقرات قياداتهم وتجمعاتهم وتحصيناتهم وأسلحتهم وعتادهم، بما في ذلك مصانع ومعامل للمدافع والصواريخ والقذائف المختلفة.”
رشق الحافلات بالحجارة والأحذية!
وغادر آلاف الأشخاص وبينهم مقاتلون وأسرهم ومدنيون الغوطة الشرقية إلى شمال غرب سوريا في قوافل حافلات بعد أن منحتها الحكومة ممرا آمنا إلى محافظة إدلب.
وقال كثيرون من الذين وصلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في رحلة شاقة عبر قرى تسيطر عليها الحكومة إن كثيرا من السكان كانوا يرشقون حافلاتهم بالحجارة والأحذية.
وقال مسعفون إن الهجوم المدعوم من روسيا في الغوطة الشرقية أدى إلى مقتل ما يربو على1600 مدني فضلا عن إصابة الآلاف. وتقول السلطات إن نحو 150 ألف شخص نزحوا من الغوطة الشرقية.
وبدأ النزاع السوري باحتجاجات طالبت بإسقاط نظام الأسد وإنهاء حكمه للبلاد في 15 آذار/مارس2011 ، لكنه سرعان ما اجتذب قوى إقليمية ودولية تدخلت عسكريا وأدى إلى فرار الملايين من ديارهم.