بالأسماء والأرقام: وثائقي يكشف العلاقات السريّة بين قطر والإخوان في أوروبا
كشف فيلم وثائقي تفاصيل تمويل مؤسسة قطر الخيرية لمشاريع المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس في أوروبا، والتي تتبع لتتنظيم الإخوان المسلمين. كما أبرز التحقيق الاستقصائي المصور والمدعوم بالأرقام والمقابلات شبكات التأثير القطرية.
ويفتتح “الفيلم الوثائقي” بعبارة “لقد عرقلت العقوبات الخليجية المفروضة على قطر تحركاتها المتطرفة، مثل مؤسسة قطر الخيرية وحققت الدوحة هدفها المتمثل بالاستثمار في الإسلام الأوروبي السياسي الإخواني وتحارب منافسيه. ولكن بعد أن قوطعت، بدأت قطر بتعديل خطابها وخفضت استراتيجية النفوذ التي وضعتها، بما في ذلك على الصعيد الديني”.
• حصلت القناة على وثائق تكشف عن تمويل قطر لمشاريع مرتبطة بالإخوان المسلمين في أوروبا.
• تساهم مؤسسة قطر الخيرية في تمويل 140 مشروعًا في أوروبا بقيمة 120 مليون يورو.
• تحتل إيطاليا المركز الأول من حيث عدد هذه المشاريع بـ 47 مشروعًا، تليها فرنسا بـ 22 مشروعًا، ومن ثم إسبانيا والمملكة المتحدة بـ 11 مشروعًا لكل منهما، وأخيرًا ألمانيا بـ 10 مشاريع.
قائمة الممولين
• من ضمن قائمة المتبرعين للمؤسسة هناك أسماء مسؤولين وأفراد من الأسرة الحاكمة القطرية مثل: الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، والشيخ سعود جاسم أحمد آل ثاني، والشيخ خالد بن حمد بن عبد الله آل ثاني، والشيخ جاسم بن سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، بالإضافة إلى الديوان الأميري نفسه.
• في ظل مقاطعة دول الخليج لقطر، يظهر أن تمويل المساجد في أوروبا يهدف إلى محاولة استغلال الجاليات الإسلامية.
• يعمل على مشاريع قطر الـ 22 في فرنسا مؤسسة (مسلمو فرنسا) أو ما يسمى “اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا” سابقًا، وهي منظمة تتبنى أيديولوجيا الإخوان المسلمين.
• أكبر مشاريع مؤسسة قطر الخيرية يقع في مدينة (مولوز) شرق فرنسا، وهو الأبرز في أوروبا، حيث يتمثل المشروع بمركز النور الإسلامي الذي يشتمل على: جامع بطابقين، وفصول دراسية، ومكتبة، ومطعم، وسوق منتجات حلال، وحوض سباحة غير مختلط، بالإضافة إلى مركز طبي.
• من أجل إنشاء مركز النور، استعانت جمعية (مسلمو منطقة ألزاس AMAL) بتبرعات الجالية الإسلامية، ومعونات من البلدية، ولكن تكلفة المركز البالغة 28 مليون يورو دعت إلى طلب الدعم من متبرعين أثرياء. وبحسب ناصر القاضي، رئيس جمعية (مسلمو منطقة ألزاس AMAL)، فقد مول أكثر من نصف ميزانية المشروع من قبل دولتين خليجيتين وهما: الكويت، وقطر.
• حوار مع ناصر القاضي، رئيس جمعية (مسلمو منطقة ألزاس AMAL): “لقد طلبنا تبرعات من قطر، وقد تبرعوا بحوالي 7 ملايين يورو. أتحدث عن منظمات في قطر. لقد كان المتبرعون من جهات خاصة، إذ إن التبرعات يجب أن تمر عبر منظمة رسمية”. الصحافي: “ما هي المنظمة الرسمية في قطر التي تمولكم؟”. ناصر القاضي: “مؤسسة قطر الخيرية”.
• الصحافي: “هل تشاركون القطريين نفس الفكر الإسلامي؟”. ناصر القاضي: “لا أعرف ما هو فكرهم الإسلامي، ولكنني أعرف فكري الإسلامي، حيث إن جمعيتنا تتبع لمنظمة (مسلمو فرنسا)، وفكرهم هو فكرنا. أما قطر، أو الكويت، أو المملكة العربية السعودية، فكل منهم له فكره الخاص به في بلده، ولا يفرضون فكرهم علينا في فرنسا”. الصحافي: “لو سألتك هل أنت إخواني، ماذا سترد علي؟”. ناصر القاضي: “المسلمون كلهم إخوان مسلمين”.
