المعارضة التركية تستعد لتوسيع تحالفاتها في مواجه التحالف الحاكم
تستعد أحزاب المعارضة التركية لرصّ صفوفها وتوسيع دائرة تحالفاتها من أجل مواجهة التحالف الحاكم الذي يضمّ حزب العدالة والتنمية وشريكه حزب الحركة القومية اليميني المتطرف.
وفي هذا السياق أعطت ميرال أكشينار، رئيسة الحزب الصالح، إشارات لتحالفات جديدة مع الأحزاب السياسية المعارضة، كحزب التقدم والديمقراطية بزعامة علي باباجان وحزب المستقبل بزعامة أحمد داود أوغلو.
استطلاعات الرأي
وفقًا للاستطلاعات، صرحت أكشينار أن معدل التصويت لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في نطاق 42 بالمئة وأن حزب العدالة والتنمية يبلغ حوالي 25 بالمئة، وقالت إن حزبها قد نما، ولم تنخفض أصوات حزب الشعب الجمهوري، وأن حزب ديفا الذي تم إنشاؤه حديثًا وحزب المستقبل لم يتراجعا أيضًا.
وقالت أكشينار: يبدو أنه من المحتمل أن يكون هناك تعاون غدًا. أنا أتحدث عن ديفا وحزب المستقبل. عندما تنظر إليه بهذه الطريقة، لا يمكن انتخاب تحالف الشعب.. إسطنبول وأنقرة عرقلتا التوازن برمته في الحزب الحاكم.
وفي حديثها في البث الذي حضره على تلفزيون كي آر تي، قالت أكشينار إنّ التحالف الحاكم والوزراء لم يقولوا شيئًا عن مكان وجود 128 مليار دولار. وأكّدت أنّ كلاً من حزب الشعب الجمهوري والحزب الصالح أثارا هذه الـ 128 مليار دولار.
وأكّدت أنّ الأمر المؤلم هو أن السيد أردوغان أدلى ببيان ولم يفهم أحد شيئاً. لم يصدق، أدلى نواب الرئيس بتصريحات، “الوزير الصهر” غير موجود، محافظ البنك المركزي أدلى ببيان، وزير المالية أدلى بتصريح، كان مثيراً للاهتمام أنّه يجب على رئيس البنك المركزي إبلاغ الأمة حول هذه القضية. وأضافت أنهم سيتابعون المسألة، ولن يقتنعوا بالذرائع التي تسوقها الحكومة.
وأردفت قائلة إنّه في تركيا، حيث تمر هذه الفترة المؤلمة، ربما تكون قد أنفقت 128 مليار دولار لصالح تركيا، سوف تشرح ذلك، دع المواطن يحترمك. إنه شيء تم فعله فقط للفوز بالانتخابات، لخفض الدولار. يجب على الوزير الصهر – في إشارة إلى بيرات البيرق – أن يفسر ما تم القيام به خلال فترة ولايته.
استهداف أكرم إمام أوغلو
أمّا بالحديث عن استهداف الحكومة لرئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو، ومحاولة فتح تحقيق معه بحجة أنّه وضع يده خلف ظهره أثناء زيارته لضريح السلطان محمد الفاتح، وتفسير ذلك أنّه عدم احترام لرمز تاريخي، قالت أكشينار إنّ هناك حساسية من السيد إمام أوغلو. كنت أتوقع خطوات أكثر ذكاءً. لو كنت وزيرا للداخلية، لما وقعت على تصريح التحقيق هذا، وكنت سأفصل الشخص الذي أحضره أمامي، فهذا شيء غبي. ليس له وضع قانوني أو أخلاقي.
وأضافت قائلة إنّ السلطان الفاتح محمد الفاتح في النهاية بشر، وقد توفي وضريحه ما يزال هناك، وهو يستحق الاحترام الكبير لخدمته لهذا البلد في الماضي، لكن تقييد الأيدي ليس له عواقب قانونية أو أخلاقية أو دينية. وقالت: هذا غباء، لا يوجد شيء من هذا القبيل، فقد كان هناك فقدان للذكاء المشترك في تركيا. هذه وظيفة غبية للغاية.
تعاون مثمر
أكّدت الزعيمة المعارضة على استمرار تعاون حزبها الصالح مع حزب الشعب الجمهوري، وأنّ التعاون الذي أثمر في 24 يونيو و31 مارس، سيواصل تأثيره وتمتينه في الانتخابات القادمة، وقالت إنّ لديهم نظام يمكن تسميته بالمنافسة التعاونية. قد تكون وصفاتنا مختلفة، لكننا متماثلون في رؤيتنا لتركيا، هذا الاختلاف هو أيضًا قوة، ولكنه أيضًا طاقة.
ووجّهت انتقادات لدولت بهجلي قائلة: ذات يوم، خرج السيد بهجلي وألقى الخطاب الذي جلب هذا النظام الغريب وما نتحدث عنه اليوم. أعلم أن السيد أردوغان كان يريد نظامًا رئاسيًا كثيرًا. لقد حقق السيد بهجلي هذا. أعتقد أنه استوفى الطلب. لقد تمت زيارتهم على عجل لدرجة أنه لم يتم إجراء أي من الانتهاكات المفقودة في الاستفتاء. ثم قلت هذه الأيام، قال كل من في المعارضة. وكنا على حق، أتمنى لو لم نكن على حق.
وقالت أكشينار إنّ من المفهوم أن المسؤولين عن هذا النظام غير راضين، فبهجلي وأردوغان مسؤولان عن هذا النظام. حل هذه المشكلة يعني أننا ارتكبناها بشكل خاطئ، فلننتقل إلى نظام برلماني مُحسَّن ومعزز. كلاهما مسؤول عن هذا النظام الغريب. وشدّدت على أنّ البلاد تعاني من أزمات في الاقتصاد، الديمقراطية، حكم القانون، العدالة، التعليم والتنمية، البطالة، وأنّه يرزح في مثل هذا الوضع البائس.
علي باباجان
وفي هذه الأثناء واصل رئيس حزب ديفا المعارض علي باباجان انتقاده لحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من خلال إخفاقاتها في الاقتصاد. وذكّر باباجان أن سعر الفائدة لدى البنك المركزي بلغ 19 بالمئة، وقال إن هذا الرقم ظل عند هذا المستوى لأن الرئيس رجب طيب أردوغان يريده.
الفائدة المرتفعة
وفي حديثه على قناة 5 تي في، صرح باباجان أنه إذا رغب أردوغان، فسيتم توجيه الإخوان بخفض سعر الفائدة في غضون ساعة واحدة، وأشار إلى أردوغان بشأن الفائدة المرتفعة والتضخم، وقال: “الفائدة المرتفعة هي النتيجة، والتضخم المرتفع هو النتيجة. السيد أردوغان هو أيضا السبب، وهو واضح جدا، إذا تم البحث عن علاقة السبب والنتيجة، فان الفائدة والنتيجة العالية هي النتيجة، والتضخم المرتفع، والسيد أردوغان هو السبب.”
وأضاف باباجان متحدثاً عن الاحتياطيات المفقودة: إذا كانت احتياطيات تركيا اليوم قد بقيت في مكانها، إذا لم تبدد تلك الاحتياطيات، إذا لم تبدّد 130 مليار دولار، إذا كانت تركيا تتمتع بسمعة عالمية جيدة، إذا كانت دولة موثوقة؛ لو كانت تركيا دولة قيّمة حيث ستكون هذه الخسارة باهظة الثمن، لما كانت الولايات المتحدة قادرة على اتخاذ قرارات مثل تلك التي أعلنها الرئيس بايدن بشأن الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.