المجر تعطّل الدفعة السابعة من المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا
انقسام بين الحلفاء الغربيين حول توفير الأسلحة الثقيلة التي تطلبها كييف
وسط انقسام واضح ما بين الحلفاء الغربيين حول ما إذا كان سيتم توفير الأسلحة الثقيلة التي طلبها المسؤولون الأوكرانيون وكيفية تقديمها، عطّلت المجر الدفعة السابعة للمساعدات من الاتحاد الأوروبي المخصصة لتسليح كييف، ما أثار حفيظة الدبلوماسيين الأوروبيين.
وذكرت المحطة الإذاعية “RMF FM” عن دبلوماسي أوروبي قوله إنه “من غير الممكن السماح لدولة صغيرة موالية لروسيا، لديها استثناءات من جميع العقوبات، أن تملي موقفها على الاتحاد الأوروبي بأكمله”.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي أن المساعدات تقدر بـ500 مليون يورو من صندوق السلام الأوروبي.
وبحسب تقارير إعلامية، تعتزم دول الاتحاد الأوروبي الضغط على المجر، يوم الاثنين خلال اجتماع لوزراء الخارجية.
وأثار عدم رغبة المجر في الموافقة على هذه الشريحة من المساعدات العسكرية غضب الدبلوماسيين الأوروبيين، ويجري النظر في خطة للموافقة عليها دون مشاركة بودابست.
وفي وقت سابق وافقت دول الاتحاد الأوروبي على استخدام أموال “صندوق السلام” الأوروبي الخارج عن الميزانية لدفع جزء من توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
وتقدر قيمة الصندوق الآن بـ 5.6 مليار يورو، وزاد هذا العام بمقدار ملياري يورو آخرين، ومن المتوقع أن يرتفع في المستقبل إلى ما يقرب من 11 مليار يورو.
وقد برز مؤخراً طلب الجيش الأوكراني لمئات من دبابات “أبرامز” الأميركية الصنع و” ليوبارد” الألمانية، باعتباره القضية المركزية لقادة الدفاع الذين يجتمعوا في ألمانيا، الجمعة.
وينقسم الحلفاء الغربيين حول ما إذا كان سيتم توفير الأسلحة الثقيلة التي قدمها المسؤولون الأوكرانيون وكيفية تقديمها.
الدبابات الأمريكية أولاً
وقد أصرت برلين بشكل خاص على أن تقدم واشنطن الدبابات أولاً، لكن إدارة بايدن تقول إنه ليس لديها خطط لإرسال دبابات أميركية في الوقت الحالي.
وتجنب المستشار الألماني، أولاف شولتز، سؤالاً، الأربعاء، من مسؤول أوكراني في قمة دافوس حول ما إذا كان على استعداد لتزويد دبابات ليوبارد، قائلا: “نحن لا نفعل شيئا بمفردنا، ولكن مع الآخرين، وخاصة الولايات المتحدة”.
وفي إفادة بالبنتاغون، الخميس، قالت المتحدثة، سابرينا سينغ، إن دبابات “ليوبارد”و “تشالنجر” لا يمكن مقارنتهما بـ”أبرامز” لأن صيانة “أبرامز” أصعب بكثير ولن تكون مناسبة.
وأضافت: “إنها مسألة استدامة أكثر، أعني، هذه الدبابة تتطلب وقودا للطائرات، في حين أن “ليوبارد” و”تشالنجر” محركها مختلف”.
وأشارت إلى أن “ليوبارد” و”تشالنجر” أسهل قليلا في الصيانة، يمكنهما المناورة عبر أجزاء كبيرة من الأراضي قبل أن تحتاجا إلى التزود بالوقود، مضيفة: “أبرامز” تتطلب صيانة وتكلفة أعلى، ليس من المنطقي توفير ذلك للأوكرانيين في هذه اللحظة.
وقال الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، إن حكومته تتوقع قرارات قوية من قادة الدفاع في حلف شمال الأطلسي ودول أخرى يجتمعون الجمعة، لمناقشة تعزيز قدرة أوكرانيا على مواجهة القوات الروسية عبر تزويدها بدبابات حديثة.
الاجتماع في قاعدة “رامشتاين” الجوية في ألمانيا هو الأحدث في سلسلة من الاجتماعات منذ بدء الحرب قبل ما يقرب من 11شهرا، حيث ستتم مناقشة إمدادات الأسلحة في المستقبل، خاصة دبابات ليوبارد 2 الألمانية التي تستخدمها جيوشا في أنحاء أوروبا.
وتتمتع برلين بحق رفض أي قرار تصدير لهذه الدبابات، وبدا أن حكومة المستشار أولاف شولتز مترددة حتى الآن في السماح بنقلها إلى أوكرانيا خوفا من استفزاز روسيا.
ويقول العديد من حلفاء برلين الغربيين إن قلق المستشار الألماني في غير محله لأن روسيا ملتزمة بالفعل تماما بخوض الحرب، بينما تقول موسكو إن عمليات نقل الأسلحة الغربية ستطيل أمد الحرب وتزيد من المعاناة في أوكرانيا.