• حوار مع عميل استخبارات فرنسي يوضح فيه تفاصيل التمويل القطري للمسجد بإجمالي 5 ملايين يورو في عام 2017، حيث أتت التبرعات من مؤسسة قطر الخيرية، فضلًا عن 5 ملايين أخرى في عام 2016. وبحسب العميل الفرنسي، مسجد النور مرتبط بتنظيم الإخوان المسلمين. وأكد عميل الاستخبارات أن مركز النور مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين.
• استعرض الصحافي كريستيان شيزنو مع لوريزنو فيدينو من جامعة جورج واشنطن وثائق رسمية لمؤسسة قطر الخيرية تتضمن مشاريع المؤسسة المختلفة في أوروبا: (سوانزي، رويال بارك لندن، شفيلد، جيرزي، مولوز، سترازبورغ، ليل، برلين، لوكسمبورغ). بالإضافة إلى حوالة بنكية لصالح مركز إسلامي في لوغانو (سويسرا) وهو التحويل الثالث. جميع هذه الوثائق تثبت تمويل القطريين للإخوان المسلمين في أوروبا. واستعرض الصحافي أيضًا خطابًا موقعًا باسم يوسف القرضاوي يوصي فيه بدعم مشروع في ميلانو. يؤكد لوريزنو فيدينو أن دعم يوسف القرضاوي، بصفته المرشد الأعلى لتنظيم الإخوان المسلمين في خطاب رسمي يثبت أن الإخوان المسلمين يقفون وراء هذا المشروع.
القرضاوي وفتح روما
• انطلاقا من حديث القرضاوي عن حديث فتح روما وأوروبا، تعتبر إيطاليا هي الهدف الأول والأساسي لمؤسسة قطر الخيرية حيث تمول فيها 47 مشروعًا بأكثر من 25 مليون يورو. وأغلب هذه المشاريع يقودها اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا (UCOII) المقربة من جماعة الإخوان المسلمين. وترتكز أغلب المشاريع في جزيرة صقلية بالتحديد وبـ 11 مشروعًا، ويبرر ذلك أنها كانت تحت حكم المسلمين في السابق، بحسب ما يظهر في كتيب من إصدار مؤسسة قطر الخيرية بعنوان (مشاريع قطر الخيرية بجزيرة صقلية – إيطاليا).
• رئيس الجالية الإسلامية في صقلية، عبدالحفيظ خيط: “لقد حصلنا على التمويل من الدوحة. وكانت الجالية الإسلامية في صقلية هي الجمعية الأولى التي اعترفت بها مؤسسة قطر الخيرية. وكانت أول من تلقى الدعم المالي”.
• من بين المعضلات التي تواجه قطانية في صقلية، هي توافد المهاجرين المستمر، مما يتطلب إنفاقا ماليا لإيوائهم، وبهذا الصدد طلب إمام قطانية في وثيقة مسربة من مؤسسة قطر الخيرية المعونة المالية لمشروع الاهتمام باللاجئين السوريين. لفت هذا التحرك الكبير لقطر في صقلية انتباه المسؤولين السياسيين والاستخبارات الإيطالية. ومن تحليلاتهم هي أنه ضمن إطار مشروع التطرف، تستهدف مؤسسة قطر الخيرية المناطق التي يتوافد إليها المهاجرون للدخول إلى أوروبا.
• في 2015، استقبل مسجد فيل نوف داسك في فرنسا (تحت إدارة منظمة “مسلمو فرنسا” المقربة للإخوان المسلمين) وفدا قطريا من ضمنه الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر الخيرية، ووزير الداخلية القطري السابق، وأحمد محمد الحمادي المسؤول عن مؤسسة قطر الخيرية في أوروبا، وهو الذي يجوب أوروبا ويلتقي الإخوان المسلمين هناك، حيث يتمتع بجواز سفر قطري دبلوماسي يمكنه من الدخول للدول الأوروبية كافة تقريبا.
وثائق مسربة تكشف دور قطر الخيرية
• ومن ضمن الوثائق المسربة، تثبت وثيقة تمويل مؤسسة قطر الخيرية لمركز فيل نوف داسك، بالإضافة إلى إيصال يثبت التمويل بمبلغ 252.200 ريال قطري.
