النمسا: مركز حكومي ينشر خارطة انتشار المؤسسات الإخونجية في أوروبا
في عام 1989، أسس الإخونجية ما يعرف باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، وهي منظمة مقرها بروكسل، لتكون المظلة الجامعة للمؤسسات التابعة للتنظيم في عموم دول القارة، ليصبح الذراع الطولى للتنظيم الإخونجية وأداتها الرئيسية لجمع الأموال ونشر التطرف وخطاب الكراهية.
وكل جمعية أو مؤسسة تشغل عضوية اتحاد المنظمات الإسلامية ترتبط بالإخونجية بشكل أو بآخر، وفق تقرير حديث لمركز توثيق الإسلام السياسي “الحكومي” في النمسا.
وقال التقرير أيضا إن “الغالبية العظمى من المناصب القيادية في اتحاد المنظمات الإسلامية كان يحتلها دائما كبار القادة الإخونجية، ويشرف الاتحاد على كل الجمعيات والمؤسسات التابعة للتنظيم في القارة الأوروبية”.
مجلس مسلمي أوروبا
وبمرور الوقت أسس اتحاد المنظمات الإسلامية الذي تغير اسمه مؤخرا إلى مجلس مسلمي أوروبا، العديد من الكيانات المتخصصة لخدمة أهداف محددة، ومن بينها اتحاد الشباب الأوروبي المسلم والمنظمات الطلابية “فيميسو”.
وتعمل فيميسو التي تتخذ من بروكسل أيضا مقرا لها، كمنظمة جامعة للشباب والمنظمات الطلابية لكل بيئة إخونجية في كل دولة بالقارة.
وعادة ما يشغل أطفال بعض كبار قادة بيئة الإخوان الأوروبيين مناصب قيادية في فيميسو، وفق التقرير النمساوي.
وكانت منظمة فيميسو محور طلب إحاطة في البرلمان الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسبب علاقاتها بتنظيم الإخونجية، واختراقها مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
مذكرة احاطة إلى المفوضية الأوروبية
وفي نهاية العام الماضي، قدم النائب نيكولاس فيست طلب إحاطة موجه إلى المفوضية الأوروبية، يحمل عنوان “تمويل حملة WE CAN4HR (يمكننا) وتنفيذها والإشراف عليها”، في خطوة جديدة تستهدف المنظمات الإخونجية.
وجاء في ديباجة طلب الإحاطة: “في فبراير/شباط 2020، أطلق المجلس الأوروبي حملة بعنوان “يمكننا WECAN4HR” بهدف مكافحة خطاب الكراهية على شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي”.
وتابعت: “تلقت هذه الحملة تمويلًا من الاتحاد الأوروبي، وبالتحديد من برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة” التابع للتكتل.
ديباجة الإحاطة أضافت في سردها للوقائع: “في يومي 27 و28 سبتمبر/أيلول 2021، جرى تنظيم ورشة عمل كجزء من الحملة نفسها، بالتعاون مع منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الأوروبية المسلمة (فيميسو)، وهي منظمة مرتبطة بتنظيم الإخونجية”.
المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث
وبالإضافة إلى فيميسو، أسس اتحاد المنظمات الإسلامية، قبل سنوات، ما يعرف بـ”المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث” (ECFR)، ومقره في مدينة دبلن، والذي يصف نفسه بأنه “هيئة فقهية تقدم المساعدة الدينية للمسلمين الأوروبيين، في ضوء رغبتهم في التوفيق بين احترام الشريعة والعيش داخل مجتمعات ذات أغلبية غير مسلمة”.
ويقول مركز توثيق الإسلام السياسي عن هذه المجلس، إنه “يخضع لقيادة يوسف القرضاوي، وغالبية أعضائه مرتبطون بفروع الإخوان في أوروبا أو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
منظمة “Europe trust”
أما الضلع الأهم في المؤسسات التي أسسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، فهو مؤسسة “أوروبا ترست” التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، وتملك فروعا في دول أوروبية مختلفة، وفق التقرير النمساوي.
وتخضع مؤسسة “أوروبا ترست” لسيطرة مجموعة من كبار قادة شبكة تنظيم الإخونجية، وتشارك في مجموعة متنوعة من الأنشطة المالية تدور في الأغلب حول تجارة العقارات، والتي بدورها تخدم غرض تمويل مختلف كيانات الإخونجية الإرهابية.
وقبل أسابيع، قدمت نائبة منحدرة من الحزب الحاكم في النمسا، بطلب إحاطة في البرلمان الأوروبي، ضد تمويل الإخوان عبر مؤسسة تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
النائبة هي رئيسة كتلة حزب الشعب النمساوي في البرلمان الأوروبي أنجيلكا فينتسغ، ويتعلق طلبها بالتدفقات المالية من مؤسسة في بريطانيا لمنظمات الإخونجية في دول الاتحاد الأوروبي.
وتقصد فينتسغ بذلك منظمة “Europe trust” التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، وتعتبر أهم المؤسسات المالية التابعة للإخونجية، وتندرج تحت المنظمات التي أسسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
وقبل أشهر، موّلت المؤسسة المذكورة “أوروبا ترست” عملية شراء لعقار كامل في برلين، ليصبح مقرا لجمعيات تابعة للتنظيم الإرهابي.
وجاء طلب الإحاطة الذي قدمته فينتسغ، تحت عنوان “مؤسسة “يوروب ترست كممول للمساجد الراديكالية والمرافق التعليمية وجمعيات الضغط”.
وذكرت ديباجة الطلب، “توزع (يوروب ترست) الملايين على المنظمات الإسلاموية الأوروبية المصنفة من قبل أجهزة المخابرات على أنها متطرفة ومعادية للديمقراطية”.
يذكر أن منظمة “Europe Trust” تتخذ من العمل الخيري والتنموي في أوروبا غطاء لتحركاتها منذ تأسيسها في 1996 بقرار من اتحاد المنظمات الإسلامية، المنظمة المظلية للإخونجية في القارة العجوز.
وفي السنوات الماضية، ذكرت تقارير لصحف عالمية مثل وول ستريت جورنال والتايمز أن “Europe Trust” هي الأداة المالية لتنظيم الإخونجية في أوروبا.
ثلاث أذرع رئيسية
ووفق مراقبين، فإن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، يملك ثلاث أذرع رئيسية هي فيميسو، ومجلس الفتوى، وأوروبا ترست، وكل منها تنشط في مجال مهم للتنظيم الإرهابي، التأثير على الشباب ونشر الأفكار المتطرفة، وأخيرا تمويل التنظيمات والقيادات الإخوانية في أوروبا.
وتلخص هذه الأذرع الثلاثة أهداف الإخونجية الإرهابية الأساسية في أوروبا، التأثير على الشباب ونشر التطرف، وجمع التمويل، وفق المراقبين.
ووفق المركز الاتحادي للتعليم السياسي “حكومي” في ألمانيا، فإن اتحاد المنظمات الإسلامية هو المنظمة الرئيسية للإخونجية في أوروبا منذ ١٩٨٩، ويدير كافة المنظمات التابعة للإخونجية في القارة الأوروبية.
كما أنه يملك أذرعا في كل المجالات، بداية من جمع التمويل “أوروبا ترست”، والشباب “فيميسو”، والأفكار المتطرفة “مجلس الفتوى”، وأخيرا شؤون المرأة “المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة المؤسس في ٢٠٠٦”.