الهجوم الإسرائيلي على إيران يستفز العرب والعالم
بلدان العالم تستنكر الهجوم وتدعو طهران لتجنب التصعيد
دعت العديد من البلدان في العالم إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط وضبط النفس في أعقاب الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران فجر السبت، فيما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، عن وزير الخارجية عباس عراقجي، قوله السبت، إن إيران ليس لها حدود في الدفاع عن وحدة أراضيها عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحها ووحدة أراضيها.
تأتي تصريحات عراقجي تعليقاً على الهجمات التي شنتها إسرائيل على بلاده، في وقت مبكر من صباح السبت، وأودت بحياة جنديين.
روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا
وأعربت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن قلق روسيا البالغ إزاء التصعيد بين إسرائيل وإيران ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس “وعدم استفزاز إيران للخروج من دوامة العنف”.
وقالت: “نشعر بقلق عميق إزاء التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران ما يشكل تهديدا حقيقيا للاستقرار والأمن في المنطقة”.
وأضافت: “من الواضح أن أسباب ذلك الجذرية تكمن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لم يتم حله بناء على قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي يثير التوتر المتزايد والمستدام”.
وتابعت: “نحث بشدة جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس ووقف العنف ومنع الأحداث من التطور نحو سيناريو كارثي”، مؤكدة أن موسكو على استعداد للعمل مع جميع الأطراف لوقف التصعيد والمواجهة”.
وقالت: “لا بد من الكف عن استفزاز إيران وتحريضها على الرد، للخروج من دوامة عنف تفلت عن السيطرة”.
وحثت الولايات المتحدة طهران على “وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد”. وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية، مؤكداً أن “هدفنا هو تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط”.
وفيما جاء الموقف البريطاني مشابهاً، بدعوة إيران إلى عدم الرد رغم دعوته إلى ضبط النفس كذلك، جاء الموقف السعودي حازماً، بإدانة الهجوم الإسرائيلي واعتباره انتهاكاً لسيادة طهران ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية. وحث بيان صادر عن الخارجية السعودية كل الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، وحذر من عواقب استمرار الصرعات العسكرية بالمنطقة.
الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن “الدورة الخطيرة من الهجمات والردود قد تؤدي الى توسع جديد للنزاع الإقليمي. مع الاعتراف بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى إظهار أكبر قدر من ضبط النفس بهدف تجنب تصعيد لا يمكن التحكم فيه ولا يصب في مصلحة أحد”.
ودعت فرنسا إلى “الامتناع عن أي تصعيد وعمل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم سياق التوتر” في المنطقة. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إنّ “فرنسا أخذت علما بإعلان إسرائيل شنّ ضربات على أهداف عسكرية في إيران هذه الليلة، ردا على عدوان الأول من أكتوبر/تشرين الأول”. وأضاف أنّ باريس “تدعو الأطراف بشكل عاجل إلى الامتناع عن أي تصعيد وأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم سياق التوتر الحاد السائد في المنطقة”.
كما دعا المستشار الألماني أولاف شولتز إيران إلى إنهاء دوامة التصعيد، في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، قائلاً إن ضبط النفس يمكن أن يمهد الطريق للسلام في الشرق الأوسط.
وقال شولتز في منشور على منصة إكس “رسالتي لإيران واضحة.. لا يمكننا الاستمرار في ردود فعل تصعيدية هائلة، هذا يجب أن يتوقف الآن. سيوفر ذلك فرصة نحو السلام في الشرق الأوسط”.
مصر والسعودية والإمارات
وأكدت الخارجية المصرية أن القاهرة “تتابع بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة بالشرق الأوسط، والتي كان آخرها الهجوم الإسرائيلي على إيران صباح اليوم”.
كما أدانت القاهرة، وفق بيان للخارحية المصرية “كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة”.
كذلك أكدت أن مصر “تحذر من مخاطر التصعيد الراهنة التي قد تؤدي -سواء عن عمد أو نتيجة لحسابات خاطئة- إلى انزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي والدولي”.
وأضافت: “شددت مصر على موقفها الداعي لسرعة التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في إطار صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن والأسرى، باعتبارها السبيل الوحيد لخفض التصعيد والأساس الذي سيؤدي إلى إقرار التهدئة المطلوبة في هذا الظرف الحرج بالإقليم”.
وجددت القاهرة مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان وضرورة احترام السيادة اللبنانية على كل أراضيه.
وأعربت السعودية، اليوم السبت، إدانتها واستنكارها لـ”الاستهداف العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يعد انتهاكا لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية”.
وأكدت السعودية “على موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها”.
وحثت المملكة “جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة”، وفقا لبيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
ودعت السعودية المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد وإنهاء الصراعات في المنطقة.
وفي أبوظبي، أدانت دولة الإمارات، اليوم السبت، بشدة الاستهداف العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع.
وجددت الوزارة التأكيد على إيمان دولة الإمارات بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة.
وفي هذا السياق، تشدد دولة الإمارات على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.
