الولايات المتحدة تحث إيران على العودة السريعة لمفاوضات الاتفاق النووي
حثت الولايات المتحدة إيران، الخميس، على العودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات، لإعادة إحياء الاتفاق النووي.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن بلاده “تكرر دعوتها، ولكن هذه الفرصة لن تستمر للأبد”.
وتواجه محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، خطر الدخول إلى “منعرج أسوأ”، في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، مهام منصبه رسمياً، وفق تقرير لوكالة “بلومبرغ”.
وذكرت “بلومبرغ” أن “أجواء قاتمة” تُخيّم على محادثات القوى العالمية مع إيران، لإحياء “اتفاق نووي منهار”، لا سيما مع تنصيب الرئيس الإيراني “المتشدد” رئيسي، الخميس، وسط أزمة ملاحية في الخليج، من المحتمل أن تتفاقم أكثر.
وأوقفت إيران ما يقرب من ثلاثة أشهر من المحادثات النووية في فيينا، للسماح بإجراء انتخابات رئاسية في يونيو، وتغيير القيادات، من دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات.
من جانبه، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، في مقابلة مع صحيفة “إزفستيا” الروسية هذا الأسبوع، إن المفاوضات التي كان يُعتقد في السابق أنها ستُستأنف بأسرع وقت منتصف أغسطس، ربما تؤجل إلى سبتمبر أو أكتوبر.
كما حذر مسؤولون أميركيون وأوروبيون، من أن التأخير لمدة طويلة، ربما يغلق الباب أمام المحادثات بشكل كامل، في وقت يترقبون أسماء مرشحي رئيسي للحكومة، وفريقه التفاوضي “بالغ الأهمية”.
الهجمات على الممرات الملاحية
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، أدت الهجمات المتتالية على الممرات الملاحية في منطقة الخليج الأسبوع الماضي، ويشمل ذلك هجوم بطائرة مسيرة على ناقلة نفط تديرها شركة إسرائيلية، إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر، فيما ألقت الولايات المتحدة ودول غربية وإسرائيل باللائمة على إيران، وتعهدت بالرد. في المقابل، نفت طهران ضلوعها في أي من الهجمات.
ورغم أن رئيسي قال إنه يعتزم استئناف المفاوضات لإنقاذ الاتفاق، الذي انهار بعد أن أعلن الرئيس السابق دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي منه في عام 2018، فإن رئاسته تؤشر لعودة نوع من “السياسة المتشددة، والمعادية للغرب بشدة”، إلى السلطة التنفيذية في طهران.
وكان سفير ومندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب آبادي، قال إن إيران تتوقع رفع العقوبات بشكل يمكن التحقق منه، قبل أن تنظر في قطع التزامات جديدة، رافضاً فكرة أن بلاده كانت مسؤولة عن تأخير المحادثات.
ومنذ انهيار الجولة الأخيرة من المحادثات، سارعت طهران إلى المضي قدماً في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، بدرجة نقاء تقترب من المطلوب لتصنيع أسلحة.
وفي مقابلته الأخيرة مع التلفزيون الرسمي الاثنين، حذر روحاني رئيسي من أن التشريع البرلماني الذي سمح لإيران بتوسيع أنشطتها النووية بشكل كبير هذا العام، سيعطل إحياء الاتفاق.
وفي تعليق على الأمر، قالت لورا روكوود، كبيرة المحامين السابقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي شاركت طيلة سنوات في المفاوضات مع حكومة طهران: “الأمر ليس خطيراً فقط لأنه يجعل إيران أقرب إلى قنبلة. بل إنّه خطير أيضاً لأنه قد يجعل إيران أقل أمناً بجعل جيرانها أكثر توتراً”.
وتنفي طهران أنها تريد صنع قنابل، لكن هذا الاحتمال هو الذي بدأ رحلة سعي القوى العالمية إلى اتفاق نووي، بحسب “بلومبرغ”.
الحكومة الإيرانية
“بلومبرغ” رجحت أن تسمية رئيسي لمجلس الوزراء وفريق السياسة الخارجية، يمكن أن يساهم إلى حد كبير في “تحديد نواياه”، مشيرة إلى تقارير إعلامية محلية، ذكرت أن الحكومة المقترحة ربما تقدم إلى البرلمان الخميس أو الأحد.
ووفقاً للتقارير المحلية، فإن المرشحين الأكثر تفضيلاً لتولي منصب وزير الخارجية، هما علي باقري كاني، السياسي المحافظ القوي الذي شغل منصب نائب وزير الخارجية في عهد الرئيس المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد؛ والدبلوماسي المحنك حسين أمير عبد اللهيان.
هناك أيضاً مسألة ما إذا كان فريق رئيسي للسياسة الخارجية، سيضم مسؤولين لديهم معرفة مباشرة بالمحادثات، الأمر الذي يمكن أن يُمثل عاملاً محورياً في إحراز أي تقدم.
ووفقا للوكالة الأميركية، يمكن أن تمثل اللغة مشكلة أيضاً، ففي المحادثات التي أفضت إلى الاتفاق الأصلي، تعثر الممثلون بشأن مسائل البروتوكول والترجمة. وحدث أحد أهم الإنجازات عندما توصل الطرفان إلى استخدام اللغة الإنجليزية كلغة مشتركة للتفاوض، بعد أن تولى محمد جواد ظريف الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، منصب وزير الخارجية.
وبينما أفاد الدبلوماسيون بأنهم قطعوا 90٪ من الطريق نحو إحياء الاتفاق في يونيو، فليس هناك ما يضمن أن المفاوضات لن تشهد انتكاسة على أساس الشخصيات الجديدة التي ستشارك في المحادثات.
رئيسي يدعم المسار الدبلوماسي
والخميس، حضّت الولايات المتحدة إيران، على العودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات، لإعادة إحياء الاتفاق النووي، بعدما أكد الرئيس الإيراني، دعمه لأي مسار دبلوماسي يفضي إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، “نحض إيران على العودة إلى المفاوضات قريباً.. تعد هذه أولوية عاجلة بالنسبة إلينا”، مضيفاً: “إذا كان الرئيس رئيسي صادقاً في عزمه على التوصل إلى رفع العقوبات، فإن هذا هو تماماً المطروح على الطاولة في فيينا”، في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم سنة 2015.
وأضاف برايس: “الولايات المتحدة تكرر أن فرصة إحياء الاتفاق النووي لن تستمر للأبد”، مؤكداً أنها “أولوية قصوى، ونأمل أن يتعامل الإيرانيون مع المسألة بدرجة الأهمية نفسها”.
أجل غير مسمى
وبعد 6 جولات من محادثات فيينا التي شهدت جموداً كبيراً، تأجلت الجولة السابعة التي يعتقد أنها الأخيرة، إلى أجل غير مسمى.
وأدّى الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية الخميس، أمام مجلس الشورى، في خطوة يليها تقديمه أسماء المرشحين للمناصب الحكومية لنيل ثقة النواب. وأعطى الرئيس الإيراني رسائل متناقضة، بشأن مستقبل البرنامج النووي وعلاقات بلاده مع الغرب.