المدنيون الأكراد يستقبلون قوات النظام التركي بالأحذية والحجارة
ما إن بدأت قوات النظام التركي الجمعة، بتسيير دوريات مشتركة بمنطقة الدرباسية مع القوات الروسية شمال شرقي سوريا، في إطار اتفاق أدى إلى انسحاب المقاتلين الأكراد من الأراضي الواقعة على طول الحدود، حتى استقبلهم المدنيون الأكراد بالأحذية والحجارة، في إشارة واسعة منهم على رفض الغزو التركي لأراضيهم.
في التفاصيل، أظهرت فيديوهات نشرها ناشطون أكراد موجة غضب شعبية كردية واسعة من الدوريات التركية التي تسير برفقة دوريات روسية في مناطق الدرباسية الكردية شمال شرق سوريا.
ومن المفترض أن تغطي الدوريات قسمين، بعمق 10 كيلومترات، وستستثني مدينة القامشلي، حسب ما ذكره بيان سابق لتركيا، التي تسيطر قواتها مع فصائل سورية موالية لها حاليا على بلدات تل أبيض ورأس العين والقرى المجاورة. فيما يتطلب اتفاقان لوقف إطلاق النار، توسطت فيهما الولايات المتحدة وروسيا، انسحاب المقاتلين الأكراد لمسافة 30 كيلومترا من الحدود.
بدورها، قالت وزارة دفاع النظام التركي إن الدوريات بدأت في منطقة الدرباسية، بقوات تركية وروسية وعربات مدرعة وطائرات من دون طيار.
يذكر أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سوريا، كان قال الأربعاء، إن قوات أميركية رأت أدلة على ارتكاب القوات التركية جرائم حرب في سوريا أثناء هجومها على الأكراد هناك. وأضاف جيمس جيفري، خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي إن هناك تقارير عن وقائع عديدة لما تعتبر جرائم حرب.
وقبل أيام قليلة، أكد البرلمان الأوروبي، في جلسة عقدها الخميس الماضي في ستراسبورغ، دعمه لإجراء تحقيق دولي في اتهامات استخدام تركيا أسلحة محظورة شمال سوريا، منها الفوسفور الأبيض. وصوّت أغلبية النواب على قرار يدين بشدة العملية التركية أحادية الجانب في شمال شرقي سوريا.
كما أعلن البرلمان الأوروبي أن مقاتلي أحد الفصائل المدعومة من تركيا، نفذوا إعدامات عشوائية وارتكبوا جرائم تعذيب.
إلى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية، الأسبوع الماضي القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب “جرائم حرب” في هجومها ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا.
وذكرت المنظمة في تقرير أن “قوات النظام التركي وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب، من بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين”.