• من ضمن الوثائق المسربة، تحويلات بنكية، الأول بمبلغ 1 مليون ريال قطري، والآخر بمبلغ 575 ألف ريال قطري.
• نادية كرموس، قريبة لرئيس بنك التقوى تلقت تبرعات من مؤسسة قطر الخيرية في مدينة لا شو دو فون السويسرية لصالح مشروع متحف. أقرت مديرة المتحف بالتمويل القطري عبر مؤسسة قطر الخيرية، مؤكدة أنها لا تعرف الأشخاص الذين تبرعوا. وفي جولة القناة داخل مكتبة المتحف، تفحص الصحافيون عددا من كتب السيد قطب، ويوسف القرضاوي المترجمة.
• على الرغم من تقليل مديرة المتحف من أهمية علاقتها مع مؤسسة قطر الخيرية، إلا أن الوثائق المسربة تظهر أنه في عام 2014، وقعت نادية عقدًا مع يوسف الكواري لترميم المبنى الذي يحتضن المتحف. ومن ضمن الوثائق هناك 14 إيصالا لتحويلات مقدمة إلى المركز الثقافي الذي يوجد فيه المتحف، بالإضافة إلى تحويلات إلى مركزين ثقافيين في مدينة لوزان ولوغانو يديرهما زوجها محمد كرموس. إجمالي تحويلات مؤسسة قطر الخيرية بين الأعوام 2011 و2013 يصل إلى أكثر من 3 ملايين فرانك سويسري لتمويل أنشطة الزوجين كرموس.
• وفقًا لمذكرة للاستخبارات الداخلية الفرنسية، في 30 أبريل 2007، قبضت الجمارك الفرنسية على محمد كرموس في القطار المتوجه من زيورخ إلى باريس، ووجد بحوزته مبلغ 50 ألف يورو نقدًا. أكد محمد كرموس أنه حصل على المبلغ النقدي في جنيف من قبل القطري أحمد الحمادي وكان المبلغ متوجهًا إلى المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الذي يُدرب أئمة المساجد.
• وفقًا لمذكرة للاستخبارات الداخلية الفرنسية، خلال تخريج الدفعة العاشرة للمعهد، قام أحمد الحمادي شخصيًا وبشكل مباشر بتسليم زهير محمود 500 ألف يورو نقدًا، أي ما يعادل 62% من ميزانية المركز السنوية.
• زهير محمود، المدير السابق للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية: “حينما افتتحنا المعهد، دعونا عددا من الأساتذة من مختلف الجامعات الإسلامية، من بينهم الشيخ القرضاوي وغيره، وعملوا على إعداد برنامج علمي. لم يكونوا جميعهم منتمين للإخوان المسلمين، القرضاوي كان معروفًا بأنه من الإخوان المسلمين وهناك واحد أو اثنان غيره. ولكن إن كنتم تتساءلون عما إذا كان المعهد تابعًا للإخوان المسلمين، من يقوم بأعماله هم الإخوان المسلمون من أجل المسلمين. ولكن في النهاية العمل يصب في مصلحة المسلمين”.
• زهير محمود: “ليست هناك حقائب مليئة بالأموال، هذا كذب لم يكن لدينا ذلك”. الصحافي: “ولكن في عام 2007 كانت هناك حقيبة أموال”. زهير محمود: “نعم، تلك كانت هي الحقيبة الوحيدة، ولكنه أمر آخر. كان هناك رجل يدعى محمد كرموس. أعطانا أحد المتبرعين 50 ألف يورو”. الصحافي: “هو قطري يدعى الحمادي”. زهير محمود: “نعم، تماما. 50 ألف يورو”. زهير محمود: “ولكنه أتى بالمبلغ 50 ألف يورو وكان يضعه بين أمتعته ولم تكن هناك حقائب مليئة بالأموال كما يقولون. لقد كان في سويسرا وأتى ليعطينا الأموال!”.
بلجيكا في مرمى الاستهداف القطري
• رابطة مسلمي بلجيكا، وبصفتها مؤسسة غير ربحية، مُلزمة على الإفصاح عن حساباتها السنوية لدى المحكمة التجارية، ولكنها لم تقم بذلك.
