بايدن: الولايات المتحدة وشركاؤها سيعلنون عقوبات جديدة ضد روسيا
خلال كلمة ألقاها في العاصمة البولندية وارسو، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وشركاءها سيعلنون المزيد من العقوبات ضد روسيا، هذا الأسبوع، على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا، لافتاً إلى “توحد الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي وحلف (ناتو) لمواجهة التحرك الروسي”.
مشيراً إلى أن كييف “صمدت” في وجه الهجوم الروسي الذي بدأ في فبراير 2022، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يعتقد أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سينهار، كما “اعتقد أن الأمر سيكون سهلاً لكنه أخطأ لأن الشعب الأوكراني كان شجاعاً”.
وقال في الكلمة التي ألقاها خارج القلعة الملكية في وارسو أمام حشد من 30 ألف شخص بحسب مكتب عمدة المدينة وحضرها رئيسا مولدوفا وبولندا، إن الهجوم الروسي على أوكرانيا “لم يكن فقط اختباراً لكييف ولكن أيضاً للعالم أجمع ولكل الديمقراطيات في العالم”.
وكان نائب وزير الخزانة الأميركي والي أديمو قال الثلاثاء إن “جزءًا كبيراً مما سنفعله باستخدام العقوبات هو ملاحقة الشبكات التي تساعد على تسهيل التحايل، لذلك سترون في الأيام المقبلة إجراءات إضافية سنتخذها ليس فقط هنا في الولايات المتحدة، وإنما بالتعاون والتنسيق مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم”.
وقال بايدن في خطابه: “سنتصدى للكل من أجل الديمقراطية”، داعياً “الحلفاء للتمسك بالقوة تجاه ما يحدث في أوكرانيا”، مشيراً إلى أن “بوتين يعتقد أن حلف (ناتو) سينهار لكنه أصبح أكثر اتحاداً مما كان عليه من قبل”.
جر أوروبا إلى حرب
واعتبر أن الرئيس الروسي “يواجه حالياً ما لم يتوقعه خلال سنة”، مشيراً إلى أنه أراد التخلص من “(ناتو) لكن فنلندا والسويد انضمتا للحلف”.
وقال إن “ديكتاتوراً (في إشارة إلى بوتين) عازماً على إعادة بناء إمبراطورية لن يتمكن أبداً من إرضاخ شعب تواق للحرية، والوحشية لن تسحق أبداً إرادة الأحرار. أوكرانيا لن تكون أبداً انتصاراً لروسيا”.
واتهم بايدن، بوتين بـ”جر أوروبا إلى حرب لم تشهدها منذ الحرب العالمية العالمية الثانية”، مشيراً إلى أن “الأتوقراطيين لا يمكن مواجهتهم إلا بكلمة واحدة هي كلا”.
قمة الناتو المقبلة
وأعلن بايدن إن الولايات المتحدة ستستضيف قمة حلف شمال الأطلسي، العام المقبل، مع دخول التحالف الدفاعي عامه الخامس والسابعين.
وأوضح بايدن: “لا شك أن التزام الولايات المتحدة تجاه تحالفنا مع حلف شمال الأطلسي والمادة الخامسة التزام قوي لا لبس فيه”، مشيراً إلى مبدأ الحلف الذي يقول إن الهجوم على أي دولة يمثل هجوماً على جميع الدول.
وأضاف: “كل دولة بالحلف تعرف ذلك. كما أن روسيا تعرف ذلك جيداً، الهجوم على أي دولة هو هجوم على جميع الدول”.
وتابع: “أمامنا أسئلة محورية بشأن كيفية الالتزام بالمبادئ الأساسية، لذلك هل سنرقي إلى مستوى احترام السيادة والحفاظ على حقوق الإنسان والحرية في ظل هذا الاعتداء”.
ولفت بايدن إلى أنه قال لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارته المفاجئة إلى كييف، الاثنين: “إننا سندافع عن هذه المبادئ مهما كلف الأمر”.
دعم مولدوفا
وضخ الرئيس الأميركي جرعة دعم إلى مولدوفا التي التقى رئيسها على هامش زيارته إلى وارسو، وكذلك إلى المعارضين في بيلاروسيا، على أن يلتقي قادة مبادرة “بوخارست 9″، الأربعاء، قبل عودته إلى واشنطن.
من جانبه، أعرب رئيس البولندي أندريه دودا خلال كلمة له قبل بدء بايدن خطابه عن اعتقاده بأن “روسيا ستضطر إلى مغادرة الأراضي الأوكرانية”، داعياً “جميع قادة الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي إلى دعم أوكرانيا”.
وذكر أنه “لا مجال لعلاقات تجارية طبيعية مع روسيا”، مشيراً إلى أن “بايدن أظهر من كييف أن العالم الحر لا يخاف من شيء”، مرجعاً فضل عدم سقوط أوكرانيا في الحرب إلى “جنودها والدعم الذي تلقته” من الدول الغربية.
وتأتي التصريحات الأميركية البولندية بعد ساعات من إلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بويتن “خطاب الأمة” الذي تعهد فيه بمواصلة هجومه العسكري بطريقة “منهجية” على أوكرانيا، مشيراً إلى أن “الغرب يريد إلحاق هزيمة استراتيجية بموسكو”، متهماً واشنطن وحلفاءها الأوروبيين بتحمّل “مسؤولية تأجيج النزاع الأوكراني و(سقوط) ضحاياه”.
ووصل بايدن إلى وارسو في وقت متأخر، الاثنين، بعد زيارة مفاجئة لكييف حيث التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يسعى للحصول على مزيد من الأسلحة مع استعداده للهجوم الروسي المتوقع في الربيع المقبل.
مساعدات إضافية لأوكرانيا
وأثناء زيارة بايدن إلى كييف، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 460 مليون دولار تشمل ذخيرة مدفعية وأنظمة مضادة للدروع ورادارات دفاع جوي بقيمة 450 مليون دولار إضافة إلى 10 ملايين دولار للبنية التحتية للطاقة.
وبدأ بايدن، الثلاثاء، زيارته الرسمية الثانية لبولندا خلال 12 شهراً، باجتماع مع نظيره البولندي أندريه دودا، لبحث جهود دعم أوكرانيا والثناء على بولندا لمساعدتها الولايات المتحدة ودولاً أخرى في تسهيل توصيل المساعدات العسكرية والإنسانية، بحسب وكالة “رويترز”.
وقبل مغادرته وارسو متجهاً إلى واشنطن سيلتقي بايدن، الأربعاء، زعماء بوخارست الـ9 وهم الحلفاء الشرقيون في حلف شمال الأطلسي “الناتو” لتأكيد دعمه الثابت لأمنهم.