لبنان وعمان والعراق
نددت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم السبت، بالغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع متعددة في إيران، ووصفتها بأنها انتهاك للسيادة الإيرانية وتهديد خطير للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وفي مسقط، أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها واستنكارها الشديد للقصف الجوي الذي شنّته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية صباح اليوم السبت، الأمر الذي يعد “انتهاكًا صارخًا لسيادتها وخرقًا واضحًا لقواعد القانون الدولي وتصعيدًا يُغذّي دوامة العنف ويقوّض الجهود الرامية للتهدئة وخفض التوتر واحتواء الأزمات عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية”.
وقالت سلطنة عُمان، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم أوردته وكالة الأنباء العُمانية، إنها “إذ تشجب هذه الممارسات الإسرائيلية المستمرة التي تهدّد بجر المنطقة نحو مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، فإنها تدعو المجتمع الدولي مجددًا للتحرك الفاعل لوقف العدوان ووضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الإقليمي”.
كما تجدّد سلطنة عُمان دعوتها لـ”ضرورة معالجة جذور وأسباب الأزمات في المنطقة من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية والعربية ووقف العدوان على قطاع غزة، كما نصت عليه وتطالب به قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومنح الشعب الفلسطيني حقّه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 ضمن إطار حلّ الدولتين ووفقا لمبادرة السلام العربية بما يكفل تحقيق سلام عادل ودائم لجميع الأطراف”.
وفي بغداد استنكر العراق وأدان “بأشدّ العبارات الواضحة الهجوم الإسرائيلي على إيران، وجدد تضامنه ووقوفه معها، كما جدد الموقف الثابت والمبدئي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، والعمل الإقليمي والدولي الشامل على دعم الاستقرار في المنطقة.،
قال الناطق باسم الحكومة العراقية في بيان “يواصل الكيان الصهيوني الغاصب سياساته العدوانية وتوسعة الصراع في المنطقة، ومنهج الاعتداءات السافرة، التي يرتكبها دون رادع، وهذه المرّة يوجه يد العدوان نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما اقترفه من اعتداء جوي فجر اليوم على أهداف إيرانية”.
وأضاف “لقد سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطيرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي، تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران”.
الأردن وأفغانستان والكويت وقطر
ونددت حكومة طالبان الأفغانية بالضربات التي شنتها إسرائيل في إيران، قائلة إنها ستؤدي إلى مفاقمة العنف في المنطقة. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية إن الضربات “محاولة لمفاقمة العنف في المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع غير المواتي فيها”.
وفي عمان، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين القصف الجوي الذي شنته إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خرقاً للقانون الدولي وانتهاكاً لسيادتها، وتصعيداً خطيراً يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة على رفض المملكة المطلق للتصعيد الخطير في المنطقة ولانتهاكات القانون الدولي، محذراً من الانزلاق إلى صراعٍ يهدد استقرار المنطقة والأمن الدولي.
وطالب السفير القضاة المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان خطوة أولى نحو خفض التصعيد، ووقف خروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وحماية أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي الكويت، قالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان “تعرب دولة الكويت عن إدانتها ورفضها الشديدين للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر اليوم، والذي يعكس سياسة الفوضى التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال انتهاك سيادة الدول، وتعريض أمن المنطقة للخطر، وتجاوز مبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية”.
وأضاف البيان “وتجدد دولة الكويت مطالبتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الممارسات التي تهدد مستقبل المنطقة وشعوبها، وتؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، وفقًا للقوانين والمواثيق الدولية”.
وفي الدوحة، نددت وزارة الخارجية القطرية، اليوم السبت، بالغارات الجوية الإسرائيلية على إيران.
وحثت قطر على ضبط النفس والحوار لتجنب زعزعة الاستقرار في المنطقة.
سوريا والجزائر
في دمشق، أدانت سوريا اليوم السبت بأشد العبارات “العدوان” الإسرائيلي “السافر” على إيران، معربة عن تضامنها ووقوفها إلى جانب إيران في وجه ما تتعرض له من عدوان.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين ، في بيان صحفي “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي السافر الذي وقع فجر اليوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي تزامن مع عدوان جوي غاشم على سورية، في انتهاكٍ وقحٍ لسيادة وحرمة الأراضي الإيرانية والسورية، وخرقٍ فاضحٍ للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة”.
وأضافت الخارجية : “تشدد سوريا على أن هذا العدوان الإسرائيلي، يأتي في سياق استهتار هذا الكيان بكل القوانين الدولية والإصرار على نهجه العدواني الإجرامي المستمر على دول المنطقة، وحرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها بحق شعوبها”.
وفي بيروت، استنكرت وزارة الخارجية اللبنانية الضربات الإسرائيلية على إيران ودعت لتحرك دولي لوقف التصعيد العسكري.
في بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، أدانت الجزائر بقوة واستنكرت بشدّة الهجمات العسكرية التي أقدم عليها مجدداً جيش الاحتلال الإسرائيلي على إيران.
وقالت الخارجية الجزائرية إن “الجزائر تُعرب عن تضامنها مع الأشقاء في إيران على إثر هذا العـدوان الشنيع الذي يمثل انتهاكاً سافراً لسيادة بلدهم وخرقاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي”.
وشددت الجزائر على “المسؤولية الراسخة التي تقع على المجموعة الدولية في كبح جماح الاحتلال الإسرائيلي ووقف تصعيده متعدد الأوجه والجبهات في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وهي المنطقة التي أدخلها هذا الاحتلال في دوامة لا متناهية من اللاأمن واللااستقرار واللاسلم”.