راجعت الصحافية البلجيكية في مجلة لو فيف ماري سيسيل روين حسابات الرابطة واكتشفت أن مؤسسة قطر الخيرية قد قدمت تبرعا بمبلغ ضخم مقداره 1.081.940 مليون يورو من أجل مشروع إنشاء مركز ثقافي في مدينة سان جيل في ضواحي بروكسل، وأن المفاوضات وصلت إلى مرحل متقدمة لدرجة أن مستشارًا في السفارة القطرية رافق مفاوضي الرابطة لتقديم دعم قطر.
• في الحديث حول توفر أرض للمنظمة الإسلامية في ميونخ تعين على الإمام بنيامين إدريس الحصول على أكثر من 4.5 مليون يورو سريعًا للحصول عليها. بهذه الفكرة. نعم كانت إحدى هذه المؤسسات هي مؤسسة قطر الخيرية.
• وفقًا للوثائق المسربة، تثبت عدد من العناصر دعم مؤسسة قطر الخيرية، حيث تعهدت المؤسسة في عقد أبرمته بالتكفل بقيمة إجار مؤقت من 1 أكتوبر 2015 إلى 31 أكتوبر 2016. وتثبت وثيقة أخرى بتاريخ 4-4-2016 تحويلا بنكيا إلى منتدى الإسلام في ميونخ بقيمة 44.756 ألف يورو. ويكشف بريد إلكتروني مسرب عن مفاوضات متقدمة حول تبرع بقيمة 5 ملايين يورو، وهو المبلغ اللازم للحصول على الأرض.
• الإمام بنيامين إدريس: “لم نحصل على المبلغ المقدر بـ 5 ملايين يورو، لأننا لم نحصل على تأكيد منهم لتحويل المبلغ. وفي الحقيقة، عقّد القطريون عملية التفاوض. لقد كانوا يرغبون في إنشاء مؤسسة هنا! ولكن طرأ تغيير سياسي في منطقة الخليج، ألا وهي المقاطعة المفروضة على قطر. وبعدها قالوا لي إن الظروف باتت معقدة الآن ولا نستطيع الاستمرار في هذا المشروع”.
• تصوير كاميرا مخفية داخل مقر مؤسسة قطر الخيرية في الدوحة. الصحافي: “كنتم تستثمرون في الكثير من التنظيمات في أوروبا قبل المقاطعة؟”. مسؤول في مؤسسة قطر الخيرية: “نعاني من ضغوط من الإمارات ومن السعودية حاليا. ولكننا نعمل من قطر في الوقت الحالي من أجل العالم أجمع ولدينا مشاريع كبيرة في إنجلترا، وسأوافيكم بالمعلومات إن شاء الله. نحن نركز على المملكة المتحدة من أجل هذا البرنامج الكبير للغاية”. الصحافي: “هل بإمكاننا عقد اجتماع في لندن؟”. مسؤول في مؤسسة قطر الخيرية: “نعم طبعا”. بعد هذا الحديث مع المسؤول في مؤسسة قطر الخيرية، توقفت قطر الخيرية بشكل تام عن الرد على استفسارات القناة.
لماذا أتيت إلى قطر؟
• لقاء مع القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق اللاجئ في قطر. الصحافي: “لماذا أتيت إلى قطر؟”. موسى أبو مرزوق: “هذا طبيعي، فقطر تستضيف قيادات حماس. لقد جئت إلى قطر من غزة وكنت في مصر ومن ثم في سوريا”. الصحافي: “هل هناك اتفاقية استراتيجية بين حماس وقطر؟”. موسى أبو مرزوق: “قطر الآن تعيش ظروفًا ليست بالسهلة مع المقاطعة، ولكن قبل المقاطعة ساعدتنا قطر كثيرًا”. الصحافي: “كانت هناك زيارة للشيخ حمد والشيخة موزة إلى غزة؟”. موسى أبو مرزوق: “نعم هذا صحيح”. الصحافي: “لقد حررا شيكًا كبيرًا لكم أليس كذلك”. موسى أبو مرزوق: “نعم هذا صحيح”. الصحافي: “هل أتت المساعدة من مؤسسة قطر الخيرية؟”. موسى أبو مرزوق: “نعم، كان هناك فريق قطري يشرف على المساعدات المقدمة لغزة”. الصحافي: “هل المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة مستمرة؟”. موسى أبو مرزوق: “نعم مستمرة ولكنها ليست كالسابق بسبب المقاطعة”.