المبعوث الروسي للشرق الأوسط يلتقي بممثلين عن سيف الإسلام القذافي
مباحثات من أجل التسوية الشاملة للأزمة الليبية
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص بالشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، استقبل مفتاح الورفلي وعمر أبو إشريدة، ممثلين عن حركة “سيف الإسلام القذافي”.
وأجرى الجانبان مباحثات بشأن الوضع الحالي في ليبيا وما حولها، مع التركيز على مشكلة التسوية الشاملة للأزمة الليبية طبقا لقرارات مؤتمر برلين الدولي وأحكام قرار مجلس الأمن رقم 2510، بحسب ما أوضحه بيان صحفي للخارجية الروسية،
وأكد البيان إلى أن الجانب الروسي على أهمية ضمان الطابع الشامل للحوار الليبي، وأكد مجددا دعمه الثابت لوحدة ليبيا وسلامة أراضيها وسيادتها.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، قد دعا الإثنين الماضي، القوى السياسية المختلفة في ليبيا، بما في ذلك أنصار الزعيم الراحل معمر القذافي، للمشاركة في الحوار الوطني الليبي.
وشدد نائب الوزير، على أن روسيا تنطلق من أن المسؤولية الرئيسية في اتخاذ مثل هذه القرارات المهمة، تقع على عاتق الليبيين أنفسهم.
وقال: “يجب وضع مثل هذه القرارات في إطار حوار وطني على أوسع نطاق ممكن، وذلك بمشاركة القوى السياسية الليبية، بما في ذلك قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وأنصار الزعيم السابق معمر القذافي.
كما أكد فيرشينين، أن الأمم المتحدة مدعوة بلا شك للعب دورها، من خلال تقديم المساعدة الفنية والتنظيمية الممكنة مع احترام سيادة البلاد.
وتشهد الساحة الليبية إرهاصات لتغير فى المشهد السياسى والعسكرى خلال الأشهر الماضية، وذلك بعد تآكل شرعية حكومة السراج غير الدستورية وانحسار نفوذها داخل العاصمة الليبية، بالإضافة إلى الصراع بين مصراتة وطرابلس على مراكز النفوذ والسيطرة فى المنطقة الغربية.
ونجح أنصار النظام الليبى السابق وتيار سيف الإسلام القذافى فى فرض رؤيتهم على البعثة الأممية التى أدركت الخطأ الفادح الذى ارتكبه مارتن كوبلر بتهميش أنصار النظام السابق عن اتفاق الصخيرات الموقع عام 2015، وبات أنصار النظام السابق طرفا رئيسيا وأساسيا فى معادلة الحل السياسى بل والعسكرى في ليبيا.
وانخرط عدد كبير من أبناء المنطقة الغربية في صفوف أنصار النظام السابق ومنهم من أيد أحداث 17 فبراير 2011 وهو ما يؤكد صعود نجم هذا التيار الذى يهيمن أنصاره على عدد مدن المنطقة الغربية ولديهم قدرة على تغيير المعادلة السياسية وفك الاشتباك بين الكيانات السياسية والعسكرية.
وطرح تيار سيف الإسلام القذافي مبادرة لحل الأزمة تتمثل فى عقد مؤتمر تأسيسى لوضع خريطة طريق للحل، تسمح بتمثيل كافة المناطق الجغرافية والمجالس البلدية والقبائل وبعض الرموز السياسية والاجتماعية والثقافية، والدخول فى مرحلة انتقالية بحد أقصى عام للترتيب للانتخابات الرئاسية والتشريعية فى البلاد.
وأجرت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز مشاورات مع أنصار النظام الليبى السابق خلال زيارتها سابقة للقاهرة، حيث جرى التشاور حول تحركات البعثة لاستئناف العملية السياسية في جنيف وتوسيع دائرة المشاركة في الحوار السياسى بحيث تضم ممثلين عن تيار سيف الإسلام القذافى وأنصار النظام السابق باعتبارهم جزء رئيسى في المعادلة السياسية والعسكرية الليبية.
وتسعى البعثة الأممية إلى معالجة أخطاء الماضى عبر إشراك عدد أكبر من الأطياف السياسية والاجتماعية والثقافية الليبية في الحوار السياسى المزمع عقده قريبا في جنيف، حيث لاحظ مؤتمر برلين وجود فجوات في الاتفاق السياسى الموقع في مدينة الصخيرات المغربية عام 2015، وقد وصفت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا ستيفانى وليامز أنصار النظام السابق بالمجموعة التى لديها وجود ملحوظ على الأرض ورغبة فى الانضمام للعملية السياسية التي تؤدى فى نهاية المطاف لانتخابات.
وتتعاظم فرص أنصار القذافي في ظل صراع ميليشيات طرابلس ومصراتة على النفوذ داخل العاصمة، وهو ما أدى إلى انفجار شعبى تمخض عنه حراك 23 أغسطس الذى يطالب بإسقاط كافة الأجسام السياسية الحالية وتشكيل حكومة مصغرة إلى حين إجراء انتخابات في البلاد.
ويرى المتابعون أن فرصة تيار القذافي كبيرة بفى تولية المسئولية بالبلاد وإدخال البلاد في صراعات مسلحة وحرب نفوذ على السلطة والنفط، ما أدى لانصراف عدد كبير من الداعمين لتيار فبراير والانخراط مجددا في تيار أنصار النظام السابق الذى لديه حضور واضح واتصالات مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية ومنظمات أبرزها الاتحاد الإفريقى.