المجتمع المدني والاختراق الإخواني
المجتمع المدني هو الباب الخلفي لاختراق جماعة الإخوان الإرهابية المجتمعات والتسلل إلى مفاصلها.
ويأتي مثل هذا الاختراق قبيل الهدف الأهم للإخوان، وهو الوصول إلى التحكم في أفكار الشعب والاستيلاء على الحكم.
فدائمًا ما تقدم جماعة الإخوان الإرهابية نفسها عبر عمل خيري ودعوي وإغاثي كواجهة لعملها الأصلي، حتى إذا ما نجحت في الوصول عبر ادعاء خدمة الجماهير، واطمأنوا إلى شعبيتهم الخدّاعة، تجدهم يُطالبون بإنشاء أذرع سياسية، ثم ينقلبون على السلطة في الظرف والوقت المناسبَيْن.
الإخوان لا يقبلون أي مشاركة سياسية في المجتمعات التي يحاولون اختراقها، يصبرون جيدا على حصد نتائج خططهم الخبيثة، حتى إذا ما شعروا بقوة ما، أسرعوا الخطى إلى عملهم لاحتكار الحكم، ولا يوقفهم عن ذلك أي شيء ويستخدمون في سبيله كل عنف وإرهاب.
يتعامل الإخوان بمرونة إزاء وسائل الاختراق المختلفة، فقد نجد تنظيمهم الإرهابي ينزع إلى إنشاء المشاريع الاقتصادية في البلدان الأوروبية، ثم يستخدم هذه الأموال في شراء بعض الصحف والقنوات الفضائية التي تعبر عنهم.
اختراق بعض المجتمعات الأوروبية
فوسيلة التنظيم في اختراق بعض المجتمعات الأوروبية تلخصت في الاستيلاء على بعض المراكز الإسلامية، ليقدموا أنفسهم على أنهم “الإسلام”، يتحدثون باسمه، فيما هم لا يعنيهم إلا تنظيمهم، ويكون هدفهم الرئيسي هو التأثير في المجتمعات الأوروبية بأيديولوجيتهم، ومحاولة استمالة هذه المجتمعات لتكون داعمة للتنظيم في مواجهة مجتمعاتهم العربية التي جاؤوا منها.
لقد قدمت جماعة الإخوان الإرهابية نفسها في مصر في حقبة التسعينيات من القرن الماضي من خلال العمل النقابي والمهني، وقدمت عناصر الإخوان نفسها للمهنيين على أنهم “دعاة عمل خيري”، واستمروا على هذه الحال سنوات حتى كوّنوا قاعدة شعبية سرعان ما استخدموها في الوصول إلى الحكم، لكن هذه المنهجية كشفتها الشعوب العربية وصارت أكثر حرصا إزاءها، خاصة بعد ما حدث في فوضى ما سُمّي “الريع العربي”.
ما فعله الإخوان في مصر يحاولون تقليده في كل مكان يذهبون إليه، لكنهم يطعنون الأراضي التي تستقبلهم كلاجئين، رغم عيشهم على خيراتها عشرات السنين، فيما يبقى حسن البنا، مؤسس تنظيمهم، هو قدوتهم، وهو ما يدل على أن الإخوان لا يعملون إلا لصالح التنظيم الإرهابي الذين ينتمون إليه.
نعود إلى مؤسسات المجتمع المدني، التي غالبا ما يتخذها الإخوان حصان طروادة للتسلل إلى المجتمعات واختراقها، فالدول العربية أدركت هذا الخطر، فوضعت آليات لمواجهة سرطان تنظيم الإخوان، الذي صب هجومه الفارغ على الدول التي كشفت ألاعيبه، عبر ذباب الإخوان الإلكتروني، الذي يدعي أن هذه الدول إنما “تقف ضد العمل الخيري والدعوي”!
وسائل ضغط وليّ ذراع للحقائق لا أكثر ولا أقل..
فلا أحد يمكنه أن يصدق حرفا من الإخوان بعد هذه السنوات الصعبة التي عاشتها بعض الشعوب العربية مع هذا التنظيم الملوث.. كما أن العمل الدعوي والخيري لا يمكن بحال أن يتسم به الإخوان، وإلا كانوا على الأقل أوقفوا رصاصهم نحو صدور أبناء الشعوب العربية، كما لا يمكن أن يصدق عاقل أن دول المنطقة، التي ترعى الخير والسلام في العالم كله، تقف في وجه الخير والتعمير في المنطقة، كذلك فإن ما يفسد على التنظيم هذه الألاعيب والحجج الواهية هو وعي الشعوب العربية، التي صارت على يقين من حقيقة الإخوان، علاوة على النهضة الاقتصادية والتنموية في كثير من بلدان المنطقة، ما يمثل صمام أمان أمام انتشار مثل هذا التنظيم الإرهابي وأذنابه.
محاولات إعادة تغيير الجلد، التي يقوم بها التنظيم الإخواني حاليا، ستفشل، إذ إنه لم يعد لديه ما يقدمه، كذلك فإن الشعوب لم تنسَ -ولن تنسى- ما فعله التنظيم بأوطانهم.
تنظيم الإخوان الإرهابي مشغول بشيء واحد وحيد، لا تغيير له، هو الحكم، فلا يعنيه عمل خيري أو دعوي، كل هذه ستارات خداعة وأقنعة مزيفة، وبالتالي فالسماح للإخوان بالعمل الاجتماعي عبر جمعيات خيرية وإغاثية يسهل لهم هدفهم المسموم لا محالة، لذا فلا بد أن تكون المواجهة مع التنظيم شاملة، وألا تستثني اختراقهم لأي من جهات التسلل، كالعمل الاجتماعي والأهلي، لأنه بمثابة مقدمة لانقلابهم المعتاد.
إن أهداف التنظيم مرحلية وجميعها ينتهي إلى هدف واحد، وهو تمكين الإخواني لحكم وإخضاع الآخرين، آي آخرين، لكل ما هو إخواني فقط.