المجلس الأعلى لنظارات البجا يهدد الحكومة السودانية ب”الحكم الذاتي والانفصال”
في أحدث تصعيد بين الحكومة السودانية والمحتجين في شرق البلاد، هدَّد المجلس الأعلى لنظارات البجا في شرق السودان، الجمعة، بـ”الانفصال”، في حال عجزت الحكومة المركزية عن تنفيذ مطالبهم.
وقال أمين عام إعلام المجلس الأعلى لنظارات البجا عثمان كلوج، في كلمة بثّها إعلام المجلس عبر موقع فيسبوك، إنه “في حال عجزت الحكومة المركزية عن تنفيذ مطالبنا، فسندخل المربع الأخير، وهو الحكم الذاتي والانفصال”.
ودعا كلوج الحكومة المركزية بشقيها المدني والعسكري، إلى “توفير منبر منفصل لطرح قضايانا بمرجعية مؤتمر سنكات”، وذلك في إشارة إلى المؤتمر الذي عقد في سبتمبر 2020، وتضمَّن مطالبات بإقليم موحد لولايات شرق السودان، وتكوين هيئة تنسيقية عليا مشتركة بين جميع مكونات شرق السودان.
قضية شرق السودان عادلة
وكان حمدوك، قال في كلمة الأسبوع الماضي إن “قضية شرق السودان عادلة، وتعود جذورها إلى عقود من الإهمال والتهميش”، مضيفاً أنه سينظم مؤتمراً دولياً من أجل “إيجاد تمويل لمشروعات تنمية بشرق السودان”.
وتتواصل الاحتجاجات في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، في إطار حملة التصعيد والضغط التي يقودها المجلس الأعلى لنظارات “البجا” ضد الحكومة الانتقالية.
ومنذ 17 سبتمبر الماضي، يغلق محتجون ينتمون إلى قبائل البجا التي تعيش في شرق السودان، ميناء بورتسودان وبعض الطرق التي تربط شرق البلاد ببقية أجزائها، احتجاجاً على اتفاق سلام وقعته الحكومة مع مجموعة معارضة لها في أكتوبر 2020 في عاصمة جنوب السودان جوبا.
وأكدت مصادر سودانية، أن قيادات البجا تتمسك بإلغاء مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام الذي وقع العام الماضي، من أجل الانخراط في مفاوضات مع الحكومة الانتقالية.
ويحتج المجلس الأعلى لنظارات البجا على اتفاق جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع الجبهة الثورية، وبعض الحركات المسلحة الأخرى العام الماضي، معتبراً أن المجموعة التي وقعت الاتفاق لا تمثل الإقليم.
وجاء الاتفاق بـ5 مسارات تفاوضية، من ضمنها “مسار شرق السودان” الذي يحدد كيفية تقاسم السلطة والثروة في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف.
وكان رئيس المجلس الأعلى لنظارات “البجا” في شرق السودان، محمد الأمين ترك، دعا إلى حل الحكومة وإجراء انتخابات سريعة، لحل الأزمة التي تشهدها البلاد، فيما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن ياسر عرمان، المستشار السياسي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، قوله إن الجيش “هو اليد الخفية وراء احتجاجات البجا”، وهو ما نفاه ترك.
وكان ترك قد صرح في وقت سابق، بأن إغلاق ميناء بورتسودان هدفه “وقف إيرادات الحكومة”، مشدداً على أن تعاطي الحكومة السودانية مع الأزمة “يدفع مكونات الشرق للاتجاه إلى تقرير المصير، في ظل تجاهل الحكومة الحالية لمطالبهم”.