بالفيديو: متظاهرون غاضبون يقتحمون القنصلية التركية في بغداد احتجاجاً على قصف دهوك
العراق يطالب أنقرة بإخراج قواتها من أراضيه ويسلم سفيرها مذكرة احتجاج
أفادت مصادر أمنية عراقية، اليوم الخميس، إن متظاهرين غاضبين اقتحموا قنصلية أنقرة في بغداد احتجاجا على القصف التركي لمحافظة دهوك شمال العراق، الذي راح ضحيته 9 مدنيين بينهم نساء وأطفال، فيما طالبت العراق الجانب التركي بإخراج قواته من أراضيه، ودعته إلى حل مشاكلها الداخلية بعيدا عن حدودها.
ونقل موقع “السومرية نيوز” عن المصدر أن “المحتجين حاولوا عبور الخط الأول الأمني باتجاه القنصلية التركية في بغداد، وذلك احتجاجا على القصف التركي الأخير بمحافظة دهوك”.
وأظهرت مقاطع مصورة، تدافعا وتشابكا بالأيدي بين المحتجين وأفراد الأمن المنتشرين أمام القنصلية التركية، وأشار الموقع إلى أن المحتجين ما زالوا يحاولون اقتحام القنصلية.
وكان أحد الأماكن السياحية في محافظة دهوك تعرض يوم أمس لقصف مدفعي تركي، خلف عددا من الضحايا.
وقدمت الحكومة العراقية شكوى لدى مجلس الأمن الدولي ضد تركيا، كما قامت باستدعاء السفير التركي في بغداد وأبلغته الإدانة، وسحب القائم بالأعمال العراقية من أنقرة، وتأجيل إرسال سفير جديد إلى تركيا.
إنزال العلم التركي
وقام متظاهرون، أمس الأربعاء، في النجف بإنزال العلم التركي عن مقر منح التأشيرة التركية، وتداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر قيام محتجين بإنزال العلم التركي عن مقر منح التأشيرة التركية احتجاجا على القصف التركي الذي استهدف منتجعا سياحيا في مدينة زاخو في محافظة.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو تجمع كبير من المواطنين أمام مركز تقديم الفيزا التركية في محافظة النجف، وقام أحد المواطنين بإحراق العلم التركي في النجف، خلال تواجده ضمن مجموعة من المحتجين الذين انتشروا في المكان.
ورصدت مناشدات كثيرة شاركها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي طالبوا فيها المواطنين بالتجمع والمشاركة في المظاهرات المنددة بالقصف.
مذكرة احتجاج
بدورها، سلمت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، السفير التركي في بغداد علي رضا كوناي، مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، كما طالبت بسحب قوات بلاده من الأراضي العراقية، وتقديم اعتذار رسمي.
وقالت في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إنها استدعت السفير التركي لدى العراق علي رضا كوناي، على خلفية الاعتداء الذي طال أحـد المصـايف السياحية فـي قـريـة بـرخ/ ناحيـة دركـار بمحافظـة دهـوك، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، تضمنت “إدانة الحكومة العراقية لهـذه الجريمـة التـي ارتكبتهـا القـوات التركيـة والتـي مثلـت قمـة لاعتـداءاتها المستمرة علـى سـيادة العــراق وحرمـة أراضـيـه، وأخـذت طابعـاً اسـتفزازياً جديـداً”.
كما جددت وزارة الخارجية في البيان، تأكيد حق العراق فـي اتخـاذ كـل الإجـراءات التـي كفلتهـا المواثيق الدوليـة التـي مـن شـأنها حمايـة سـيادته وأرضـه وسـلامة مواطنيـه مـن الاعتـداءات الآثمـة والمستنكرة.
ودعت الخارجية العراقية أنقرة لـحـل مشـاكلها الداخليـة بعيـداً عـن حـدود الـعـراق، وطالبتها بتقــديم اعتــذار رسـمـي عـن هـذه الجريمـة وتعــويض ذوي الضحايا.
وتابعت الوزارة في بيانها أنها مستمرة بحشد كافة الجهود ومصادر القوة للوقوف أمام هذا التحول الخطير في سلسلة الاعتداءات التركية.
أنقرة تنفي مسؤوليتها عن الهجوم
في المقابل، نفت أنقرة مسؤوليتها عن الهجوم متهمة مقاتلي حزب العمال الكردستاني PKK بالمسؤولية عنه، وهو تنظيم تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون بأنه “إرهابي”، ويشن تمرداً ضدها منذ العام 1984.
كما لفتت الخارجية التركية إلى أن “مثل هذه الهجمات” تقوم بتنفيذها “منظمات إرهابية”.
وتشن أنقرة التي تقيم منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق، مراراً عمليات عسكرية ضد حزب العمال الذي يملك مخيمات تدريب وقواعد خلفية له في المنطقة.
يشار إلى أن العمليات العسكرية التركية في شمال العراق تُفاقم الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة بغداد التي تتهم تركيا بانتهاك سيادة أراضيها، رغم أن البلدين شريكان تجاريان هامان.