المقداد: واشنطن تشجع وتدعم المجموعات الانفصالية الموالية للنظام التركي في سوريا
الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجري في موعدها
أكد وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في تصريحات صحافية، اليوم الإثنين، أن واشنطن تشجع المجموعات الإرهابية وتدعم المجموعات الانفصالية الموالية للنظام التركي، وتعمل على ضمان وجود مبرر لبقائها في المنطقة”.
كما أكد المقداد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها منتصف 2021 ستجري في موعدها، مشددا على أنه لن يكون هناك ربط بينها وبين نجاح عمل اللجنة الدستورية.
وقال المقداد حول إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية في حال فشل اللجنة الدستورية بالتوصل إلى اتفاق، “من الواضح جدا أننا جميعا سنعمل على أساس الدستور الحالي حتى نضع دستورا جديدا، وهذا أمر تعرفه اللجنة الدستورية جيدا”، مضيفا أن الانتخابات ستجري بحسب ما ينص عليها الدستور الحالي.
وأكد المقداد “لن يكون هناك ربط بين عمل اللجنة الدستورية الحالية والانتخابات المقبلة التي يجب إجراؤها بالضبط في الوقت المحدد بموجب الدستور الحالي”.
وبالنسبة لعمل اللجنة الدستورية أشار المقداد إلى إن “اللجنة الدستورية جاءت كنتيجة لمخرجات مؤتمر سوتشي، ونحن بالفعل اتخذنا الإجراءات اللازمة للمساهمة في إنجاح هذه الجهود، وشكلنا الوفد الوطني”، مضيفا “نحن نعلم أن الأشخاص الذين تم تعيينهم يجب أن يأخذوا في اعتبارهم مصالح سوريا، التي يجب أن تكون مستقلة وذات سيادة، وأن تؤسس دستورا يخدم سلامة أراضي ووحدة الشعب السوري”.
وأضاف المقداد “من المبكر الآن الحديث عن نجاح أو فشل اللجنة الدستورية، ولكننا نأمل نجاحها” متابعا “الأزمة تكمن في هل الطرف الآخر لديه نفس المصلحة في المساهمة في نجاح عمل اللجنة الدستورية”، وتابع “على سبيل المثال اتفقنا على عقد جولة رابعة من المفاوضات، لكن الطرف الآخر لم يكن ملتزما بمواضيع وأجندة الجولة الرابعة، كانوا يناقشون قضايا أخرى، ما يظهر أنهم غير عازمين على العمل في اتجاه جيد”.
وأردف وزير الخارجية السوري “العامل الأهم الذي يضمن نجاح عمل اللجنة الدستورية هو أن تكون بقيادة سورية، وتناقش القضايا بين السوريين، وأن تأخذ في الاعتبار مصالح الشعب السوري” متابعا “إذا ألزم الطرف الآخر نفسه بهذه المبادئ، أعتقد سيمكننا الوصول إلى نتيجة ما، عدا ذلك، المجموعات التي تسمي نفسها بالمعارضة ستظل تحت إرشاد الدول الأجنبية للتأثير على الدستوري السوري، وهذا بالطبع لن يؤدي إلى دستور توافق عليه سوريا”.
يذكر أن الجولة الرابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية المصغرة اختتمت أعمالها في 11 ديسمبر الجاري في مدينة جنيف دون تحقيق نتائج، سوى الاتفاق على موعد وبرنامج عمل الجولة الخامسة التي تعقد في 25 يناير.
ومن المقرر أن تجري انتخابات الرئاسة السورية في منتصف عام 2021، لكن لم يعلن أي شخص ترشحه بعد للانتخابات، بما في ذلك الرئيس الحالي بشار الأسد الذي قال في أكتوبر الماضي إنه “من المبكر الحديث عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة”.
وحول الوجود الروسي في سوريا، قال فيصل المقداد: أن الوجود العسكري الروسي في سوريا هو أمر ضروري، لأن الإرهاب لم ينته بعد، متهما واشنطن بتشجيع المجموعات الإرهابية على العمل في شمال شرق سوريا لضمان تبرير وجودها في هذه المناطق.
وأضاف المقداد: “نحن حققنا انتصارات مشتركة ضد الإرهاب، لكن هذا لا يعني أن الإرهاب انتهى، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تشجع المجموعات الإرهابية الموالية للنظام التركي على العمل لضمان وجود مبرر لبقائها في المنطقة”، من خلال دعم المجموعات الانفصالية، ويتجلى ذلك في الدعم الذي تقدمه لتركيا لاحتلال الشمال الغربي، والاحتلال الأمريكي المباشر لسوريا”.
وتابع المقداد أن “الحرب ضد الإرهاب مستمرة بطرق ومعان مختلفة، لأننا بمجرد ما ننجح في تحقيق هدفنا بهزيمة الإرهاب، هم يخلقون مجموعات إرهابية ومجموعات انفصالية مسلحة تستكمل المعركة لتحقيق أهدافهم السياسية”، مشددا “هذا بالطبع يجب مواجهته، لأن روسيا ليست بعيدة عن سوريا”.
وأكد المقداد “الوجود العسكري الروسي ليس مفيدا فقط، بل ضروري أيضا”.