الولايات المتحدة تعبّر عن “قلقها” من زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سوريا
عبّرت واشنطن، الثلاثاء، عن “قلقها” من زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق، مستنكرة أي جهد “لرد اعتبار” الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تعتبره واشنطن “ديكتاتوراً وحشياً”.
وقال المتحدث باسم الدبلوماسية الأميركية نيد برايس للصحافيين: “نحث جميع دول المنطقة على النظر بعناية إلى الفظائع التي ارتكبها هذا النظام، وبشار الأسد نفسه ضد الشعب السوري خلال العقد الماضي، وكذلك جهود النظام المستمرة لحرمان معظم البلاد من الوصول إلى المساعدات الإنسانية”.
العلاقات الثنائية بين أبوظبي ودمشق
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل وفداً إماراتياً اليوم، الثلاثاء، يرأسه وزير الخارجية والتعاون عبد الله بن زايد آل نهيان. وأضافت الوكالة أنه تم التباحث في العلاقات الثنائية بين أبوظبي ودمشق.
وهذه أول زيارة لمسؤول رفيع منذ قطع دول خليجية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع النزاع في 2011، ويأتي في مرحلة تشهد تقارباً بين الإمارات وسوريا.
وعلى غرار دول غربية وخليجية عدة، قطعت الإمارات في شباط/فبراير 2012 علاقتها الدبلوماسية مع دمشق، بعد نحو عام من اندلاع احتجاجات شعبية سلمية واجهتها قوات الأمن بالقمع، وسرعان ما تحولت نزاعاً مسلحاً. وفي نهاية العام 2018، استأنفت الإمارات العمل في سفارتها لدى دمشق مع بدء مؤشرات انفتاح خليجي.
وأوردت “سانا” أنه جرى خلال اللقاء “بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون خصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات”.
الإمارات وقفت إلى جانب الشعب السوري
بحسب الوكالة، نوّه الأسد بـ”المواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات مشدداً على أن الإمارات وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري”. من جانبه، أكد الشيخ عبد الله “على دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا معتبراً أن ما حصل في سوريا أثر على كل الدول العربية”.
وقدمت دول خليجية أبرزها السعودية وقطر دعماً مالياً وعسكرياً لفصائل المعارضة السورية قبل أن يتراجع الدعم تدريجياً خلال السنوات الماضية مع تقدم القوات الحكومية بدعم عسكري روسي وإيراني على الأرض.
وبعد القطيعة العربية، برزت خلال السنوات القليلة الماضية مؤشرات عدّة على انفتاح عربي تجاه دمشق وإن كان بطيئاً، بدأ مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق منذ نحو 4 أعوام أكد وزير خارجيتها قبل أشهر أن “عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مصلحتها ومصلحة البلدان الأخرى في المنطقة”.
وفي أواخر تشرين الأول-أكتوبر الماضي أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن اتصال هاتفي تمّ بين ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الأسد حيث بحث المسؤولان “سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة”.
كذلك أعلنت وزارة الاقتصاد الإماراتية، في مطلع أكتوبر الماضي، أن الإمارات وسوريا اتفقتا على خطط لتعزيز التعاون الاقتصادي واستكشاف قطاعات جديدة للتعاون الثنائي.