المخابرات المصرية تجتمع مع قادة ثلاثة فصائل فلسطينية في القاهرة
بالتزامن مع وصول وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة اليوم لاستكمال المناقشات حول اتفاق التهدئة، اجتمع رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد مع قادة ثلاثة فصائل فلسطينية (حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين).
وشارك في الاجتماع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية المعنيون بملف الوساطة الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة ولجنة الإسناد المجتمعي المقترحة لإدارة القطاع بعد الحرب.
وأفادت مصادر مطلعة، بأن اجتماع رئيس المخابرات العامة المصري مع قيادات الحركات الثلاث يأتي عقب مباحثات مصرية رفيعة المستوى جرت مؤخراً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال وجوده في القاهرة لحضور قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، وذلك لإقناعه بالعدول عن موقفه الرافض تشكيلَ لجنة الإسناد المجتمعي.
ووفقاً لمصادر مصرية، فإن هناك تطوراً إيجابياً بشأن موقف أبو مازن، وهو ما سيُترجَم في إجراءات عملية خلال الأيام المقبلة.
وبحسب المصادر، فإن مباحثات رئيس المخابرات العامة مع قادة الفصائل تركزت بشكل رئيسي على حسم النقاط الخاصة بالتباينات المتعلقة بالجوانب والالتزامات الأمنية في القطاع خلال مدة الاتفاق، إضافة إلى حسم ملف تبادل الأسرى الذي يحظى بالأهمية الأكبر لدى الولايات المتحدة، حيث تحتفظ الفصائل الثلاثة بأسرى إسرائيليين من فئات مختلفة.
اجتماع منفصل الفصائل
وفي وقت سابق اليوم، قالت حماس إن وفود من قادة الحركة وحركة “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، عقدوا لقاء في القاهرة مساء الجمعة، لبحث تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وخطوات تشكيل لجنة إدارة القطاع.
وقال بيان لحركة حماس على منصة تليغرام إن اللقاء تضمن “بحثاً معمقاً لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الإخوة الوسطاء لوقف إطلاق النار وصفقة التبادل ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة”.
وبحسب البيان، اعتبر المجتمعون أن إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة “باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة”.
كما بحثت الوفود، وفق البيان، آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة.
وقال البيان: “أعرب الجميع عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة”.
واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالحرب ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك عقد لقاء آخر “في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب”.
المقترح المصري
وفي وقت سابق من هذا الشهر، بحث وفدان من حركتي حماس و”فتح”، في القاهرة، مقترحاً مصرياً لتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.
وفيما أعلنت حماس موافقتها، أبدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس موقفاً متشدداً.
وتواترت خلال الأيام الأخيرة التصريحات من جانب الاحتلال الإسرائيلي وحماس عن قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة وتبادل أسرى على مراحل. لكن مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية كشفت، أمس الجمعة، عن نقاط خلافية تعطل إعلان الاتفاق.
وأوضحت المصادر، أن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز إلى العاصمة القطرية الدوحة جاءت في إطار الدفع نحو تقريب وجهات النظر والضغط من أجل حسم الخلافات.
وأضافت أن النقاط الخلافية جاء في مقدمتها تمسك حماس بوضع جملة صريحة تنص بشكل مباشر على “إنهاء الحرب” مع نهاية استحقاقات المرحلة الثالثة من الاتفاق، فيما يرفض الطرف الإسرائيلي حتى الآن تلك الصيغة مقترحاً عبارة “إنهاء العملية العسكرية”، وهي الصيغة التي ترفضها حماس.