بريطانيا أهم الملاذات الآمنة لتنظيم الإخونجية
خبراء يحذرون من خطورة تغلغل التنظيم في أوروبا
قال خبراء إن بريطانيا تعتبر أهم الملاذات الآمنة لتنظيم الإخونجية، وأن هناك الكثير من أعضاء التنظيم يعيشون فيها، وقد تمكنوا من تأسيس شبكة من العلاقات مع المنظمات الاجتماعية والخيرية، محذرين من خطورة تغلغل تنظيم الإخونجية في أوروبا، داعين إلى ضرورة فضح مخططاتهم ومنعهم من نشر أفكارهم الهدامة عبر تعزيز آليات المواجهة.
جاء ذلك في ندوة عقدها مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات، مساء الثلاثاء، عبر الإنترنت، بعنوان “الإخوان على المستوى الدولي: غموض المواقف وإجراءات المواجهة”.
وشارك في الندوة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين في حركات الإسلام السياسي، وأدار فعالياتها الدكتور نصر محمد عارف أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي شدد على أهمية الندوة في كشف أغراض الإخونجية في أوروبا، وفضح مخططاتهم وأهمية منعهم من نشر أفكارهم الهدامة.
وتضمنت الندوة عدة محاور رئيسية؛ هي: وضع الإخونجية في ظل إدارة جو بايدن؛ وأوروبا واستراتيجيات مواجهة الإخونجية؛ وتداعيات الوضع الأفغاني على مستقبل حركات الإسلام السياسي.. حالة الإخونجية والملاذات المحتملة لهم في العالم.
بريطانيا من أهم الملاذات
استهلت فعاليات الندوة الدكتورة جيليان كينيدي، المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة ساوث هامبتون البريطانية، في ورقة عمل بعنوان “الملاذات المحتملة للإخونجية في العالم”.
وذكرت أنه على مدى عقود، سعى التنظيم إلى ملاذات محتملة، قريبة من بلدهم الأم وبعيدة في أوروبا أو الأمريكتين. ومع ذلك، فر عدد كبير منهم عام 2013 إلى تركيا والمملكة المتحدة.
كما تناولت كينيدي موضوع المملكة المتحدة والإخونجية، وقالت إن بريطانيا من أهم الملاذات الآمنة لتنظيم الإخونجية، وهناك كثير من أعضاء الجماعة يعيشون فيها، وقد تمكنوا من تأسيس شبكة من العلاقات مع المنظمات الاجتماعية والخيرية.
بدوره، قال كونستانتين شرايبر، مذيع الأخبار في تلفزيون “أيه آر دي الألماني”، إن ألمانيا تضم 1500 من أهم عناصر التنظيم، حيث أسسوا مواقع إخبارية وشبكات علاقات اجتماعية واسعة ومؤسسات بأنشطة متنوعة، واستطاعوا بذلك التأثير في شرائح عديدة من المجتمع الألماني باسم الدين الإسلامي.
وأكد شرايبر على أن تنظيم الإخونجية يستخدم المساجد والمراكز الإسلامية في ألمانيا لنشر أفكارهم الظلامية وتجنيد الشباب الألماني عبر الندوات والمحاضرات والدروس التي يلقونها بصفة دورية، وكل ذلك بهدف نشر أيديولوجية الجماعة واستمالة أكبر قدر ممكن من الفئات إليهم لكي يقتنعوا بأفكارهم ويؤمنوا بأهدافهم وتوجهاتهم.
وفي سياق متصل، قال الدكتور رامي عزيز، الباحث في معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية بإيطاليا، إن نشاط الإخونجية في أوروبا بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأوا في تشكيل تحالفات وجمعيات ومؤسسات صارت النواة الأساسية لجذب العديد من العناصر إلى هناك، وفي مطلع القرن العشرين بدأ الإخوان يتغلغلون في المجتمعات الأوروبية عبر تنظيم العديد من الأنشطة الجاذبة لمختلف الفئات، ولاسيما الشباب.
آليات المواجهة
وشدد رامي عزيز على أهمية أن تعظّم أوروبا من جهودها في مكافحة تنظيم الإخونجية، والعمل على نطاق أوسع لتجفيف منابع تمويل تيارات الإسلام السياسي كافة، إضافة إلى ضرورة وقف تعامل الدول الأوروبية مع تنظيم الإخوان وتصنيفه على أنه إرهابي، والتفرقة بين التنظيم والدين الإسلامي الذي هو براء من هذا الفصيل وأفعاله وتوجهاته وسلوكياته العدائية.
وطالب الباحث في معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية بإيطاليا بإخضاع الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية لمزيد من التدقيق والرقابة حول مصادر التمويل السخي الذي تتلقاه الجماعة، مع ضرورة عدم السماح لتنظيم الإخونجية أو تيارات الإسلام السياسي باستضافة شخصيات انخرطت في أعمال عنف في دول أخرى.
وأوضح أن استراتيجية مجابهة الإخونجية في أوروبا تتطلب عزل عناصر التنظيم، وفضح أدوارهم، حيث إنهم ليسوا متحدثين رسميين باسم الدين الإسلامي، إضافة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال المؤسسات الأوروبية الرسمية لحماية المجتمعات الأوروبية، إلى جانب ضرورة نزع فتيل الصراع من منطقة الشرق الأوسط؛ لأن الإخوان يسعون لاستقطاب وتجنيد العناصر من مناطق الصراعات والنزاعات ليكونوا داعمين لمخططاتهم وأفكارهم الظلامية.
كما طالب بتعزيز آليات مواجهة الإخونجية والكشف عن طرق التخفي والتستر التي يستخدمونها لأخونة أوروبا، وسعيهم الحثيث للاستحواذ على أوروبا بغرض إنشاء خلافة إسلامية مزعومة انطلاقاً من الدول الأوروبية.